رؤية ليلية في السيارات ذاتية القيادة بلا أضواء!

مطورون يعملون على تطوير نظام مبتكر يمكن أن يرى العقبات من خلال مسح بأشعة الليزر وحساس مخصص لاستكشاف المعلومات الحيوية.
كشف للطريق في الظلام وفي الظروف انعدام الرؤية الأخرى كالضباب أو الغيم أو الثلج أو المطر
رؤية على مدى يصل إلى نحو 300 متر أي ثلاثة أمثال المسافة عند استخدام ضوء المصابيح الامامية
صور أجسام الأشياء الممسوحة ضوئياً تنقل مباشرة للكمبيوتر المركزي للسيارة للتعامل مع العقبات

القدس - يقول مطورون إسرائيليون إن تكنولوجيا الرؤية الليلية المخصصة لتسهيل القيادة الذاتية بشكل آمن في الظلام على وشك الانتشار على نطاق واسع.

وقال عوفير ديفيد الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "برايت واي فيجن" إن السيارات ذاتية القيادة يجري تحضيرها حاليا للتشغيل بشكل أساسي في ضوء النهار، لكن الظلام يجعلها عُرضة لمجموعة جديدة من التحديات التي تسعى شركته للتغلب عليها الآن.

وتقول شركة برايت واي فيجن إنها طورت نظاما مبتكرا يمكن أن يرى العقبات التي يتعين تفاديها لجعل سير السيارة ذاتية القيادة آمنا في الليل، وذلك من خلال مسح بأشعة الليزر وحساس (جهاز استشعار) مخصص لاستكشاف المعلومات الحيوية.

وأضاف ديفيد "الحلول الراهنة لا توفر صورًا جيدة وبالتالي لا اكتشاف جيدا ولا أداء جيدا في الظروف المناخية الغير مواتية وأثناء الليل، وذلك لعدم وجود متطلبات حتى الآن. فمعظم القيادة تتم نهارا، ولذلك هناك أولوية للتركيز على حل الأمور ذات الصلة بالقيادة أثناء النهار".

وطورت الشركة الناشئة الحساس وبواعث الليزر. ويعمل بالشركة 18 موظفا في مقرها بمدينة حيفا.

وأوضح ديفيد أن الحساس وبواعث الليزر سيكون جزءا من مجموعة من أجهزة الكشف التي ستكون مطلوبة عندما يبدأ إنتاج السيارات ذاتية القيادة بشكل تجاري.

رؤية ليلية
فوارق واضحة في جودة الرئية الليلية

ويستخدم الحساس تكنولوجيا "تصوير وتحديد المدى" بالليزر التي تعزز كشف الأهداف في الظلام وفي الظروف التي تكاد تنعدم فيها الرؤية. وتلتقط هذه الآلية ضوء الليزر المنعكس من الأجسام الموجودة في "شرائح" أو على مسافات محددة، وبالتالي تصفية الوهج الناتج عن الضباب المحيط أو الغيم أو الثلج أو المطر.

وتعزز هذه الآلية الكشف عن الأجسام البعيدة بشكل كبير مقارنة بالضوء الذي توفره المصابيح الأمامية التقليدية للسيارات. وأظهر نظام مثبت في سيارة اختبار للشركة جسما بوضوح على بعد يصل إلى 300 متر.

وقال عزري سون من شركة برايت واي فيجن "نضيء المشهد الأمامي لمسافة تصل إلى نحو 300 متر، أي ما يقرب من ثلاثة أمثال المسافة التي تنيرها المصابيح الأمامية حتى مع تشغيل الضوء العالي، وذلك دون إضرار الضوء بمدى رؤية قائدي أي سيارات أخرى قادمة في المقابل".

وتُنقل صور أجسام الأشياء، الممسوحة ضوئياً، مباشرة إلى الكمبيوتر المركزي للسيارة وإلى شاشة فيديو الأمر الذي يتيح للسيارة توقع العقبات بشكل آمن أو للسائق البشري بأن يكون قادرا على رؤية الأشياء بشكل فعال أكثر كثيرا من المتاح بالأضواء التقليدية.

ويرى ديفيد أنه بمعدل التطور الحالي سيكون من اللازم تزويد السيارات ذاتية القيادة بحساسات رؤية ليلية بحلول عام 2023. وأوضح أن تكلفة مكونات هذا النظام تبلغ في الوقت الراهن عدة مئات من الدولارات.

وقال إن شركة برايت واي فيجن تتعاون مع شركات كبيرة لصناعة السيارات رفض ذكرها بالاسم.

وجمعت برايت واي فيجن، المملوكة جزئيا لشركة إلبيط سيستمز، ملايين الدولارات من مستثمرين لكنها تبحث عن شراكة مع شركة سيارات كبرى لجولتها التالية.

يذكر ان اول حادث قاتل سجلته الرائدة في مجال السيارات ذاتية القيادة أوبر حصل خلال قيادة ليلية.

وأذاعت شرطة ولاية أريزونا الأميركية خلال مارس/آذار تسجيلا قصيرا يصوّر حادثا صدمت فيه سيارة أوبر امرأة على الطريق، ما أودى بحياتها ووضع تجارب الشركة الاميركية بين قوسين.