رفع حظر الأسلحة 'نصر' لإيران ونكسة لشعبها

طهران تعتبر قرار الحظر عن توريد الأسلحة "هزيمة تاريخية" للولايات المتحدة بينما لن يكون لهذا القرار أثر يذكر على حياة الإيرانيين الذين يعيشون أسوأ وأصعب الفترات بسبب العقوبات الأميركية.
إيران تعتبر أن واشنطن بلغت 'مرحلة الجنون'
طهران كسبت جولة في معركة طويلة مع واشنطن لكنها خسرت جولات
رفع الحظر عن الأسلحة لن ينهي أزمات إيران

طهران - أيام قليلة تفصل إيران على قرار رفع الحظر على توريد الأسلحة والذي يعتبر بالنسبة للنظام أمرا تاريخيا وبالنسبة لغالبية الشعب الإيراني الذي يدفع فاتورة ممارسات أغرقت البلاد في أزمات، أمرا لا يضيف له شيئا سوى المزيد من المعاناة.

ورأت طهران الاثنين أن واشنطن تستعد لتلقي "هزيمة تاريخية" مع رفع حظر الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية خلال أيام، معتبرة أن الولايات المتحدة بلغت مرحلة من "الجنون" بفرضها عقوبات إضافية على مصارف إيرانية الأسبوع الماضي.

وكسبت إيران جولة في خضم التوتر مع الولايات المتحدة لكنها خسرت جولات مع قيود وعقوبات لا تهدأ تدفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة الهاوية.

ومن المقرر أن يبدأ اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي، رفع الحظر على استيراد وتصدير الأسلحة المفروض على إيران وذلك بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الصادر في 2015 والذي وضع الإطار القانوني للاتفاق المبرم بين طهران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، حول البرنامج النووي الإيراني.

ولن يكون لرفع الحظر على توريد الأسلحة أي أثر يذكر على حياة الإيرانيين الذين يعيشون أسوأ وأصعب الفترات بسبب العقوبات الأميركية التي أثرت بالفعل على أوضاعهم المعيشية والحيايتة.

ويحمل شق كبير من الإيرانيين سرا وعلانية الحكومة والنظام المسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب سياساتها التي استدعت ضغوطا دولية لا مؤشر على نهايتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي "في 18 أكتوبر (تشرين الأول) سيتم رفع عقوبات التسلح والقيود الورادة في القرار 2231".

وأوضح أن ذلك سيعني "تحقيق خسارة تاريخية للولايات المتحدة رغم كل محاولاتها وخطواتها غير القانونية"، مشددا على أن "إيران أظهرت أن الولايات المتحدة ليست بالقوة التي تظهر عليها".

وفشلت واشنطن في أغسطس/اب الماضي في مسعاها لتمديد حظر الأسلحة في ظل رفض الغالبية العظمى من أعضاء مجلس الأمن لذلك، على خلفية أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق النووي في العام 2018.

وأعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران ضمن سياسة "ضغوط قصوى" تعتمدها حيال الجمهورية الإسلامية.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات إضافية على بعض المصارف الأساسية في إيران.

وقال خطيب زاده "اعتدنا القول إنهم (الأميركيون) مدمنون على العقوبات، لكن الآن بلغوا مرحلة من الجنون. نحن لا نستبعد أن يقوموا بفرض عقوبات حتى على أمور لا يمكن تخيلها".

وأشار إلى أن واشنطن باتت تعمد إلى "استخدام جنوني للعقوبات إزاء كل من لا يخضع للولايات المتحدة"، وأن عقوبات كهذه تدفع عدة دولا للبحث عن بدائل للدولار الأميركي.

وتواجه إيران صعوبات اقتصادية تعود بالدرجة الأولى إلى العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب بعد انسحابها من الاتفاق، والتي تسببت بتراجع كبير في قيمة الريال الإيراني إزاء الدولار.

وجدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الاثنين، التأكيد على أن إيران ستواجه العقوبات.

وقال في كلمة عبر الفيديو خلال حفل تخريج ضباط جامعات القوات المسلّحة، إن "الحظر الأميركي الخبيث جريمة بكل معنى الكلمة"، مضيفا "يُعبّر الرئيس الأميركي عن فرحه بفرضه الحظر والحد الأقصى من الضغوط الاقتصادية. لا يتباهى أحد بارتكاب جريمة بحقّ شعب سوى الأراذل أمثالكم!".

وأضاف "نحن سنقاوم ونهاية هذه الضغوط القصوى إن شاء الله هو ندم أميركا والحاق العار بها بحدّه الأقصى"، مشددا على أن معالجة الصعوبات الاقتصادية تتطلب أيضا التركيز على عوامل داخلية أبرزها تعزيز الإنتاج.