رفض إماراتي قاطع لتهم دعم أحداث جنوب اليمن

أبوظبي تعتبر التهم الموجهة من الحكومة اليمنية مجرد مزاعم وادعاءات مشددة انها ستبذل قصارى جهدها لخفض التصعيد في جنوب البلاد.
اتهامات الحكومة اليمنية للامارات تفتقد للادلة وبعيدة عن الواقع
للامارات جهود كبيرة في استعادة الاستقرار في جنوب اليمن ومقاومة الحوثيين
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يصل إلى السعودية لإجراء محادثات بهدف إنهاء مواجهات عدن
غريفيث يصل صنعاء في اطار جهود تطبيق اتفاق السويد
الحوثيون يتورطون في اسقاط طائرة أميركية مسيرة فوق اليمن

أبوظبي - أعربت الإمارات عن "رفضها القاطع" للاتهامات التي توجّهها لها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بدعم تحركات المجلس الانتقالي في جنوب البلاد حيث سيطروا بالقوة على مدينة عدن وعلى معسكرين لقوات السلطة.

وقال نائب المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة سعود الشامسي أمام مجلس الأمن "يؤسفنا سماعنا عن مزاعم وادعاءات موجهة ضد بلادي حول التطورات في عدن، وهي مزاعم نرفضها رفضاً قاطعاً جملة وتفصيلا"، حسبما نقلت عنه الاربعاء وكالة الأنباء الإماراتية الحكومية "وام".

والإمارات شريك رئيسي في تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد دعما للحكومة اليمنية في مواجهة المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران.

وللإمارات جهود كبيرة في دعم الشعب اليمني ومحاولة إحلال السلام في البلاد ومواجهة تمرد الحوثيين.

وأكّد الشامسي خلال جلسة للمجلس الثلاثاء أنّ بلاده "وبصفتها شريكاً في التحالف، ستبذل قصارى جهدها لخفض التصعيد في جنوب اليمن"، معتبرا أنّه "ليس من اللائق أن تعلّق الحكومة اليمنية شمّاعة فشلها السياسي والإداري على دولة الإمارات".

ليس من اللائق أن تعلّق الحكومة اليمنية شمّاعة فشلها السياسي والإداري على دولة الإمارات

وجاءت تصريحات الشامسي بعد اتهامات تفتقد للأدلة وجهتها حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لأبوظبي بدعم تحركات المجلس الانتقالي.

وقد سيطر المجلس الانتقالي في 10 آب/أغسطس على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة، اثر اشتباكات مع القوات الحكومية قتل وأصيب فيها عشرات، قبل أن يدفعوا القوات الحكومية لمغادرة معسكرين في محافظة أبين القريبة.

ويقاتل الانفصاليون الجنوبيون وقوات الحكومة معا في صفوف التحالف ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلد الفقير منذ 2014.

لكن رغم قتال المتمردين معا، يخوض المجلس الانتقالي والقوات الحكومية معركة ترسيخ نفوذ محتدمة في الجنوب، وخصوصا في عدن، عاصمة الدولة الجنوبية السابقة قبل اتحادها مع الشمال عام 1990 وولادة اليمن الموحد.

وشكلت الامارات والسعودية لجنة عسكرية مشتركة وصلت الى عدن الخميس لبحث مسألة انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من مواقع سيطروا عليها.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي قد أكد الاسبوع الماضي خلال لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أن الحوار هو "السبيل الوحيد" لتسوية الخلافات بين اليمنيين.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن الشيخ محمد قوله إن "الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية أية خلافات بين اليمنيين" بعد دعوة الرياض الأطراف المتنازعة في عدن إلى "حوار عاجل" في السعودية.

وأضاف أن الدعوة "تجسد الحرص المشترك على استقرار اليمن وتمثل إطارا مهما لنزع فتيل الفتنة وتحقيق التضامن بين أبناء الوطن الواحد".

ودعا ولي عهد أبوظبي الأطراف اليمنية المتنازعة إلى "اغتنام الفرصة التي تتيحها هذه الدعوة للحوار والتعامل الإيجابي معها من أجل توافق يعلي مصلحة اليمن العليا".

كما أكدّ في الوقت ذاته أن السعودية والإمارات تتوافقان على "المطالبة الفورية للأطراف اليمنية المتنازعة بتغليب لغة الحوار والعقل ومصلحة اليمن"، موضحا أن تحالف دعم الشرعية وقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن ومِكدا أن الإمارات والسعودية في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن المنطقة. وقال إن العلاقات بين السعودية والإمارات متينة وصلبة وتستند إلى أسس راسخة.

توافق سعودي اماراتي وحرص مشترك على استقرار اليمن
توافق سعودي اماراتي في الملف اليمني وحرص مشترك على استقرار اليمن

وكان السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر ثمن الاسبوع الماضي في تدوينة عبر موقع الرسمي بتويتر الدور الإماراتي في دعم استقرار اليمن بعد الاحداث التي شهدتها عدن منتقدا خطاب التشكيك في التحالف الذي بثه اصحاب الطرح المتشنج من بعض الاطراف داخل الحكومة اليمنية المنتمية الى شق سياسي معروف.

ووصل عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إلى السعودية لإجراء محادثات بهدف إنهاء مواجهة في مدينة عدن بين الانفصاليين والحكومة اليمنية المدعومة من المملكة.

وحثت السعودية على عقد قمة بعد سيطرة المجلس الانتقالي على عدن، المقر المؤقت للحكومة، في العاشر من أغسطس آب في خطوة أحدثت شقاقا في التحالف.

ووصل  المبعوث الاممي الى اليمن غريفيث، الأربعاء، العاصمة صنعاء، لاستئناف مساعيه لتطبيق اتفاق السويد الذي توصل له الفرقاء اليمنيين نهاية العام المنصرم.
وقال مصدر ملاحي في مطار المدينة إن غريفيث والوفد المرافق له وصل المطار، دون أن يدلي بأي تفاصيل للصحفيين.
ومن المرتقب أن يلتقي غريفيث بقادة جماعة الحوثيين، خلال الساعات القادمة.
وكان غريفيث قال في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن الثلاثاء، إنه قدم اقتراحاً للحكومة اليمنية والحوثيين لإحراز مزيد من التقدم في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة.
وأضاف إنه يتوقع ردًا رسميًا نهائيًا من الطرفين بحلول الخامس والعشرين من أغسطس/آب الجاري.
وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2018، توصلت الحكومة والحوثيون، إثر مشاورات في ستوكهولم، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.
وتعثر تطبيق اتفاق السويد للسلام بين الجانبين، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقتله.

وفي تطور الوضع الميداني في اليمن قال مسؤولان أميركيان الأربعاء إن طائرة عسكرية أمريكية مسيرة من طراز إم.كيو-9 أسقطت فوق محافظة ذمار باليمن جنوب شرقي العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكانت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لحركة الحوثي قد نقلت في وقت سابق عن متحدث عسكري من الحوثيين قوله إن الدفاعات الجوية للحركة أسقطت طائرة أميركية مسيرة.

وأضاف المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما أن الطائرة أسقطت في ساعة متأخرة الثلاثاء.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة أمريكية مسيرة في اليمن. ففي يونيو/حزيران، قال الجيش الأميركي إن الحوثيين أسقطوا طائرة مسيرة تابعة للحكومة الأميركية بمساعدة إيران.

وتنفذ القوات الأميركية من حين لآخر ضربات بمقاتلات أو طائرات مسيرة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وذكر أحد المسؤولين أن الطائرة أسقطت فيما يبدو بصاروخ سطح/جو أطلقه الحوثيون بينما قال الثاني إن من السابق لأوانه تحديد الجهة المسؤولة عن الواقعة.

ويأتي إسقاط الطائرة المسيرة في خضم تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب العام الماضي من اتفاق دولي يرمي لتحجيم طموحات إيران النووية، وبدأت في زيادة العقوبات.