دمشق ترفض منح الأكراد معاملة خاصة

وزير المصالحة السوري يقول إن على المجموعات الكردية قطع التعامل مع الأميركيين والتوجه إلى الدولة السورية.
أنقرة تبلغ واشنطن بضرورة أن يغادر الأكراد الأراضي السورية

بيروت - ذكر وزير سوري أن شمال شرق سوريا الذي يهيمن عليه الأكراد لن يلقى معاملة خاصة ولكن سيعامل مثل مناطق البلاد الأخرى.

وقال وزير المصالحة علي حيدر في مقابلة مع الخدمة العربية لوكالة سبوتنيك الإخبارية الروسية "لا نستطيع أن نعطي أي محافظة سورية ما يميزها عن باقي المحافظات أو أي إثنية (عرق) سورية ما يميزها عن باقي الإثنيات (الأعراق) أو أي حالة سورية يضرب فكرة أن سوريا دولة واحدة ومجتمعا واحدا".

وتسيطر إدارة يقودها الأكراد حاليا على أراض أكثر من أي جماعة أخرى في سوريا غير الحكومة نفسها. وتجنب الأكراد إلى حد بعيد الدخول في صراع مباشر مع القوات الحكومية خلال الحرب الأهلية السورية، قائلين إنهم يسعون للحصول على حكم ذاتي في دولة غير مركزية.

واستعادت حكومة الرئيس بشار الأسد معظم المناطق من أيدي المعارضة المناوئة لحكمه، مستخدمة كثيرا ما تصفه دمشق باتفاقات "المصالحة" التي يوافق المسلحون بموجبها على التخلي عن الأراضي التي يسيطرون عليها مقابل خروج آمن، وكثيرا ما يكون ذلك بعد حملة جوية وبرية مكثفة. وتعهد الأسد مرارا باستعادة "كل شبر" من سوريا.

والجماعات الكردية الرئيسية من بين الفائزين القلائل في الصراع حتى الآن، إذ أسست لنفسها حكما مستقلا على مناطق كبيرة من الشمال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد وتساندها الولايات المتحدة.

وبدأت في الشهور القليلة الماضية محاولة إقامة علاقات مع دمشق، سعيا منها لحماية المكاسب التي حققتها في الحرب وحذرا من حليفتها الولايات المتحدة التي لا يمكن التنبؤ يما يمكن أن تقدم عليه من أفعال.

غموض يكتنف مصير الأكراد

وقال حيدر "حل الإشكالية الآن للمجموعات الكردية التي تتعامل مع الأميركان هو واحد بإدارة ظهرهم لهذا التعامل والتوجه إلى الدولة السورية".

وابلغت تركيا الولايات المتحدة الثلاثاء بضرورة أن يغادر المسلحون الأكراد الأراضي السورية بشكل كامل مع تصاعد العنف في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن الوزير خلوصي أكار وجه هذه الدعوة خلال محادثات مع الممثل الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في أنقرةوأضافت الوزارة أن أكار عبر عن استياء أنقرة من وجود المسلحين الأكراد في المنطقة.

واستأنفت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، اضرباتها الجوية على المسلحين في إدلب، في أعقاب قصف جوي ومدفعي شنته القوات الموالية للحكومية السورية ضد المعارضة توطئة فيما يبدو لهجوم واسع النطاق على آخر معقل كبير للمعارضة.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد مرارا باستعادة "كل شبر" من سوريا، وهو ما يعني السيطرة على كل من إدلب والمناطق التي يهيمن عليها الأكراد في الشمال الشرقي.

أما تركيا، التي تساند بعض فصائل المعارضة في مواجهة الأسد، فسبق لها القول إن عملية عسكرية في إدلب ستكون كارثية.

وتشعر تركيا بالغضب من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. وتعتبر أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ 1984 وتصنفه الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا جماعة إرهابية. وشنت القوات التركية عمليتين عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب في سوريا.