رحلات بين مراكش وأتلانتا تمهد لجذب السياح الأميركيين
الرباط - يعكس إطلاق رحلات جوية مباشرة بين مدينة أتلانتا الأميركية ومراكش المغربية تنامي التعاون بين البلدين، فيما يأمل فاعلون سياحيون في جذب السياح الأميركيين في وقت تتطلع فيه المملكة إلى اكتساح أسواق جديدة.
وأعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة الجمعة عن إبرام اتفاقية مع شركة الطيران الأميركية "دلتا إيرلاينز" لإطلاق أول خط مباشر يربط بين أتلانتا ومراكش، ابتداء من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الرحلات المباشرة بين المدينتين ستعزز الحضور القوي للمغرب على السياحة العالمية، موضحا أن هذا الخط هو الثاني المباشر بين المملكة والولايات المتحدة، حيث تم تدشين خط نيويورك - مراكش في العام 2022.
وبعد هذه الاتفاقية باتت مراكش مرتبطة بثلاثة مراكز جوية رئيسية في أميركا الشمالية، ويتعلق الأمر بمونتريال عبر "إير ترانسات"، ونيويورك عبر "يونايتد إيرلاينز"، ثم أتلانتا عبر "دلتا إيرلاينز"، وفق مواقع محلية.
ويشير هذا التطور إلى أن عرض "المغرب أرض الأنوار" الذي أطلقته المملكة العام الماضي في إطار استعداداتها لاحتضان مونديال 2030، بدأ بتحقيق أهدافه ويتصدرها اكتساح أسواق جديدة من خلال التركيز على مزيد الترويج للوجهة السياحية المغربية والتعريف بمميزاتها.
وتهدف هذه الحملة إلى إقامة شراكات جديدة وتعزيز قيمة الوجهات والسلاسل على الأسواق المحلية والأجنبية وإنشاء مكاتب جديدة للمكتب الوطني المغربي للسياحة في الخارج ومضاعفة حجم الرحلات المبرمجة، مع العمل على تكثيق التسويق لاستقطاب شركاء تجاريين جدد والرفع في الرحلات المباشرة انطلاقا من البلدان التي يتدفق منها السواح.
ونقل موقع "هيسبريس" المغربي عن الخبير السياحي الزبير بوحوت أن "الخط بين الجديد بين أتلانتا ومراكش يأتي ضمن استراتيجية واضحة تستند إلى تقوية الربط الجوي"، مشيرا إلى أن "المغرب يراهن على السوق الأميركية باعتبارها من الأسواق الصاعدة، رغم أنها كانت سابقا ضمن العشرة الأولى بالنسبة للمملكة''.
وتوقع إقبالا هاما من السواح الأميركيين على الوجهة المغربية، لافتا إلى أن "الإعلان عن هذا الخط يتم بعد خط يونايتد إيرلاينز، الذي يربط المدينة الحمراء بنيويورك".
وتابع أن "تفعيل خطوط نحو المملكة يرفع الثقة في السوق المغربية"، مضيفا أن "شركات الطيران الأميركية باتت تساهم في تعزيز العرض السياحي الوطني" .
وتكمن أهمية الاتفاقية في أن الخط الجديد يوفر أبعادا إستراتيجية سياحية مهمة، بالإضافة إلى أن السائح الأميركي يتميز بدرجة إنفاق عالية بالمقارنة مع السواح من الجنسات الأخر، وفق المصدر نفسه.
بدوره أكد جمال السعدي الرئيس السابق للفيدرالية الوطنية للمرشدين السياحيين أن "الشهية صارت تنفتح بالنسبة لشركات الطيران مع الإقبال الكبير الذي أصبحت تسجله الوجهة المغربية".
وتابع أن " الخط الجديد سيخلق قيمة مضافة بالنسبة للقطاع السياحي"، لافتا إلى أن "السياح القادمين من هذا البلد يعرفون بأنهم من أكثر الشعوب إنفاقا حين يسافرون"، مضيفا "سيخلق ذلك حركية كبيرة بالنسبة لمختلف الفاعلين في القطاع السياحي المغربي"
وقال إن "مراكش ستستفيد من هذا الخط كثيرا، بالإضافة إلى مدن أخرى، بالنظر إلى حركية الطيران الداخلي بين مختلف المطارات المغربية".
وحقق المغرب عام 2024 رقما غير مسبوق باستقباله 17.4 مليون سائح، في إنجاز لم يأت من فراغ بل كان ثمرة إستراتيجية تضع في صدراة أولوياتها ترسيخ ريادة الوجهة السياحية، في وقت تتطلع فيه المملكة إلى استقطاب 26 مليون سائح بحلول العام 2030 الذي يتزامن مع استضافتها