روسيا تقرر فتح سفارتها في ليبيا في خضم التوتر مع تركيا

وزير الخارجية الروسي يعلن أن مقر القائم بالأعمال سيكون في تونس بشكل مؤقت وأن مهامه تشمل تمثيل روسيا في كل أنحاء الأراضي الليبية.
عقيلة صالح يؤيد وساطة روسية لحل الأزمة الليبية
موسكو تطرح نفسها قوة وساطة يمكنها كسر جمود الأزمة في ليبيا
روسيا تجدد دعمها لمبادرة القاهرة لوقف اطلاق النار في ليبيا

موسكو - نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم الجمعة إن بلاده قررت إعادة فتح سفارتها في ليبيا، لكن القائم بالأعمال سيكون مقره في تونس المجاورة مؤقتا.

وليبيا منقسمة منذ 2014 بين الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها العاصمة طرابلس وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة المشير خليفة حفتر في ثاني أكبر مدن البلاد بنغازي في الشرق.

وأجلت روسيا دبلوماسييها من ليبيا في أكتوبر/تشرين الأول 2013 بعد أن هاجمت مجموعة مسلحة سفارتها في طرابلس.

وأدلى لافروف بتلك التصريحات في بداية اجتماع مع عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي الذي وصل إلى موسكو أمس الخميس. وكرر رغبة روسيا في وقف الأعمال القتالية في ليبيا وبدء حوار سياسي.

وقال "اتخذنا قرارا بإعادة فتح سفارة روسيا في ليبيا والتي سيترأسها في تلك المرحلة القائم بالأعمال جامشيد بولتاييف. سيكون مقره تونس مؤقتا لكنني أريد أن أؤكد على أن مهامه تشمل تمثيل روسيا في كل أنحاء الأراضي الليبية".

وأضاف لافروف أن وقف إطلاق النار في ليبيا الذي اقترحه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع حفتر في القاهرة في السادس من يونيو/حزيران، يمكن العمل به مع القرارات التي تم التوصل إليها في مؤتمر دولي في برلين بشأن الأوضاع في ليبيا.

وكان الوزير الروسي يشير إلى 'مبادرة القاهرة' والتي تشمل وقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا اعتبارا من 8 يونيو/حزيران وشروط التسوية السياسية وهي المبادرة التي رفضتها كل من تركيا وحكومة الوفاق.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن عقيلة صالح قوله "الانفتاح السياسي للدبلوماسية الروسية على جميع الجهات الفاعلة في العلاقات الدولية، بما في ذلك العالم العربي والإسلامي، يجعل من بلدكم وسيطا مقبولا وفعالا في حل الأزمات الدولية"، مضيفا "نحن مقتنعون بذلك من خلال مراقبة جهودكم لحل الأزمة الليبية".

ويأتي الإعلان الروسي عن قرار إعادة فتح السفارة في خضم خلافات تركية روسية وتنافس على الساحة الليبية.

وعبرت روسيا في السابق عن رفضها للتدخل العسكري التركي في الأزمة الليبية دعما لحكومة الوفاق الوطني، مؤكدة أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة.

واتهمت أنقرة موسكو بإرسال قوات من المرتزقة للقتال إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي وهي الاتهامات التي ساقتها الولايات المتحدة أيضا.

وتسعى روسيا التي اكتسبت نفوذا واسعا في الشرق الأوسط من خلال تدخلها العسكري في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، إلى توسيع نفوذها في إفريقيا من بوابة ليبيا طارحة نفسها كقوة وساطة يمكنها حلحلة الأزمة الليبية.

وشاركت موسكو قبل أشهر في مؤتمر برلين الدولي في ذروة النزاع المسلح بين ميليشيات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي. وقد دعت حينها إلى وقف لإطلاق النار وضرورة توقف التدخلات التركية العسكرية في النزاع.

كما شددت على ضرورة احترام قرار مجلس الأمن الدولي حول حظر  الأسلحة المفروض على ليبيا.