روسيا تستكمل فرحة الافتتاح بفوز استعراضي على السعودية

أصحاب الأرض يصنعون بخماسية نظيفة الفوز الأكبر في المباراة الأولى لبلد مضيف منذ ثلاثينات القرن الماضي، ما يمهد لهم الطريق لبلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

موسكو - بعد أعوام من التحضير ومليارات الدولارات التي أنفقت على الملاعب والمنشآت، تنفس الروس الصعداء بعدما افتتح منتخبهم الوطني نهائيات مونديال 2018 بفوز احتفالا كبير على السعودية 5-صفر، ما يمهد الطريق له لبلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

وجاء الفوز الروسي، وهو الأكبر في المباراة الأولى لبلد مضيف منذ أن تغلبت ايطاليا على الولايات المتحدة 7-1 عام 1934، أمام قرابة 80 الف متفرج احتشدوا في مدرجات ملعب "لوجينكي" في موسكو لمتابعة المباراة الأولى في المجموعة الأولى التي تضم مصر والأوروغواي، وفي مقدمتهم رئيس البلاد فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو.

وترتدي النقاط الثلاث أهمية بالغة لأصحاب الأرض الذين دخلوا النهائيات وهم في المركز 70 في التصنيف العالمي خلف السعودية بثلاثة مراكز.

ولم تكن المؤشرات مشجعة قبل المباراة التي كرست تقليد عدم خسارة المضيف المباراة الافتتاحية في تاريخ النهائيات، إذ لم يفز منتخب المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف سوى مرة واحدة في مبارياته العشر الأخيرة منذ مباراته الأولى له في كأس القارات صيف 2017 ضد نيوزيلندا (2-صفر)، وكانت ضد كوريا الجنوبية في السابع من تشرين الأول/اكتوبر(4-2).

وكان التعادل ضد تركيا (1-1) الأسبوع الماضي في موسكو تاريخيا بالمعنى السلبي للكلمة، إذ أصبح تشيرتشيسوف أول مدرب روسي أو سوفياتي يفشل في تحقيق أي فوز في سبع مباريات متتالية.

وفي معسكر السعودية التي تعود للنهائيات للمرة الأولى منذ 2006، تعقدت الأمور على فريق المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي الطامح الى قيادة "الأخضر" الى ثمن النهائي على الأقل، وهي أفضل نتيجة حققها في تاريخ مشاركاته في كأس العالم (1994).

مشاركة تاريخية لايغناشيفيتش

وبعدما عاد عن اعتزاله الدولي لمحاولة مساعدة روسيا وسط أزمة الاصابات التي يعاني منها المضيف، أصبح مدافع سسكا موسكو المخضرم سيرغي ايغناشيفيتش أكبر لاعب في تاريخ روسيا أو الاتحاد السوفياتي يشارك في النهائيات عن 38 عاما و335 يوما، بمشاركته أساسيا في المباراة الافتتاحية.

كما أصبح ايغناشيفيتش أكبر لاعب ميدان (ليس حارس مرمى) يشارك في النهائيات العالمية منذ الكاميروني روجيه ميلا عام 1994 (42 عاما).

وعزز ايغناشيفيتش ايضا رقمه القياسي لعدد المباريات الدولية مع المنتخب الروسي بـ121 مباراة، وهو وصل الى مباراته المئة في المباراة الأخيرة لبلاده في مونديال البرازيل 2014 ضد الجزائز في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وحصل ايغناشيفيتش الذي قال قبيل النهائيات "أعتقد أنه من الملائم أن أشارك في كأس العالم هذه، نظرا لأنها تقام في بلدنا"، على فرصة تعزيز رقمه القياسي بعدما استدعي مجددا الى المنتخب لتعويض مدافع روبن قازان المصاب روسلان كامبولوف.

 

لقاء الافتتاح في مونديال روسيا
ثلاث نقاط ثمينة لأصحاب الأرض

وفي الجهة السعودية، كان بارزا قرار المدرب بيتزي اشراك محمد السهلاوي، صاحب 16 هدفا في التصفيات الآسيوية، أساسيا رغم صيامه عن التهديف لتسع مباريات متتالية، وذلك على حساب فهد المولد الذي سجل هدف تأهل بلاده الى النهائيات في مرمى اليابان (1-صفر) خلال الجولة الأخيرة من الدور الحاسم لتصفيات آسيا،

وضغط الروس منذ صافرة البداية ونجحوا في افتتاح التسجيل في الدقيقة 12 برأسية من إيوري غازينسكي إثر كرة ركنية عجز السعوديون عن ابعادها فوصلت الى رومان زوبنين الذي عكسها عرضية أثمرت عن الهدف.

وهو الهدف الأول في سابع مباراة دولية يخوضها لاعب وسط كراسنودار البالغ 28 عاما.

ولم ينعم الروس طويلا بفرحة الهدف، إذ تعرضوا لضربة قاسية باصابة ألان دزاغوييف في فخذه دون أن أي احتكاك بلاعب منافس، ما اضطر لاعبب وسط سسكا موسكو الى ترك مكانه لصالح لاعب فياريال الاسباني دينيس تشيريشيف (24).

اسرع هدف لبديل منذ 2002

 

حارس السعودية يتلقى هدفا رابعا
مرمى السعودية يتلقى حصيلة ثقيلة

لكن الحظ لعب دوره لأن تشيريشيف مهد الطريق امام بلاده لتحقيق الفوز باضافة الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول اثر هجمة مرتدة سريعة، ومجهود فردي رائع من لاعب فياريال الذي تلاعب بالدفاع السعودي بحنكة قبل أن يطلق الكرة في سقف الشباك (43).

وبهدفه الأول في مباراته الـ12 مع المنتخب، أصبح تشريشيف أول بديل يسجل هدفا في تاريخ المباريات الافتتاحية للمونديال.

ولم يتغير الوضع في الشوط الثاني حيث واصل الروس أفضليتهم، ما دفع بيتزي الى الزج بمولد بدلا من عبدالله عطيف (64)، لكن دون أن يطرأ أي تعديل على أداء الفريق الذي وجهت الضربة القاضية عندما نجح ارتيم دزيوبا وبعد ثوان على دخوله كبديل من اضافة هدف ثالث بكرة رأسية رائعة بعد عرضية من الكسندر غولوفين (71).

وأصبح لاعب ارسنال تولا صاحب أسرع هدف لبديل (بعد 89 ثانية) منذ مونديال 2002 حين سجل مارسين زيفلاكوف لبولندا في مرمى الولايات المتحدة بعد 64 ثانية على دخوله.

لكن المهرجان الروسي لم ينته إذ اضاف غولوفين الهدف الخامس من ركلة حرة رائعة في الوقت بدل الضائع (5+90)، مانحا بلاده أكبر فوز منذ تغلبها على الكاميرون 6-1 عام 1994.