روسيا تدعو للإلتزام بوقف القتال في قره باغ

تركيا تطالب بمحادثات رباعية لإيجاد حلول لازمة الإقليم المتنازع عليه داعية لآلية جديدة بعيدة عن مجموعة مينسك.
تركيا تدعم بكل قوة اذربيجان ما يزيد من تعقيد الموقف في الاقليم المتنازع عليه
أرمينيا تواصل انتقاد التدخل التركي لدعم اذربيجان عسكريا
أذربيجان تقول انها دمرت منظومة صواريخ بالستية ومنظومة صاروخية في أرمينيا

موسكو - حث وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أرمينيا وأذربيجان على الالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة ناغورني قره باغ وذلك في مكالمة هاتفية مع نظيريه في البلدين حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء.
ودخل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا حيز التنفيذ يوم السبت، لكن منذ ذلك الحين يتهم كل طرف الآخر بارتكاب انتهاكات جسيمة وشن هجمات على المدنيين.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الثلاثاء الاتهامات بانتهاك هدنة تم التوصل إليها قبل ثلاثة أيام بهدف إخماد قتال على الإقليم فيما أشعل مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة.
وتتداعى الهدنة الإنسانية، التي توسطت فيها روسيا، رغم تصعيد النداءات من القوى العالمية لوقف القتال. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومجموعة مينسك بين الداعين لمزيد من الالتزام ببنود الهدنة.
وشوهد في بلدة مارتوني في إقليم ناغورني قره باغ، وهو جيب جبلي معترف به دوليا على أنه جزء من أذربيجان، لكن يحكمه ويسكنه الأرمن.
وقال طاقم من تلفزيون رويترز في تارتار بأذربيجان إن وسط المدينة تعرض أيضا للقصف في وقت سابق من الثلاثاء.
واتهمت أذربيجان القوات الأرمنية بارتكاب "انتهاكات فظيعة للهدنة الإنسانية" التي تم التوصل إليها يوم السبت بهدف السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين القتلى.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فاجيف دارجالي إن أرمينيا تقصف أراضي أذربيجان في جورانبوي وأغدام وتارتار مؤكدا أن قوات أذربيجان لا تنتهك وقف النار.
ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان الاتهام. وقالت إن القوات الأذرية استأنفت عملياتها العسكرية بعد هدوء خلال الليل" مدعومة بنيران المدفعية الكثيفة من جهات الجنوب والشمال والشمال الشرقي والشرق".
والقتال الذي اندلع في يوم 27 سبتمبر أيلول هو الأسوأ منذ الحرب حول الإقليم بين عامي 1991 و1994 والتي سقط فيها حوالي 30 ألف قتيل.
وتضع العيون في الخارج الصراع تحت رقابتها الشديدة ليس فقط لقربه من خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان لأوروبا، ولكن بسبب المخاوف من استدراج روسيا وتركيا إلى الصراع.
وترتبط روسيا باتفاقية دفاع مع أرمينيا، وتركيا حليف مقرب من أذربيجان.
عواقب كارثية

المدنيون يتحملون تبعات حرب عبثية في ناغورني قره باغ
المدنيون يتحملون تبعات حرب عبثية في ناغورني قره باغ

ودعت مجموعة مينسك الزعماء في أرمينيا وأذربيجان إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار لتفادي "عواقب وخيمة على المنطقة".
وتضم المجموعة 11 عضوا بينهم روسيا وتركيا، لكن أنقرة ليست مشاركة في محادثات ناغورني قره باغ واقترح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إجراء محادثات بمشاركة بلاده.
وقال جاويش أوغلو إن مطالب وقف إطلاق النار "منطقية"، لكنه أضاف أن من الواجب على المجتمع الدولي أن يطالب أرمينيا بالانسحاب من أراضي أذربيجان.
وقال للصحفيين "من المؤسف أنه لم يتم توجيه مثل هذا النداء".
وتحدث السياسي التركي واسع النفوذ دولت بهجلي بلهجة أشد عداء عندما طالب أذربيجان بتأمين الاقليم "بمواصلة الضرب على رأس أرمينيا". ويدعم حزب بهجلي حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس طيب أردوغان في البرلمان.
كما دعا مدير اتصالات الرئاسة التركية ابراهيم قالن إلى تنظيم محادثات "رباعية" تشمل روسيا وأذربيجان وأرمينيا وتركيا من أجل إيجاد حل لنزاع ناغورني قره باغ، حيث تُخرق هدنة أعلنت منذ السبت بشكل واسع.
ودعا خلال مقابلة تلفزيونية إلى اجراء محادثات بمشاركة الدول الأربع للبحث في تسوية للنزاع في الإقليم الانفصالي.
وقال قالن "بما ان روسيا تقف إلى جانب أرمينيا، ونحن، تركيا، ندعم أذربيجان، لنلتق نحن الأربعة لمناقشة تسوية لهذه المشكلات".
وأضاف "طالما أن مجموعة مينسك لم تتمكن من إيجاد حل للنزاع منذ 30 عاماً، فقد حان وقت إيجاد آلية جديدة".
وأبدى جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق والمنافس الديمقراطي للرئيس دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني قلقه البالغ من "انهيار" الهدنة واتهم إدارة ترامب لكونها "سلبية إلى حد كبير وغير مكترثة".
وقال بايدن في بيان "يجب أن تكون الإدارة أكثر مشاركة على أعلى المستويات بدلا من تفويض موسكو في الاضطلاع بالجهود الدبلوماسية".
وعلى الرغم من نفي تركيا تدخلها العسكري في ناجورنو قرة باغ، وصف الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان لصحيفة بيلد الألمانية سلوك أنقرة بأنه مثير للقلق.
وقال "أشعر بالقلق أولا لوجود طرف ثالث معني. لو كان الأمر يتعلق بناغورني قره باغ وأذربيجان فحسب، لأصبحت أشد تفاؤلا إزاء احتمالات احتواء الصراع".
قتلى وجرحى

استمرار سقوط الضحايا في عمليات القصف المتبادلة في ناغورني قره باغ بعد ايام من الحديث عن هدنة
استمرار سقوط الضحايا في عمليات القصف المتبادلة في ناغورني قره باغ بعد ايام من الحديث عن هدنة

وتواصل أعداد القتلى الارتفاع. وقال مسؤولون أرمن في الاقليم المتنازع عليه إن إجمالي عدد القتلى في صفوف العسكريين بالإقليم بلغ 532 بزيادة سبعة قتلى عن الاثنين.
وقالت أذربيجان إن 42 مدنيا قُتلوا فيها وأصيب 206 منذ بدء القتال يوم 27 سبتمبر/أيلول. ولم تكشف عن خسائرها من العسكريين.

وأعلنت وزارة الدفاع الأذرية الأربعاء أنها قصفت موقعين لإطلاق صواريخ في أرمينيا استخدما بحسب قولها لاستهداف مناطق مدنية خلال النزاع في ناغورني قره باغ.
وأكدت وزارة الدفاع الأرمنية من جهتها أن مناطق على أراضيها تعرضت لقصف نافية في الوقت نفسه ان تكون قصفت أذربيجان، ومؤكدة انها "تحتفظ" من الآن وصاعدا "بحق استهداف أي بنية تحتية او تجهيزات عسكرية على أراضي اذربيجان".
ويبدو أنها المرة الأولى التي تقر فيها أذربيجان بقصف أهداف داخل أرمينيا منذ اندلاع معارك عنيفة الشهر الماضي بين القوات الأذرية وإنفصاليين مدعومين من أرمينيا في أقليم ناغورني قره باغ.
وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيانات إنها دمرت منظومة صواريخ بالستية ومنظومة صاروخية في أرمينيا في هجمات منفصلة ليل الثلاثاء الاربعاء.
وأوضحت إن المنظومتين تم نشرهما في مناطق في أرمينيا محاذية لكلبجار الأذرية والتي يسيطر عليها انفصاليون.
والموقع الأول لإطلاق الصواريخ كان يستهدف مدينتي غنجة ومينغاشيفير الأذريتين، ومناطق مأهولة أخرى، بحسب الوزارة التي أكدت عدم وجود بنية تحتية مدنية مجاورة.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان تعرض مواقع عسكرية في المنطقة لقصف.
وكتبت في تغريدة أن "الهجوم تم تنفيذه على أساس محض افتراض أن المعدات المستهدفة كانت ستقصف، كما يزعم، تجمعات مدنية أذرية
وأضافت "هذه المزاعم من دون شك، لا تستند إلى أساس ... لم يتم إطلاق أي صاروخ أو قذيفة أو مقذوفة في اتجاه أذربيجان".
وردا على ذلك فإن جيش أرمينيا "يحتفظ بحق استهداف أي بنية تحتية أو تجهيزات عسكرية على أراضي أذربيجان".
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفتش، في إفادة للأمم المتحدة في جنيف، إن الصراع يسهم في انتشار مرض كوفيد-19.
وأضاف أن الحالات الجديدة في أرمينيا تضاعفت إلى المثلين على مدى الأسبوعين المنصرمين حتى يوم الاثنين، فيما زادت الإصابات الجديدة بنسبة 80 بالمئة تقريبا خلال الأيام السبعة الماضية في أذربيجان. وحذر من "التعطيل المباشر للرعاية الصحية وزيادة الأعباء على الأنظمة الصحية التي تتحمل بالفعل ما يفوق طاقتها خلال الجائحة".