روسيا تستعجل ملء الفراغ الأمني في العراق بعد رحيل القوات الأميركية

مسؤول روسي يؤكد استعداد بلاده لتقديم المساعدة للعراق بهدف تعزيز قدرات قوات الأمن تمهيدا لانسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد.

موسكو/بغداد - عرضت موسكو على بغداد استعدادها لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية لتعويض قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'، فيما يأتي هذا المقترح الروسي في ظل تمسك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بضرورة إنهاء مهمة القوات الأجنبية في البلاد، في وقت تسعى فيه روسيا إلى تعزيز حضورها في المنطقة من بوابة الشراكات الاقتصادية والاتفاقيات العسكرية.

ونقل موقع 'شفق نيوز' الكردي العراقي عن مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر كينشاك قوله إن "روسيا تدعم دائمًا الجهود التي يبذلها العراق لضمان الاستقرار والأمن والقانون والنظام في هذا البلد الصديق".

وكشف المسؤول الروسي عن استعداد بلاده لمواصلة المساعدة في تعزيز القدرات القتالية وخاصة داخل نطاق قوات الأمن العراقية، وفق المصدر نفسه.

وأكد أن العراق ودول المنطقة قادرة على ضمان أمنها بشكل مستقل، مشيرا إلى أن "وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع العسكري السياسي ويؤثر سلبًا على الوضع في المنطقة ككل".

وتعكس هذه التصريحات الرغبة في تعزيز الوجود الروسي في العراق، في وقت تسعى فيه موسكو إلى توسيع استثماراتها في العراق لاسيما في قطاع النفط والغاز.

وتنشط في العراق نحو 50 شركة روسية في إطار عقود تطوير حقول النفط وعمليات الاستكشاف والتنقيب في عدة مناطق.

وأكد سفير روسيا لدى العراق ألبيروس كوتراشيف خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاثنين "دعم بلاده استقرار وأمن العراق والرغبة الجادة في استثمار العلاقات الثنائية بين البلدين نحو المزيد من الشراكات الاقتصادية بما يحقق مصالح شعبي البلدين وازدهارهما"، وفق صفحة المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.

وتم خلال اللقاء التطرق إلى الضربات الأميركية التي استهدفت الميليشيات الموالية لإيران وتداعياتها على بلدان المنطقة، لاسيما الأوضاع الاقتصادية وإمدادات الطاقة.

وكان السفير الروسي لدى العراق قد صرّح في وقت سابق أن "العراقيين يرغبون في اقتناء الأسلحة الروسية لكن الولايات المتحدة تعيق بناء التعاون العسكري التقني بين موسكو وبغداد".

وأدى السوداني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي زيارة إلى روسيا هي الأولى له منذ توليه منصب رئاسة الحكومة والتقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تمحورت المباحثات حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية.

ويبدو السوداني عالقا بين الرغبة في الاستفادة من الاستثمارات الروسية والضغوط الأميركية بالإضافة إلى أن رئيس الحكومة العراقي أعرب في العديد من المناسبات عن تطلّعه إلى تعزيز التعاون بين بلاده والولايات المتحدة.
وبدأ العراق والولايات المتحدة الشهر الماضي محادثات حول مستقبل التحالف الدولي ضد 'داعش'، لكنها توقفت بعد مقتل  ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بالأردن حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليته لجماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا.

وأعلنت بغداد الخميس أن المحادثات مع الولايات المتحدة تستأنف في 11 فبراير/شباط بهدف مناقشة مستقبل مهمة التحالف الدولي وذلك بعد ضربة أميركية في بغداد أسفرت عن مقتل قيادي في كتائب حزب الله العراقي الفصيل الموالي لإيران.

ودعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى استئناف المحادثات في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الثلاثاء ومن المتوقع أن تستغرق أي مناقشات حول مستقبل التحالف شهورا إن لم يكن أطول من ذلك، كما أن نتائجها غير واضحة.