دفعة صغيرة من النازحين تغادر لبنان فاتحة باب العودة إلى سوريا

النازحون يتوجهون إلى القلمون عبر الحدود وهي منطقة تم تطهيرها من المسلحين في هجمات شنها الجيش السوري وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران الذي لعب دورا قياديا في ذلك.

400 نازح من أصل 50 ألف في عرسال بدؤوا بالعودة
الأمن اللبناني يسجل أسماء الراغبين في العودة إلى سوريا
لبنان يئن تحت وطأة أعباء النازحين السوريين
العودة إلى سوريا سهلة لكن الحياة فيها صعبة

عرسال (لبنان) - بدأ نحو 400 لاجئ سوري مغادرة بلدة عرسال اللبنانية الحدودية متجهين إلى بلادهم اليوم الخميس في حالة نادرة من العودة التي تريد الحكومة اللبنانية تشجيعها.

ومنذ الصباح الباكر تجمع الناس في عربات صغيرة وجرارات محملين حشايا النوم وخزانات المياه والأثاث.

وقام أفراد من الأمن العام اللبناني بتسجيل أسماء السوريين أثناء مرورهم عبر نقطة تفتيش على طريق خروجهم من عرسال.

ويتوجه النازحون إلى القلمون عبر الحدود وهي منطقة تم تطهيرها من المسلحين في هجمات شنها الجيش السوري وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران الذي لعب دورا قياديا في ذلك.

وقال المغادرون إنهم قدموا أسماءهم إلى السلطات اللبنانية التي قامت بدورها بإرسال الأسماء إلى سوريا للحصول على موافقة الدولة السورية.

وتشكل القافلة جزء صغيرا جدا من مليون لاجئ سوري مسجل في جميع أنحاء لبنان ومن خمسين ألفا في عرسال حسب تقدير المسؤولين المحليين في البلدة.

وقال لاجئون إنهم سعداء بالعودة إلى سوريا. وبينما قال البعض إن منازلهم صالحة للعيش فيها، سمع آخرون أن منازلهم قد دمرت.

وقال علي عبدالله (34 عاما) وهو يغادر عرسال مع زوجته واثنين من أبنائه الصغار "نحن من زمان ناويين نرجع، نحن ما صدقنا إنه تهدأ الأمور، تروق شوي، يرجع الواحد على بيته، بالنهاية الوطن غالي. ما في أغلى من الوطن".

وكان قد أنجب أحد أولاده في لبنان ولم يزر هذا الطفل سوريا قط. وقال عبدالله "أكيد أنا بدي (أريد) أرجعه لأقول له هذا بلدك هذا وطنك هذا بيتك، نحن بيتنا ما انو الخيمة (ليس خيمة) أو البيت اللي مستأجرينه أو شو اسمه. هدا بيتنا. هدا أقرباؤك، هدا وطننا".

وقال لاجئ عائد يدعى حسين (52 عاما) "واحد بيرجع على بيته وعلى أهله وعلى اخواته يعني شو بيكون شعوره؟ يعني.. الحمد لله".

لكن مرشد درويش (55 عاما) قالت إنها قررت البقاء في خيمتها في عرسال بدلا من العودة إلى سوريا مع ابن عمها.

وقالت "البيت يحتاج إلى عمل ولا توجد نوافذ ولا أبواب... لا يمكننا العيش هناك"، مضيفة "لا أستطيع تحمل الصخور. بمجرد أن يتم إصلاح غرفتي سأعود."

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها لا تشارك في تنظيم عمليات العودة اليوم الخميس ولم يتمكن فريقها في سوريا حتى الآن من الوصول إلى القرى التي كان الناس يعودون إليها.

ومع استعادة القوات السورية والقوات المتحالفة معها المزيد من الأراضي كثف المسؤولون اللبنانيون دعوات عودة اللاجئين إلى المناطق السورية التي تراجعت فيها أعمال العنف.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة والدول المانحة الأجنبية للبنان إنه ليس من الأمان الآن عودة اللاجئين إلى سوريا حيث لا يزال التوصل لاتفاق سياسي لإنهاء الحرب متعددة الأطراف بعيد المنال.

وأدى النزاع الذي تفجر قبل سبع سنوات إلى خروج 11 مليون سوري من ديارهم هاجر ملايين منهم إلى الخارج.

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص فروا إلى لبنان، فيما تقول الحكومة اللبنانية إن العدد يبلغ 1.5 مليون نسمة أي ربع سكان لبنان.