رابطة كتاب إربد تحتفي بالناقد والأكاديمي الدكتور موسى ربابعة

ضمن برنامج 'مبدعو الزمن الجميل'، فرع رابطة الكتاب الأردنيين يلقي الضوء على الناقد والأكاديمي ربابعة وسط حضور لافت من المثقفين والأكاديميين والمهتمين.

احتفى فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد، مساء الاثنين، في بلدية إربد الكبرى، بالناقد والأكاديمي الدكتور موسى ربابعة ضمن برنامج "مبدعو الزمن الجميل – سيرة مبدع" بمشاركة الناقدين: الدكتور خالد بني دومي والدكتورة ليندا عبيد، وأدار حفل التكريم رئيس الفرع الشاعر أحمد طناش الشطناوي، وسط حضور لافت من المثقفين والأكاديميين والمهتمين.

واستهل الحفل بشهادة الدكتور خالد بني دومي حول الدكتور المحتفى به موسى ربابعة راسما بانوراما إنسانية ثقافية، حيث أشار أنه عرف الدكتور ربابعة حين كان طالبا في قسن اللغة العربية وآدابها بجامعة اليرموك في بداية التسعينيات، كان حينها شابا يتوقد حماسا وحيوية ويتدفق جمالا وعبقرية، ومرت الأيام والشهور والأعوام، وحظيت بالتعيين في قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك عام 2009، ونلت شرف مزاملته، لكنه كان في إجازة تفرغ علمي في جامعة الكويت، وسعدت يأن أجلس في مكتبه مدة عامين كاملين.

وأضاف الدكتور بني دومي "لقد شاركت الدكتور ربابعة في مؤتمرات وندوات عديدة، وجالسته في اجتماعات ولقاءات كثيرة، وقدمته غير مرة ليتحدث في مناسبات أدبية ونشاطات ثقافية، فكان يكسو الحضور ديباج الحقيقة، ويزين اللقاء بنور كلماته الأنيقة، فكان يغرف من 'أدب' ابن قتيبة حينا، ويمتح من 'دلائل' الجرجاني حينا آخر، وينهل من 'كامل' المبرّد تارة، ويعبّ من 'بيان' عمرو بن بحر الجاحظ وتبيينه تارة أخرى".

وأكد د. بني دومي أن منابع البيان والثقافة عند الدكتور موسى ربابعة غنيّة ومتعددة ومتنوعة، فقد درس أشعار الجاهليين وتلاها، واقتنص شوارد الأدب والنقد وما تلاها، وتغرّب في طلب العلم، فحقق المراد والمبتغى، فكانت له في البلاغة أنظار وإسهامات، وفي الأسلوبية صولات وجولات، وفي السيميائية نجاحات وإنجازات.

من جهتها الناقدة الدكتورة ليندا عبيد تناولت في ورقتها مقدمة إبداعية ردتنا إلى حكاية ولادة الأستاذ الدكتور موسى ربابعة  في قرية كفر راكب، إذ تغمض أمه عينيها، وتصرخ صرخة البعث والحياة، فتعلن للكون ولادة زهرة جديدة، ضمن مشهدية قصصية تطل منها صورة الأم  التي ما انفكت تهدهده بدعائها وصلاتها لتقيه من شرور الحياة ومن حسد العيون، وصورة الأب الذي يفرد سجادته، ويصلي شاكرا السماء على هديتها، ويسميه موسى! موسى الذي كان منذورا للعلم والبحث والقراءة، فسار صابرا متجلدا في دروب البحث والعلم.

ووقفت الورقة عند صورة الأستاذ بين تلاميذه دمثا محبا معطاء، يتشبث تلاميذه بعلمه وتعاليمه، يتعلمون منه الصبر والجلد والتحمل، والحفر عميقا بالنص مباهين الكون بأستاذهم الجليل.

وكذلك تحدثت عن أدواته النقدية، ومرجعياته الثقافية الثرية المتعددة، وتناولت علاقته بقراءة النص الشعري الجاهلي، وتحليل لوحاته تنظيرا وتطبيقا، وإن كان ينتصر إلى التطبيق أكثر، إذ يخضع النص القديم الأثير عنده لمقولات النقد الحديث ليثبت خلوده، ويحفر عميقا لفك حجبه ومغاليقه، بوصفه أدبا عميقا، ومدونة ثقافية لطبائع المجتمع، بل وذاكرة لأحداثه وروحه.

د. موسى ربابعة
'حضوركم البهي يوقظ منازع الفرح في النفس'

وقالت د. عبيد، "ضمن تصور ينحاز إلى الأدوات الجديدة، ويطوعها خدمة لإنارة القديم وإحيائه. مرورا بما قدمه من دراسات أسلوبية  وسيميائية وبنيوية تضيء النص الشعري، وتتماهى معه في تخليق لوحاته، وكشف إبداعها تعبيرا عن رؤية عميقة إزاء الخلق والموت والكون والإنسان. إضافة إلى تسليط الضوء على مؤلفاته المترجمة عن الألمانية، واهتمامه بحركة الاستشراق، ودورها في خدمة الشعر الجاهلي، لنقف عند صورة عالم جليل، وناقد حصيف متمكن من أدواته، ينحاز إلى تراثنا الشعري القديم، ويوقظ جمالياته، ومحب للجديد وتقنياته، فيتكامل الطرح ويتميز الأسلوب  لنقبض على دراسات معمقة في الأدب القديم والحديث انتصارا للجمال ولذته حيث حل، في نموذج إنساني وأخلاقي يليق بعالم قدوة َجليل مثله، به نهتدي، وعلى دربه نسير".

إلى ذلك المحتفى به د. موسى ربابعة القى كلمة قصيرة أشار فيها حين قال: "ثمة مشاعر مختلطة في هذه اللحظات الجميلة، فحضوركم البهي يوقظ منازع الفرح في النفس، ويثير تباريح الوجد عندما يرى المرء في عيونكم ميادين البهجة والسعادة، إن مسيرتي الحياتية  والعلمية لم تكن سهلة جدا، وخاصة  عندما يظفر المرء بالنجاحات المتتالية، فهو بلا شك حالة تستنطق قول المعري 'رجعت وعندي للأنام طوائل' ولكن الذات التي تصاحبني لم تأبه لحظة  بكل المحيطات على ما طالها من انتهاش أو انتهاس، لأن الذات متصالحة، فقد عاشت حياتها بهدوء يحدوها الأمل بتحقيق الأفضل في محراب العلم والثقافة والمعرفة الإنسانية".

واختتم الحفل بتقدم درع "مبدعو الزمن الجميل" للدكتور موسى ربابعة تكريما على مسيرته العلمية والنقدية قدمه له عدد من الأكاديميين ورئيس الفرع الشاعر أحمد طناش الشطناوي، وكما تكريم المشاركين في الحفل.