روسيا تعزز نفوذها في السودان بإنشاء قاعدة بحرية

القاعدة تضم 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك أربع سفن بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية.
روسيا ستستغل القاعدة لتزويد أسطولها في البحر الاحمر بالوقود
الاتفاق بخصوص القاعدة سيكون نافذاً لمدة 25 عاماً
روسيا تسعى لتعزيز نفوذها شرق افريقيا عبر البوابة السودانية

موسكو - تعتزم روسيا إنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر في السودان لتزويد أسطولها بالوقود، بحسب ما جاء في مسوّدة اتفاق مع هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا وصادق عليها رئيس الوزراء الروسي.
وتنصّ هذه الوثيقة الأولية التي نُشرت الأربعاء على موقع الحكومة الروسية، على إنشاء "مركز دعم لوجستي" في السودان يمكن من خلاله تأمين "تصليحات وعمليات التزويد بالوقود واستراحة أفراد طواقم" البحرية الروسية.
ويمكن أن تستقبل هذه القاعدة 300 عسكري وموظف مدني كحدّ أقصى، وكذلك أربع سفن بما في ذلك مركبات تعمل بالطاقة النووية، وفق مشروع الاتفاق.
وسيتمّ إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.
وتنصّ مسوّدة الاتفاق أيضاً على أنه يحقّ لروسيا أن تنقل عبر مرافئ ومطارات السودان "أسلحة وذخائر ومعدات" ضرورية لتشغيل هذه القاعدة البحرية.
ويشير النصّ إلى أن الاتفاق سيكون نافذاً لمدة 25 عاماً، بعد تجديد تلقائي بعد مرور عشر سنوات إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه مسبقاً.
وحتى الساعة، لم تعلن السلطات الروسية تاريخا محتملا لتوقيع هذا الاتفاق مع الخرطوم.
وفي السنوات الأخيرة، تقرّبت روسيا التي باشرت عودة جيوسياسية إلى إفريقيا، من السودان في المجال العسكري لكن أيضاً من خلال مشاريع في المجال النووي المدني.
منذ أيار/مايو 2019، يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.
في أواخر كانون الثاني/يناير 2019، في خضمّ أزمة سياسية في السودان، اعترف الكرملين بأن مدربين روسا يتواجدون "منذ بعض الوقت" إلى جانب القوات الحكومية السودانية.
وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "حماية" السودان من الولايات المتحدة ودعا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو بهدف "إعادة تجهيز قواتها المسلحة".

بوتين تعهد بدعم السودان لتطبيع الوضع السياسي الداخلي
بوتين تعهد بدعم السودان لتطبيع الوضع السياسي الداخلي

ورغم أن التغييرات السياسية التي شهدها السودان في السنة الأخيرة خاصة سقوط حكم البشير لكن روسيا لا تزال تتطلع لدور في منطقة تعتبر مهمة للنفوذ الروسي.
وتشهد منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي صراعا على النفوذ بين عدد من القوى الدولية والإقليمية حيث مثل السودان قاعدة مهمة لتدعيم النفوذ في القارة السمراء خاصة بعد التحولات السياسية الاخيرة.
كما أصبحت إسرائيل لاعبا مهما في تلك المنطقة بعد إعلان الخرطوم نيتها توقيع اتفاق سلام.
وفي شهر شباط/فبراير طالب مسؤولون عسكريون سودانيون بتفعيل الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين الخرطوم وموسكو 
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى لقائه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، خلال القمة الروسية ـ الإفريقية في مدينة سوتشي، دعم السودان لتطبيع الوضع السياسي الداخلي ومواجهة مجموعة من الأزمات.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقر الأمم المتحدة، على هامش الدورة 74 للجمعية العامة في نيويورك.
ويريد السودان الاستفادة من كل القوى الدولية بما فيها روسيا لمواجهة أزمته الاقتصادية وتجاوز حالة العزلة التي تعرض لها طيلة فترة حكم البشير خاصة مع العقوبات الدولية والاميركية.