روحاني يعرض شروط الحوار المرفوضة لدى واشنطن

الخارجية الإيرانية تنفي الدخول في محادثات مع نظيرتها الأميركية بوساطة روسية لنزع فتيل التوتر في الخليج في أعقاب وساطات دولية سابقة انتهت كلها إلى طريق مسدود.

إيران تُصعد لانتزاع تنازلات أميركية تبدو صعبة
لا مؤشرات واضحة على قرب انتهاء التوتر الأميركي الإيراني
روسيا تلتمس الأعذار لإيران في خرقها للاتفاق النووي
لا وساطة روسية لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران

طهران - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي اليوم الأحد إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات عنها وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحبت منه العام الماضي.

وتابع "نؤمن دائما بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان".

وتأتي تصريحات روحاني بينما نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي دخول بلاده في مفاوضات مع الولايات المتحدة بوساطة روسية.

وقال موسوي، إن إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن غير مطروح للنقاش على أي مستوى حاليا.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت في وقت سابق عن دخول الخارجية الإيرانية في مفاوضات مع نظيرتها الأميركية بوساطة روسية.

وليس واضحا ما إذا كانت روسيا دخلت بالفعل على خط الوساطات المتواترة الرامية لنزع فتيل التوتر، لكن موسكو انتقدت في أكثر من مناسبة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي.

واعتبرت أن انتهاك إيران للاتفاق النووي عبر زيادة تخصيب اليورانيوم أكثر مما هو مسموح به في الاتفاق النووي "أمر غير مقبول"، لكنها حملت في المقابل الولايات المتحدة المسؤولية عن تصعيد التوتر في المنطقة.

ودعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في 2015، في بيان مشترك اليوم الأحد إلى "وقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار" في هذا الملف.

وقالت الدول الثلاث في بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية "نحن قلقون لخطر تقويض الاتفاق تحت ضغط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبعد قرار إيران عدم تنفيذ العديد من البنود المحورية في الاتفاق".

وأضافت "من جهة أخرى، فإن دولنا الثلاث قلقة بشدة حيال الهجمات التي شهدناها في الخليج وخارجه وكذلك حيال تدهور الأمن في المنطقة. نعتقد أن الوقت حان للتحرك بشكل مسؤول والسعي إلى وسائل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار".

واعتبرت الدول الثلاث أن "الأخطار كبيرة إلى درجة تجعل من الضروري أن تلتزم كل الأطراف المعنية بالتهدئة وأن تفكر في التداعيات المحتملة لأفعالها".

وقررت إيران في مايو/ايار بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق الدولي الذي يفرض قيودا على برنامجها النووي، تعليق تنفيذ بعض التزاماتها النووية، ما دفع واشنطن إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية عليها.

وأعلنت طهران في الثامن من يوليو/تموز أنها بدأت بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة يحظرها الاتفاق النووي.

وتابعت الدول الثلاث الأحد "إذ نواصل دعمنا للاتفاق النووي، فإن استمراره يبقى رهنا بوفاء إيران الكامل بالتزاماتها"، لافتة إلى "ضرورة أن تصدر من جميع الأطراف مؤشرات على حسن النية".

ووقعت بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإيران والصين وروسيا اتفاق 2015.

وقامت أكثر من جهة بوساطة بين أميركا وإيران لتهدئة التوتر في المنطقة من بينها سلطة عمان التي زار وزير خارجيتها يوسف بن علوي طهران في الفترة الماضية محملا على الأرجح برسالة أميركية للقيادة الإيرانية، لكن إيران نفت أن تكون عُمان نقلت لها رسالة من الرئيس الأميركي.

كما قادت دول أوروبية جهودا مضنية للتهدئة من دون تحقيق نتائج تذكر حيث زار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس طهران وأجرى مباحثات مع الرئيس الإيراني وكبار المسؤولين في حكومته من دون أن يحقق أي تقدم يذكر.

وفي سياق الوساطات قام أيضا رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الذي ترتبط بلاده بعلاقات وثيقة مع واشنطن وطهران، بزيارة لإيران انتهت كذلك بلا نتائج تذكر.

وكانت زيارة كبيري مستشاري الرئيس الفرنسي لطهران أحدث حلقة في مسار حراك دبلوماسي دولي مكثف لتهدئة التوتر. وانتهت الزيارة مؤخرا بلا نتائج تذكر في ظل تمسك طرفي الأزمة بمواقفهما.

وتريد الولايات المتحدة استدراج إيران تحت ضغط العقوبات لمفاوضات جديدة على اتفاق جديد يشمل قيودا صارمة على برنامجي طهران النووي والصاروخي بينما ترفض الحكومة الإيرانية التفاوض تحت الضغط.

وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة وإيران من جهة أخرى تفاقم على إثر تخلي طهران عن بعض التزاماتها في البرنامج النووي المبرم في 2015 مع القوى الست الكبرى كرد فعل على انسحاب واشنطن منه وإعادة العمل بنظام العقوبات السابق على إيران.