رئيسي يطالب بـ'ضمانات' شرطا لإحياء الاتفاق النووي
نيويورك - طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الأربعاء في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بضمانات بأن لا تنسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من الاتفاق النووي الذي تجري محاولات لإحيائه بعد أن انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018 كما اتهم الغرب بازدواجية المعايير في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحقوق المرأة.
وجاءت كلمة رئيسي بينما تشهد إيران احتجاجات عارمة توسع نطاقها، تنديدا بوفاة الإيرانية الكردية مهسا اميني بعد تعرضها للاحتجاز والضرب من قبل شرطة الأخلاق، فيما ندد زعماء دول غربية بينهم الرئيسان الفرنسي أمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن.
وعبر بايدن الأربعاء عن تضامنه مع المحتجين الإيرانيين وقال إن الشعب الأميركي "يقف إلى جانب"المحتجين في إيران الذين يتظاهرون إثر وفاة شابة اعتقلتها شرطة الأخلاق.
وأضاف من على منبر الأمم المتحدة "نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات والذين يتظاهرون اليوم دفاعا عن أبسط حقوقهم".
وتحدث رئيسي بنبرة حادة متحديا الانتقادات الغربية، مضيفا وهو يرفع صورة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي اغتالته واشنطن مطلع العام 2020 في غارة بطائرة مسيرة على موكبه في بغداد، أن طهران تريد محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتهمة اغتيال سليماني.
وقال رئيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أمامنا تجربة انسحاب أميركا من الاتفاق ونظرا لتلك التجربة ومن هذا المنظور، هل يمكننا تجاهل القضية المهمة المتمثلة في ضمانات من أجل اتفاق دائم؟".
كما سعى رئيسي لدرء الانتقادات لما حدث الأسبوع الماضي من وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما)، التي اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة"، وما أعقب ذلك من احتجاجات عكست الغضب العارم إزاء وضع الحريات الشخصية في الجمهورية الإسلامية والاقتصاد الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.
وقال "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض بعض المعايير المزدوجة من جانب بعض الحكومات فيما يتعلق بحقوق الإنسان... وطالما ظلت لدينا هذه المعايير المزدوجة مع تركيز الاهتمام فقط على جانب واحد وليس على الجميع بشكل متساو، فلن يكون لدينا عدالة وإنصاف عن حق".
واستطرد قائلا "حقوق الإنسان هي حق للجميع، ولكن من المؤسف أن الكثير من الحكومات تدوس عليها"، في إشارة إلى اكتشاف مقابر للسكان الأصليين في كندا ومعاناة الفلسطينيين وصور لأطفال مهاجرين محتجزين في أقفاص بالولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قال في نيويورك "يجب أن يتنبه القادة الإيرانيون إلى أن الناس غير راضين عن الاتجاه الذي سلكوه"، مضيفا "يمكنهم التخلي عن طموحهم بالحصول على أسلحة نووية. يمكنهم التوقف عن قمع الأصوات داخل بلادهم. يمكنهم وقف أنشطتهم المزعزعة للاستقرار".
وتابع "في نهاية المطاف، يجب أن يراجع القادة الإيرانيون أنفسهم. يجب أن يتساءلوا لماذا هنا مثل هذا العدد من الإيرانيين مستائين، وما إذا كان هناك طريق آخر ممكن. طريق مع اقتصاد أقوى ومشاركة فاعلة أكثر مع المجموعة الدولية".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه طلب من رئيسي في اجتماع معه الثلاثاء على هامش انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة، إظهار "احترام لحقوق المرأة".