روحاني يلجأ للتهدئة مع تركيا مدفوعا بمصالح اقتصادية وأمنية

الرئيس الإيراني يرى أنه يمكن تجاوز الخلاف الدبلوماسي مع أنقرة بعد أن ردد أردوغان قصيدة في أذربيجان فهمت أبياتها على أنها تغذية للنزعة الانفصالية في إيران.
الرئيس الإيراني يعتقد أن نظيره التركي لم يقصد الإساءة لطهران
تركيا لعبت دورا مهما في تخفيف تداعيات العقوبات الأميركية على إيران
إيران وتركيا تلتقيان في محاربة المتمردين الأكراد

طهران - خففت إيران من حدّة لهجتها تجاه تركيا بعد أن أبدت غضبها حيال إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اذربيجان قصيدة انفصالية عن وادي آراس، في محاولة لتهدئة التوتر لدوافع اقتصادية وأمنية.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الاثنين إن بإمكان بلاده تجاوز خلاف دبلوماسي مع تركيا تسبب فيه ترديد أردوغان قصيدة خلال زيارة للعاصمة الأذرية باكو وصفتها إيران بأنها تهديد لوحدة أراضيها.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير التركي الأسبوع الماضي بعد أن قرأ أردوغان خلال زيارة لأذربيجان قصيدة لشاعر إيراني من أصل أذربي تتحدث عن تقسيم أرض أذربيجان بين روسيا وإيران في القرن التاسع عشر.

وأبدت طهران قلقها من أن تكون قراءة القصيدة تشكيكا في وحدة أراضي إيران وأن تعزز الميول الانفصالية بين أبناء الأقلية الأذرية فيها.

وقال روحاني في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون "في رأيي أنه مع التفسيرات التي قدمها المسؤولون الأتراك يمكننا تجاوز هذا الموضوع، لكن حساسية شعبنا مهمة للغاية".

وتابع "من معرفتي في ما مضى بالسيد أردوغان، من غير المرجح بدرجة كبيرة أنه قصد بأي شكل الإساءة إلى وحدة أراضينا"، مضيفا "هو يقرأ الشعر دائما في خطبه".

والأذريون أكبر أقلية في إيران ويعيش الملايين في منطقة إيرانية تحمل نفس اسم دولة أذربيجان المستقلة التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

ويتحدث الأذريون في المنطقة لغة قريبة الشبه باللغة التركية، لكن أغلبهم شيعة مثل الأغلبية في إيران.

وصارت تركيا حليفا وثيقا لأذربيجان وساعدتها في تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة على حساب أرمينيا في حرب انتهت بوقف لإطلاق النار الشهر الماضي.

وأراد الرئيس الإيراني اليوم الاثنين تهدئة التوتر مع تركيا على الرغم من الاختلاف المذهبية والطائفية، مدفوعا بمصالح مشتركة اقتصادية وأمنية، فطاما شكلت أنقرة متنفسا لإيران وقد لعبت دورا مهما في إنقاذ الاقتصادي الإيراني من نظام العقوبات الأميركية.

كما تشترك إيران وتركيا في حرب واسعة تجري بالتنسيق بين البلدين لمواجهة المتمردين الأكراد.

وإضافة لهذه الحرب المعلنة والتي تشنها تركيا في غالب الأحيان، فإن أنقرة وطهران يشكلان ضلعي المحادثات السورية التي احتضنتها عاصمة كازاخستان في السنوات الأخيرة والتي أفضت إلى تفاهمات واتفاقيات لوقف إطلاق النار في مناطق سورية.

وتقف تركيا وإيران على طرفي نقيض من الأزمة السورية، حيث تدعم أنقرة المعارضة المسلحة التي يشكل الإسلاميون غالبيتها، فيما تدعم طهران قوات النظام السوري.