رحيل الأديب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه

الكاتب الليبي كان واحدًا من الأكاديميين المرموقين، وأساتذة الأدب العربي، وقد تخرجت أجيال على يديه في الجامعات الليبية والمصرية والمغربية.
كان في طليعة المدافعين عن الحقوق العربية، حتى آخر يوم في حياته

توفي الكاتب والروائي أحمد إبراهيم الفقيه، في العاصمة المصرية القاهرة، في وقت مُتأخر من مساء الثلاثاء، بعد صراع مع المرض.
وكتب أحد أقرباء الراحل، على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، موضحا وفاة الروائي الليبي في القاهرة، بقوله: “إنا لله وإنا إليه راجعون، عميد آل الفقيه الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه في ذمة الله، بعد صراع مع المرض، وقد توفي فجر هذا اليوم في مدينة القاهرة”.
وأثار الروائي والقصّاص والأكاديمي أحمد إبراهيم الفقيه جدلا واسعا في ليبيا، شهر سبتمبر/أيلول العام الماضي، بعد مقابلة تلفزيونية، كشف من خلالها أن حالته الصحية سيئة وبحاجة إلى تدخل طبي سريع، بعد رفض بريطانيا إعطاءه تأشيرة دخول البلاد لأنه "ليبي" فقط، بحسب تعبيره.
وكان الروائي أحمد إبراهيم الفقيه، قد حصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، من جامعة إدنبره بإسكتلندا، وهي من أكبر جامعاتها، ثم انتقل إلى ليبيا وقام بالتدريس في جامعاتها، إضافة إلى جامعات عربية أخرى، في مصر والمغرب. وفازت مجموعاته القصصية ورواياته بالعديد من الجوائز. وكان رئيس دائرة الأدب والثقافة في وزارة الاعلام والثقافة الليبية في السبعينيات ورئيس المعهد النغمي.
واختار الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ثلاثيته الروائية "سأهبك مدينة أخرى" ضمن قائمة أفضل 105 روايات عربية صدرت في القرن العشرين.
وقد نعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بإصدار بيان ينعي فيه القاص والروائي الليبي الذي غادر دنيانا مساء الثلاثاء الثلاثين من أبريل/نيسان 2019، بمدينة القاهرة، بعد صراع طويل مع المرض.
وأوضح البيان أن الكاتب والروائي الكبير كان صاحب رأي، وقلم مستنير، سخره لخدمة قضايا بلاده، والقضايا العربية عمومًا، وكان في طليعة المدافعين عن الحقوق العربية، حتى آخر يوم في حياته.
إضافة إلى ذلك فقد كان الفقيه واحدًا من الأكاديميين المرموقين، وأساتذة الأدب العربي، وقد تخرجت أجيال على يديه في الجامعات الليبية والمصرية والمغربية.
يذكر أن أحمد إبراهيم الفقيه مولود في بلدة مزدة جنوبي طرابلس بليبيا، حصل على الدكتوراة في الأدب العربي الحديث من جامعة أدنبرة بإسكتلندا، وبدأ في نشر مقالاته وقصصه بالصحف الليبية بداية من عام 1959، وقد تم اختيار ثلاثيته "سأهبك غزالة أخرى" ضمن أفضل مائة وخمس روايات عربية صدرت في القرن العشرين، حسب تصنيف الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، كما عمل سفيرًا لبلاده في أثينا وبوخارست.
وكان حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، قد وجه رسالة إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي للتدخل لدى السلطات البريطانية، لتسهيل حصول الفقيه على التأشيرة ومتابعة مراحل علاجه، كما ناشده الإفراج عن المستحقات المالية المجمدة للفقيه لدى ليبيا لتساعده في رحلة علاجه.
وأرسل برقية عزاء للدكتور خليفة صالح أحواس، رئيس رابطة الأدباء والكتاب الليبين، وإلى مجلس إدارة الرابطة، ومن خلالهم إلى كل الأدباء والكتاب الليبيين، وإلى الشعب الليبي كافة، باسمه وباسم رؤساء اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، أكد فيها على الخسارة الكبيرة التي مني بها الأدباء والكتاب العرب برحيل الفقيه، وتمنى للفقيد الكبير الرحمة، ولآله وصحبه وتلاميذه الصبر والسلوان.