دمشق تضيّق الخناق العسكري على المعارضة قرب الجولان المحتل

قوات الجيش السوري تسيطر على قرية في محافظة القنيطرة في أول تقدم لها ضد مقاتلي المعارضة قرب الجولان المحتل، في عملية تأتي استكمالا لعملية سابقة أفضت للسيطرة على معظم مناطق الجنوب السوري.

القوات السورية تسيطر على قرية تبعد 11 كلم عن الجولان
دمشق تقصف مدينة الحارة في درعا
اردوغان يحذر من استنساخ سيناريو درعا في ادلب
عودة جميع النازحين من الحدود الأردنية إلى داخل سوريا

بيروت/عمان - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية السورية سيطرت على قرية في محافظة القنيطرة اليوم الأحد في أول تقدم لها ضد مقاتلي المعارضة في المنطقة المجاورة لمرتفعات الجولان المحتلة منذ شن هجوم كبير في جنوب غرب البلاد.

وأضاف المرصد أن القوات الحكومية السورية سيطرت على قرية مسحرة الواقعة على بعد 11 كيلومترا من حدود الجولان بعد قصف عنيف.

وقال إن القوات الحكومية قصفت أيضا مدينة الحارة في محافظة درعا المجاورة. وسيطرت الحكومة بدعم من الجيش الروسي على معظم محافظة درعا في الهجوم الذي بدأ في يونيو/حزيران.

وتابع أن مفاوضات تجري حول دخول قوات النظام لآخر مدينة في محافظة درعا، مشيرا إلى أن إجراءات لوجستية تعرقل بدء عملية التهجير نحو الشمال السوري.

كما أكد المرصد السوري على تويتر أن أكثر من 800 قذيفة صاروخية استهدفت ما وصفه بـمثلث الموت، بالتزامن مع هجوم عنيف لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة قرب الجولان المحتل بعد السيطرة على بلدة مسحرة.

 

وتخوض القوات السورية المدعومة من حزب الله وميليشيات إيرانية وبإسناد جوي روسي آخر معاركها في الجنوب الغربي لسوريا وهي جبهة تزداد تعقيدا مع اقتراب المعارك من هضبة الجولان المحتل.

وحذرت إسرائيل مرارا دمشق من خرق اتفاق فض الاشتباك، ملوحة بالرد على أي توغل سوري في الجولان المحتلة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال خلال زيارته الأخيرة لموسكو في إطار مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن إسرائيل لن تهدد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مطالبا روسيا بإبعاد إيران وميليشياته من المناطق السورية المتاخمة للجولان المحتل.  

ويأتي تقدم القوات السورية في جبهة القنيطرة بينما سيطر النظام السوري تقريبا على معظم درعا باستثناء جيب صغير قريب من الجولان المحتل يسيطر عليه فصيل جيش خالد بن الوليد الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأفضت سيطرة النظام السوري على معظم مناطق جنوب غرب سوريا إلى عودة آلاف النازحين من منطقة على الحدود مع الأردن إلى مناطقهم داخل سوريا.

وأعلن الجيش الأردني السبت، عودة جميع النازحين السوريين على حدود المملكة إلى بلادهم، بعد انتهاء الأزمة في الجنوب السوري.

وجاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها قائد المنطقة العسكرية الشمالية للجيش الأردني العميد خالد المساعيد، حسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

وأشار المساعيد إلى انتهاء أزمة النازحين من الجنوب السوري على الشريط الحدودي مع الأردن والذين وصل عددهم إلى نحو 100 ألف نازح.

وفي 20 يونيو/حزيران الماضي، أطلق النظام السوري بالتعاون مع حلفائه والمليشيات الشيعية الموالية له، هجمات جوية وبرية مكثفة على محافظة درعا، جنوب غربي سوريا، ما دفع بآلاف السوريين إلى النزوح والاحتشاد في منطقة قرب الحدود.

وإثر اتفاق بين المعارضة السورية من جهة وروسيا والنظام من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة الأحد الماضي، عودة أغلب النازحين السوريين على الحدود الأردنية إلى منازلهم، باستثناء ما بين 150 و200 نازح.

غير أن المساعيد، أوضح في تصريحاته أن "جميع النازحين السوريين على الحدود الأردنية السورية عادوا إلى ديارهم في الداخل السوري بعد استقرار الأوضاع الأمنية هناك".

وقال "حدودنا الشمالية آمنة ومسيطر عليها بالكامل من قبل قوات حرس الحدود والتشكيلات العسكرية المختلفة والأجهزة الأمنية العاملة في الميدان".

وتابع "القوات المسلحة قادرة على حماية الوطن وحدوده من أي اعتداء مفترض ومن أي جهة كانت".

وأشار أيضا إلى أن "عناصر عصابة داعش الإرهابية المتواجدين في منطقة حوض اليرموك تناقصت أعدادهم بشكل لافت ويتراوحون حاليا بين 1000 إلى 1500 عنصر"، مضيفا "إنهم (مسلحو داعش) في مرمى نيران أسلحتنا في حال تم تهديد أمن الأردن واستقراره".

ونوه بأن خطرهم "يتلاشى في هذه المنطقة من خلال تفاهمات أو حلول عسكرية سورية داخلية".

قوات سورية قرب منطقة حدودية مع الأردن
سيطرة الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي مع الأردن ساعدت على عودة آلاف النازحين

واعتبر أن مواقعهم "معروفة ومرصودة لنا، إلا أنه ولغاية الآن لم يحدث أي اشتباك بين القوات المسلحة مع أي تنظيم داخل الأراضي السورية".

وعن القذائف التي سقطت داخل أراضي المملكة، لفت المساعيد إلى أنها "كانت عشوائية ولم تكن مقصودة جراء احتدام المعارك ما بين قوات النظام والمعارضة".

وقال إن "القوات المسلحة تتمتع بقدرات كافية وعالية لتحديد مصدرها والرد عليها إلا أنها آثرت ضبط النفس ولم ينجم عن تلك القذائف أي إصابات بشرية".

وتدخل مناطق جنوب غربي سوريا وبينها درعا والقنيطرة والسويداء ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي تم إنشاؤها في يوليو/تموز 2017، وفق الاتفاق الذي توصلت إليها في تلك الفترة روسيا والولايات المتحدة والأردن.

وحذر الرئيس رجب طيب اردوغان السبت من أن تقدم قوات النظام السوري نحو محافظة إدلب كما حصل في درعا سيدمر جوهر اتفاق "أستانا".

وجاء تحذير اردوغان خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلاله العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، بحسب مصادر في الرئاسة التركية.

وأعرب الرئيس التركي عن قلقه من استهداف المدنيين في محافظة درعا (جنوب)، مؤكدا أن "تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب (شمال غرب) بطريقة مماثلة يعني تدمير جوهر اتفاق أستانا".

وشدد على أن تجنب حدوث أي تطورات سلبية في إدلب، يحظى بأهمية لجهة تشجيع المعارضة في المشاركة باجتماعات أستانا (عاصمة كازاخستان) المقررة يومي 30 و31 يوليو/تموز الحالي.

وأشار الجانبان إلى أن تقريب وجهات النظر بين الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران) والدول الأعضاء في التحالف الدولي (لمكافحة داعش) ، سيُسرّع إيجاد حل سياسي يقوم على وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها.

وفي إطار حملة أطلقتها الشهر الماضي سيطرت قوات النظام السوري بالتعاون مع ميليشيات موالية لها ودعم جوي روسي على نحو 70 بالمئة من محافظة درعا الجنوبية.