روسيا تستدعي سفيرها بعد وصف بايدن لبوتين بالقاتل

السلطات الروسية تعتبر تصريح جو بايدن في تعليقه على تقرير يشير الى تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية الأخيرة مسيئا لكل الشعب محذرة من انهيار العلاقات.
استدعاء السفراء أمر نادر في العمل الدبلوماسي الروسي
واشنطن تصعد وتتعهد بمحاسبة موسكو على انشطتها الخبيثة
الكرملين يؤكد أن بايدن لا يريد تحسين العلاقات مع موسكو

واشنطن - سيغادر السفير الروسي لدى واشنطن الولايات المتحدة متوجها إلى موسكو السبت لإجراء مشاورات حول مستقبل العلاقات الروسية الأميركية بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره فلاديمير بوتين "قاتل". تعليقا على تقارير تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية الاخيرة.
وكتبت السفارة الروسية في الولايات المتحدة على صفحتها على فيسبوك ليل الأربعاء الخميس إن "خلال لقاءات في وزارة الخارجية الروسية وهيئات اخرى، ستطرح وسائل تصحيح الحلاقة الروسية الأميركية المأزومة".
وأضافت أن "التصريحات المتهورة لمسؤولين أميركيين يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقات التي تشهد خلافا كبيرا اساسا".
وقالت الدبلوماسية الروسية إنها "دعت" سفيرها أناتولي أنتونوف إلى العودة إلى موسكو لإجراء مشاورات بعدما رد الرئيس الأميركي بالإيجاب الأربعاء على صحافي سأله عما إذا كان بوتين قاتلا. ثم قال بايدن إنه يريد أن يدفع الرئيس الروسي ثمن التدخل في الانتخابات الأميركية في 2016 و2020.
وقالت الخارجية الروسية في البيان أن موسكو "مهتمة بتجنب أي تدهور لا رجعة فيه للعلاقات الثنائية بين البلدين إذا كان الأميركيون يدركون خطورة تداعيات ذلك".

موسكو مهتمة بتجنب أي تدهور لا رجعة فيه للعلاقات الثنائية بين البلدين إذا كان الأميركيون يدركون خطورة تداعيات ذلك

واستدعاء السفير بهذا الشكل وإن وصفته موسكو بالدعوة، أمر نادر في العمل الدبلوماسي الروسي.
واتهم رئيس مجلس النواب (الدوما) الروسي فياتشيسلاف فولودين الأربعاء الرئيس الأميركي بأنه "أهان" كل الروس و"هاجم" بلاده.
وطلب منه نائب رئيس مجلس الحكام قسطنطين كوساتشيف "توضيحات واعتذارات".
واعلنت الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعي التحديات التي تشكلها روسيا و"سنتمكن من محاسبتها على نشاطاتها الخبيثة".
وقالت، جالينا بورتر، نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية "واشنطن على علم باستدعاء السفير الروسي" لدى الولايات المتحدة، حسبما نقلت قناة الحرة.
وأضافت، في مؤتمر صحفي، "ننخرط مع روسيا لدفع المصالح الأميركية، ونعي التحديات التي تشكلها، وحتى لو أننا نعمل مع روسيا لدفع مصالح واشنطن، فسنتمكن من محاسبتها على نشاطاتها الخبيثة".
ومطلع آذار/مارس، فرضت واشنطن عقوبات على سبعة مسؤولين روس كبار ردا على تسميم المعارض أليكسي نافالني الذي تحمل أجهزة الاستخبارات الأميركية موسكو مسؤوليته.
ودائما في إطار الرد على استخدام موسكو "أسلحة كيميائية"، أعلنت وزارة التجارة الأميركية الأربعاء أنها توسع القيود على تصدير المنتجات الحساسة إلى روسيا، دون مزيد من التفاصيل.
وردّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابوف بالقول إن هذه التدابير "لا تحسّن فرص تطبيع العلاقات".

الروس يطالبون الاميركيين بتوضيحات واعتذارات لبوتين
الروس يطالبون الاميركيين بتوضيحات واعتذارات لبوتين

وأضاف، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "ريا نوفوستي"، "الولايات المتحدة مسؤولة بشكل كامل عن التدهور الجديد في العلاقات الروسية الأميركية، هذا أمر لا يرقى اليه الشك".
وتدرس الاستخبارات الأميركية وقائع أخرى مختلفة أعلنت الولايات المتحدة أنها تشتبه في أن تكون روسيا تقف وراءها، منها هجوم الكتروني ضخم مؤخرا ودفع مكافأة لمقاتلي طالبان لقتل جنود أميركيين في أفغانستان.
وفي تقرير جديد، اتهمت السلطات الأميركية "جهات مرتبطة بالحكومة الروسية" بالتدخل مجددا في الانتخابات الرئاسية في 2020، بعد تدخل في اقتراع 2016.
وقال بايدن بخصوص هذا التدخل ردا على سؤال الصحافي حول طبيعة الرد الأميركي على الأعمال الروسية "سترون قريبا الثمن الذي سيدفعه فلاديمير بوتين".
وأكد أنه يرغب في "العمل" مع الروس "عندما يكون ذلك في مصلحتنا المشتركة"، على غرار تمديد اتفاق نزع الأسلحة النووية "نيو ستارت" الذي تقرر بعيد وصوله إلى سدة الحكم.
ودانت روسيا الأربعاء اتهامات التدخل في الانتخابات الأميركية.
وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين أن هذا التقرير "خاطىء ولا أساس له ويفتقر إلى الأدلة".
وأكد أن "روسيا لم تتدخل في الانتخابات السابقة" في 2016 التي أدت إلى فوز دونالد ترامب و"لم تتدخل في انتخابات 2020" التي فاز بها جو بايدن.
وتابع أن هذا التقرير "ذريعة لإدراج مجددا مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا على جدول الأعمال".

والخميس أعلن الكرملين أنه "من الواضح" أن الرئيس الأميركي "لا يريد تحسين العلاقات" بين موسكو وواشنطن حيث قال بيسكوف إن "تصريحات بايدن سيئة جداً. من الواضح أنه لا يريد تحسين العلاقات مع بلدنا"، مضيفاً "من هذا المبدأ سننطلق من الآن فصاعداً".