رئيس جديد للجبهة التركمانية العراقية بترتيب تركي
كركوك (العراق) - انتخب أعضاء المكتب السياسي للجبهة التركمانية العراقية محمد سمعان، رئيسا جديدا للجبهة خلفا لحسن توران، بينما ذكرت مصادر مطلعة أن هذا التغيير المفاجئ يأتي بتنسيق مع أنقرة التي تقدم دعما كبيراً للجبهة وتعتبرها ممثلاً هاماً للتركمان في العراق.
وأشار بيان للمكتب الاعلامي للجبهة التركمانية العراقية الأحد، إلى قبول استقالة الرئيس السابق للجبهة التركمانية العراقية حسن توران في الاجتماع الدوري لأعضاء المكتب السياسي. ولفت إلى انتخاب محمد سمعان بالإجماع رئيسا للجبهة التركمانية العراقية.
ووصف البيان هذا التغيير في أكبر تكتل سياسي للتركمان، بأنه خطوة مهمة نحو الوحدة الجادة في السياسة التركمانية. وأوضح أن القيادة الجديدة للجبهة ستعمل على تسريع تحقيق الأهداف المهمة والإستراتيجية للتركمان في العراق. وأكد أن الجبهة التركمانية العراقية ستكون أقوى من أي وقت مضى.
وتأسست جبهة التركمان العراقية في عام 1995 كمظلة لتوحيد جهود العديد من الأحزاب التركمانية في العراق. وتلقت الجبهة دعماً سياسياً ومالياً من تركيا منذ تأسيسها وتعتبر تركيا الجبهة الممثل السياسي الرئيسي للتركمان في العراق.
وهنأ توران في بيان محمد سمعان آغا أوغلو بمناسبة تسلمه منصب رئيس الجبهة التركمانية العراقية. وأعرب توران عن أمله في أن يشهد العمل السياسي التركماني في المرحلة المقبلة مزيداً من التقدم، بما يعزز من مكانة التركمان في المشهد الوطني العراقي.
من جهة أخرى، من المرتقب أن يتولى النائب أرشد الصالحي، وهو رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، رئاسة قائمة الجبهة التركمانية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بانتظار استكمال ترتيبات داخلية في الجبهة.
وتولى حسن توران في 28 مارس/آذار 2021، رئاسة الجبهة التركمانية العراقية خلفًا لأرشد الصالحي، الذي قرر التفرغ للعمل السياسي والتفاوض باسم المكون التركماني.
ولاحقًا، في 23 مايو/آيار 2022، جددت الجبهة التركمانية العراقية انتخاب حسن توران رئيسًا لها خلال مؤتمرها العام الثاني، الذي عقد في كركوك.
وأفادت مصادر مطلعة أن استقالة توران وتعيين أوغلو جاءا بتنسيق مباشر مع أنقرة وإثر مشاورات واتصالات مكثّفة جرت على مدى أكثر من أسبوعين بين قيادة الجبهة التركمانية والمخابرات التركية.
وتعتبر العلاقة بين تركيا وجبهة التركمان في العراق علاقة وثيقة تستند إلى روابط تاريخية وعرقية وثقافية مشتركة، بالإضافة إلى توافق في بعض الأهداف السياسية. ومع ذلك، تواجه هذه العلاقة تحديات تتعلق بالانقسامات الداخلية في صفوف التركمان والاتهامات بالتبعية لتركيا. وتسعى تركيا من خلال دعمها للجبهة إلى حماية حقوق ومصالح التركمان والمساهمة في استقرار العراق ووحدته.
وتتفق تركيا وجبهة التركمان العراقية على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي العراقية. وتعارضان بشكل خاص أي محاولات لضم مدينة كركوك المتنازع عليها إلى إقليم كردستان حيث تعتبر تركيا كركوك مدينة ذات أغلبية تركمانية وتاريخياً جزءًا من "تركمن إيلي" (أرض التركمان).
وتسعى الجبهة، بدعم من تركيا إلى تحقيق مشاركة سياسية أكبر للتركمان في الحكومة العراقية والحصول على اعتراف أكبر بحقوقهم القومية والثقافية.
وتستضيف تركيا بشكل دوري قيادات الجبهة وتجري معهم مباحثات حول أوضاع التركمان والتطورات السياسية في العراق. وتستخدم أنقرة نفوذها الإقليمي والدولي للدفاع عن حقوق التركمان في المحافل الدولية.
لكن على الرغم من الدعم التركي، لم تتمكن جبهة التركمان العراقية من تحقيق تمثيل سياسي قوي وموحد للتركمان في العراق. فهناك انقسامات داخل الصف التركماني وضعف في قاعدتهم الشعبية مقارنة بالقوى السياسية الأخرى.
وتتهم بعض الأطراف العراقية جبهة التركمان العراقية بالولاء لتركيا أكثر من ولائها للعراق، وهو اتهام ترفضه الجبهة بشدة. وتتباين وجهات النظر أحياناً بين تركيا والجبهة حول بعض القضايا التكتيكية أو الأولويات السياسية. بينما تؤكد أنقرة على أهمية دور التركمان كعنصر أساسي في النسيج العراقي. وتعرب عن قلقها بشأن التهميش الذي يتعرض له التركمان في بعض المناطق، وخاصة في كركوك.
وتأمل تركيا في أن تلعب جبهة التركمان العراقية دوراً بناءً في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي في العراق.