دمشق والمعارضة تحشدان لمواجهة عسكرية في جنوب سوريا

الجيش السوري يواصل استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محافظة درعا في اطار التحضير لعملية عسكرية باتجاه معبر حدودي مع الأردن.

أرتال النظام تعبر ليلا إلى الثكنات العسكرية في شمال درعا
فصائل درعا ترفع درجة الـأهب استعدادا للمواجهة العسكرية
لا اتفاق مع الجانب الأردني لإعادة فتح معبر نصيب

درعا – ذكرت مصادر الخميس أن النظام السوري يواصل استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، في إطار التحضير لعملية عسكرية مرتقبة باتجاه معبر حدودي مع الأردن، وسط استعداد فصائل المعارضة للتصدي لها.

وتقوم أرتال قوات النظام بالمرور ليلا إلى الثكنات العسكرية في شمال درعا وبلدة خربة غزالة على الأوتوستراد الدولي الرابط بين العاصمتين السورية دمشق والأردنية عمان، وتتألف من دبابات ومنصات صواريخ ورشاشات ثقيلة ومتوسطة.

وقال أبوشيماء الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص (تجمع فصائل معارضة) في درعا، إن فصائل المعارضة رصدت عبور بعض الأرتال العسكرية إلى درعا من ريفها الشمالي والعاصمة دمشق وتمركز بعضها في اللواء 32 قرب مدينة درعا وأخرى على أطراف بلدة خربة غزالة.

وأضاف أن الفصائل استهدفت أمس رتلا عسكريا مؤلفا من 12 دبابة قرب مدينة درعا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام بينهم ضابطان، ما منع استكمال الرتل طريقه إلى المدينة.

وبيّن أبوشيماء، أن فصائل درعا رفعت درجة الجاهزية وتستعد للمواجهة العسكرية التي أصبحت "محتومة"، على حد قوله، بعد رفض الفصائل شروط النظام السوري لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن (تسيطر عليه قوات المعارضة منذ ابريل/نيسان 2015)، والتي كان أبرزها "سيادة النظام على المعبر".

ونفى أبوحسن المسالمة القيادي العسكري في الجيش الحر التوصل لاتفاق مع الجانب الأردني، لإعادة فتح معبر نصيب، نظرا للتعقيدات والشروط التي يضعها النظام السوري وهي ما ترفضها الفصائل جملة وتفصيلا.

وتابع "النظام السوري يستغل حاجة الأردن لإعادة تشغيل معبر نصيب ويضع شروطا تعجيزية ويطمح من خلال ذلك إلى إعطاء ذريعة لهجومه العسكري بدفع من القيادة العسكرية الإيرانية التي ترى في المنطقة الجنوبية مصلحة استراتيجية لها لموقعها الجغرافي".

وأشار إلى أن فصائل المعارضة نقلت للجانب الأردني رفضها لأي مقترح يقضي بخروج فصائل المعارضة من الجنوب وإن كان ذلك بضمانة روسية، إنما تُصر جميع الفصائل على قرار المواجهة والدفاع عن مناطقها.

الجيش السوري
القوات السورية في وضع أفضل بعد سلسلة مكاسب ميدانية

وأكد استمرار المشاورات والاجتماعات بين بعض قادة الفصائل والجانب الأردني في العاصمة عمان، متوقعا أن تتضح ملامح المرحلة المقبلة في الجنوب السوري خلال وقت قريب جدا.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تحذير الأردن من الوضع غير المستقر في جنوب سوريا في المنطقة الحدودية المشمولة باتفاق هدنة رعتها كل من عمان وواشنطن وموسكو.

وتحدث مسؤول أردني عن وضع غير المستقر في جنوب سوريا، مضيفا "نحن نراقب التطورات عن كثب وسنحمي أمننا الوطني".

وقال إن بلاده واثقة في أن روسيا لن تسمح لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتقويض هدنة في جنوب سوريا وذلك بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة عن خشيتها من تخطيط الحكومة السورية لشن هجوم في المنطقة التي تتواجد فيها ميليشيات شيعية موالية لإيران لدعم القوات السورية.

وأصبحت القوات الحكومية السورية حاليا في أقوى وضع لها منذ الشهور الأولى للحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات، فيما لاتزال منطقة الجنوب الغربي واحدة من المناطق القليلة في البلاد التي لا تزال خاضعة لسيطرة أعداء الأسد.

وتقع المنطقة في نطاق اتفاق لوقف إطلاق النار رعته الولايات المتحدة وروسيا والأردن، وهو نتاج أول جهد دبلوماسي تبذله إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام في سوريا.

وتقول الولايات المتحدة إنها تخشى من أن حكومة الأسد تخطط لنقض الهدنة وشن عملية عسكرية كبيرة في المنطقة لتحقيق هدف الأسد باستعادة السيطرة على كل شبر في سوريا. وحذرت واشنطن سوريا يوم الجمعة الماضي من أنها ستتخذ "إجراءات حازمة ومتناسبة" ردا على أي انتهاك للهدنة.

لكن المسؤول الأردني الكبير الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، قال إن بلاده وروسيا والولايات المتحدة لاتزال تتفق على ضرورة الحفاظ على الهدنة.

وفي تطور آخر على علاقة بتطورات الوضع في سوريا، قال مفاوض بارز من المعارضة السورية اليوم الخميس إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم من إيران يفتح المجال لزيادة الضغط على طهران لوقف دعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد.

وكان نصر الحريري من هيئة التفاوض السورية يتحدث في بروكسل فيما أعلن الأسد بشكل منفصل أن على القوات الأميركية الرحيل عن سوريا لأن سكان الشرق الأوسط سئموا الغزاة الأجانب.

ورد الحريري على تصريحات الأسد بالقول إن روسيا وإيران تحاربان بالنيابة في الحرب السورية وساعدتاه على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من مقاتلي المعارضة والجماعات الإسلامية.

وذكر أن هناك الآن نحو مئة ألف مقاتل إيراني أو مرتبط بإيران في البلاد.

وقال الحريري "دور إيران يكبر شيئا فشيئا على حساب شعبنا. لذا فنحن ندعم أي آلية دولية قد تحجم نفوذ إيران في المنطقة بشكل عام وفي بلدنا بشكل خاص".

وأضاف "لا نستطيع فصل البرنامج النووي (الإيراني) عن برنامج طهران الصاروخي وسلوك إيران الخبيث في منطقتنا".