روسيا تؤسس لعلاقات جديدة مع تونس من بوابة إمدادات الحبوب

وزير الخارجية التونسي يؤكد أن زيارته إلى موسكو سوف تكون تربة خصبة للتحضير للجان الثنائية للتعاون بين البلدين.

موسكو - قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تدعم جهود السلطة السياسية القائمة في تونس لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الدولة، لافتا إلى أن البلد الواقع في شمال أفريقيا يتصدّر الدول الأفريقية التي تتعاون مع روسيا وأن البلدين يبحثان توسيع إمدادات الحبوب الروسية، فيما يعكس هذا التصريح مساعي موسكو لتعزيز نفوذها في المنطقة التي تعتبرها أوروبا حيوية وإستراتيجية وتربطها بها شراكات في عديد القطاعات ومن بينها الاتفاقية الموقعة مؤخرا بين تونس والاتحاد الأوروبي بشأن كبح تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

وأكد لافروف عقب مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء مع نظيره التونسي نبيل عمار "تناولنا بشكل منفصل آفاق تنظيم مبيعات الحبوب الروسية وقد تم إيصال الدفعة الأولى إلى تونس"، وفق وكالة 'روسيا اليوم'.

ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن مستوى التبادل التجاري بين موسكو وتونس بلغ خلال الستة أشهر أولى من العام الجاري نحو 1.2 مليار دولار.

بدوره قال عمار إن الزيارة التي يؤديها إلى موسكو "سوف تكون تربة خصبة للتحضير للجان الثنائية للتعاون بين البلدين"، مشددا على "أن بلاده تحافظ علاقاتها مع جميع الدول ولها تقدير خاص لروسيا لاحترامها لرموز وتاريخ تونس".

وتابع الوزير التونسي إن "كل مجالات التعاون مع روسيا مفتوحة"، مضيفا "نحن نتعاون في جميع المجالات ولا توجد استثناءات أو عوائق أمامنا للمضي قدما"، وفق المصدر نفسه.

ويضم الوفد الذي يرافق عمار في زيارته إلى موسكو المديرة العامة لديوان الحبوب سلوى بن حديد، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية التونسية.

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك الاثنين إن "نبيل عمّار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يؤدي يومي 26 و27 أيلول/سبتمبر 2023 زيارة عمل إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف".

وتابع البيان "تندرج هذه الزيارة في إطار الرغبة المشتركة للبلدين لتطوير علاقات التعاون الثنائي. كما ستمثّل مناسبة لدعم المساعي الأفريقية الهادفة لحلّ الخلاف الروسي الأوكراني في إطار المبادرة الأفريقية للسّلام، فضلا عن معاضدة الجهود الأممية والدولية لإحياء إتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود".

وأدى الجفاف الذي عاشته البلاد خلال العام الماضي إلى تراجع في إنتاج الحبوب وطالت تداعياته الأسواق المحلية متسببا في أزمة خبز.

وأعلن المدير السابق لديوان الحبوب بشير الكثيري أن تونس تخطط لاستيراد 5 ملايين قنطار من القمح الصلب إضافية عن الكميات المعتادة وتستورد البلاد أكثر من 70 في المئة من حاجياتها من هذه المادة أغلبها من روسيا وأوكرانيا.  

وكانت تونس قدّمت طلبا لدولة تتارستان، إحدى الكيانات الفيدرالية للاتحاد الروسي، لتوريد الحبوب والحصول بأسعار تفاضلية، في ظل شح المحاصيل الزراعية بسبب الظروف المناخية.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التونسي خلال المؤتمر الذي عقده اليوم الثلاثاء مع نظيره الروسي إن "تونس لا ترفض الشراكة مع أحد على حساب أحد آخر ولديها شروط واضحة للعمل مع صندوق النقد الدولي ولديها خطوط حمراء لا تتخطاها حفاظا على المصالح الاقتصادية للبلاد وعلى استعداد للعمل في إطار هذه الخطوط".

وكانت روما قد حذرت قبل توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وتونس التكتّل من ترك البلد الواقع في شمال أفريقيا في أيدي روسيا والصين في حال عدم تقديم الدعم المالي للسلطات التونسية.

وسعت بكين وموسكو خلال المدة الأخيرة إلى تعزيز العلاقات مع الجانب التونسي حيث أجرى وزير الخارجية التونسي اتصالات هاتفية مع نظيره الروسي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، فيما أشاد السفير الصيني في تونس وان لي في عديد المناسبات بتطور العلاقات التونسية الصينية منتقدا الضغوط التي تواجهها الدولة التونسية من القوى الغربية لدفعها إلى تسريع اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.