روحاني يحذر ماكرون من الخطوة الثالثة لتقليص التزامات النووي

الرئيس الإيراني يقلل من احتمال حدوث مفاوضات مع واشنطن ما لم ترفع العقوبات المشددة التي فرضت على إيران أولا.

طهران - عادت إيران للضغط على الأوروبيين من خلال تحميلهم مسؤولية تخليها عن الاتفاق النووي إذا لم يتحركوا لانتشالها من مأزق العقوبات الأميركية، في خطوة تؤكد فشل الوساطة الفرنسية في ترتيب لقاء لقاء بين الرئيس الأميركي ونظيره الإيراني.

وأجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت، محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون حذّره فيها من أن إيران ستقدم على اتخاذ خطوة جديدة في إطار التراجع عن التزاماتها النوويّة، في حال لم تف أوروبا بعهودها في هذا المجال.

وزادت حدة التوتر في الخليج منذ أيار/مايو العام الماضي بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وتعرّضت سفن لهجمات وطائرات مسيّرة للإسقاط وناقلات نفط للاحتجاز في الخليج في الأشهر الأخيرة.

ويقود ماكرون جهودًا لتهدئة الوضع وهو أعرب عن أمله في جمع روحاني وترامب خلال قمة مجموعة السبع.

لكن روحاني قلل من احتمال حدوث ذلك ما لم ترفع الولايات المتحدة أولا العقوبات المشددة التي فرضتها على إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووي.

وقال روحاني لماكرون في مكالمة هاتفية وفق ما نُقل عنه "إذا لم يكن باستطاعة أوروبا تنفيذ التزاماتها، ستتخذ إيران خطوتها الثالثة لخفض التزاماتها بخطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف كما أورد الموقع الالكتروني للحكومة الإيرانية "هذه الخطوة، مثلها مثل الخطوات الأخرى، ستكون قابلةً للرّجوع عنها".

وتابع "لسوء الحظ، بعد هذه الخطوة الأحاديّة من جانب الولايات المتحدة، لم تتّخذ الدول الأوروبية إجراءات ملموسة لتنفيذ التزاماتها".

وقال "محتوى خطّة العمل الشاملة المشتركة غير قابل للتغيير، ويجب على جميع الأطراف التزام محتواها".

ولفت روحاني إلى أنّ لإيران أولويّتين: تنفيذ جميع الأطراف الموقّعين على الخطّة التزاماتهم بالكامل، و"ضمان سلامة جميع وسائل النقل البحري في كل الممرات المائية، بما في ذلك الخليج ومضيق هرمز".

طهران تقول إن الخطوة الثالثة التي لم تحددها ستتخذ في السادس من سبتمبر

وبعد مضي 12 شهراً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بدأت إيران في التراجع شيئا فشيئا عن التزاماتها.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الجمعة أن ما يزيد قليلاً عن 10 بالمئة من مخزون إيران من اليورانيوم قد تم تخصيبه الآن بنسبة تصل إلى 4.5 بالمئة، أي ما يتجاوز النسبة المسموح بها في اتفاق عام 2015 البالغة 3.67 بالمئة.

وقالت أيضا إن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم، الذي يجب ألا يزيد عما يعادل 300 كيلوغرام من سادس فلوريد اليورانيوم، يبلغ الآن حوالي 360 كيلوغراما.

ولم تحدّد إيران بعد ما هي خطوتها الثالثة في تخفيض التزاماتها بالصفقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة حديثة مع صحيفة زودويتشه تسايتونغ إن الخطوة ستتخذ في السادس من أيلول/سبتمبر.

وأصدر مكتب ماكرون بيانًا في وقت لاحق السبت، أكد فيه أهمية "الديناميكية الحالية لتهيئة الظروف لخفض التصعيد من خلال الحوار وبناء حل دائم في المنطقة".

وقال الإليزيه إن باريس "ذكّرت بضرورة أن تمتثل إيران بالكامل لالتزاماتها النووية وان تتخذ الخطوات اللازمة من جانبها من أجل إعادة السلام والأمن في الشرق الأوسط".

كما دعا الرئيس الفرنسي إيران إلى "التحرك لإنهاء القتال وفتح (باب) التفاوض في اليمن"، مطالبا أيضا "بأكبر قدر من ضبط النفس في لبنان" مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

ويقول مراقبو للشأن الإيراني إن طهران ليست في موقع لفرض شروط على الأوروبيين لكنها تحاول جاهدة المراوغة لتخفيف تأثير قسوة العقوبات الأميركية على الحكومة التي تضررت بنحو 50 مليار دولار نتيجة للعقوبات الإضافية.

وتطالب طهران التي تواجه عقوبات أميركية مشددة بمواصلة تصدير نفطها لكي تبقى ضمن الاتفاق.