روبوتات ذكية تتعلم فقط بالمشاهدة

باحثو جامعة كورنيل يطورون نظامًا جديدًا يتيح للروبوتات تعلم المهام عبر مشاهدة فيديو واحد فقط، مع القدرة على التكيف حتى في حال اختلاف تنفيذ الإنسان عن قدرات الروبوت، ما يقلل الحاجة لتدريب طويل

إثاكا (نيويورك) - طور باحثون في جامعة كورنيل إطارًا روبوتيًا جديدًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يُدعى "رهيم" RHyME  (نظام الاسترجاع من أجل التقليد الهجين في ظل تنفيذ غير متطابق)، يتيح للروبوتات تعلم المهام من خلال مشاهدة فيديو تعليمي واحد فقط.

عادةً ما تكون الروبوتات "حساسة" في التعلم، إذ تحتاج لتعليمات دقيقة خطوة بخطوة، وتفشل إذا خرجت الأمور عن الخطة، كفقدان أداة أو سقوط مسمار. لكن "رهيم" قد يُحدث نقلة كبيرة، عبر تقليل الوقت والجهد والتكلفة المطلوبة لتدريب الروبوتات، وفقًا للباحثين.

قال كوشال كيديا، طالب دكتوراه ومشارك في البحث: "ما يزعج في تدريب الروبوتات هو الحاجة إلى بيانات ضخمة عن أدائها. بينما البشر يتعلمون بالمشاهدة فقط".

ما يزعج في تدريب الروبوتات هو الحاجة إلى بيانات ضخمة عن أدائها

سيُعرض البحث في مايو/حزيران خلال مؤتمر IEEE الدولي للروبوتات والأتمتة في أتلانتا، وهو متاح أيضًا على منصة arXiv للأبحاث.

الروبوتات المنزلية ما تزال بعيدة المنال لعدم قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة. لذا يلجأ الباحثون إلى تدريبها من خلال "تعلم التقليد"، أي باستخدام فيديوهات بشرية تعليمية. التحدي أن الروبوتات سابقًا كانت تنهار إذا لم يكن التنفيذ مطابقًا تمامًا للفيديو.

"رهيم" يعالج هذا التحدي: فهو يتيح للروبوتات الاستفادة من ذاكرتها، وربط ما تعلمته سابقًا من فيديوهات مشابهة عند تنفيذ مهمة جديدة. على سبيل المثال، إذا شاهد الروبوت فيديو لشخص يضع كوبًا في الحوض، يمكنه استخدام خبرته السابقة في الإمساك بكوب أو خفض ملعقة لتنفيذ المهمة.

الميزة الكبيرة لـ "رهيم" هي أنه يقلل من كمية البيانات المطلوبة لتدريب الروبوت إلى 30 دقيقة فقط، ومع ذلك زادت نسبة النجاح في تنفيذ المهام بأكثر من 50 بالمئة مقارنة بالطرق التقليدية.

قال سانجيب تشودري، الأستاذ المساعد في علوم الكمبيوتر: "الطريقة التقليدية تتطلب آلاف الساعات من التدريب اليدوي للروبوت، وهذا غير عملي. "رهيم" يقدم طريقة أكثر قابلية للتوسع".

شارك في البحث إلى جانب كيديا وتشودري كل من: بريثويش دان، أنجيلا تشاو، وماكسيموس بايس.