روسيا تقوض إدانة دولية لحملة الأسد العسكرية على إدلب

موسكو توفر مجددا غطاء سياسيا لهجوم القوات السورية على المنطقة المشمولة باتفاق خفض التصعيد بدعوى أن البيان الذي اقترحته بلجيكا وألمانيا والكويت لم يتطرّق إلى بلدتي هجين والباغوز.

موسكو تمهد لتبرير هجوم سوري واسع على إدلب
دمشق وموسكو ترتبان لعملية عسكرية واسعة على إدلب
روسيا تصف بيانا اقترحته ألمانيا وبلجيكا والكويت بـ'حملة علاقات عامة'

نيويورك - حالت روسيا اليوم الاثنين دون صدور بيان دولي في مجلس الأمن يدين الحملة العسكرية التي تشنها القوات السورية على إدلب المشمولة باتفاق خفض التصعيد.

ومنعت موسكو صدور البيان وسط مخاوف الدول الغربية من أن تؤدي حملة نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى كارثة إنسانية.

وبررت في رسالة معارضتها للبيان بالقول إنه "غير متوازن" لأنه لم يتطرّق إلى بلدتي هجين والباغوز حيث عانى المدنيون جراء المعارك بين قوات مدعومة من الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الإسلامية، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي نجحت في دحر التنظيم المتطرف من الباغوز آخر معقل له بشرق سوريا.

وكانت بلجيكا وألمانيا والكويت اقترحت النص بعد اجتماعين طارئين لمجلس الأمن الدولي على خلفية تصاعد أعمال العنف في المنطقة الخاضعة في معظمها لسيطرة جماعات إسلامية متشددة تتصدرها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

والشهر الماضي منعت روسيا صدور بيان يحذّر بدروه من كارثة إنسانية في حال شنّت قوات النظام هجوما واسع النطاق على منطقة إدلب التي تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة.

ويحتاج تمرير بيانات مجلس الأمن لإجماع كافة دوله الخمس عشرة الأعضاء.

وصعّدت سوريا وحليفتها روسيا الغارات والقصف على إدلب منذ أبريل/نيسان الماضي مما أجبر أكثر من 270 ألف شخص على النزوح. وقال مساعد السفير الروسي ديمتري بوليانسكيي إن موسكو اعترضت على كل ما تضمّنه البيان المقترح.

وأضاف "المواقف معروفة"، معتبرا أن "اقتراح وثيقة كتلك هو من باب العلاقات العامة وليس من أجل إيجاد حل".

ويتضمن البيان المقترح تعبيرا عن "قلق بالغ إزاء تزايد حدة الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا" بما في ذلك ضد مستشفيات وعيادات ومدارس.

ويحذّر البيان من "كارثة إنسانية محتملة إذا ما أطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب سوريا"، بحسب النص.

والبيان المقترح يدعو أيضا الفرقاء للالتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا وتركيا في سبتمبر/أيلول الماضي وتشرف أنقرة على تطبيقه من خلال نقاط مراقبة، لكن الأخيرة فشلت في تنفيذ بنوده بسبب رفض جماعات إسلامية متشددة الانسحاب وسحب أسلحتها الثقيلة من المنطقة، ما منح قوات النظام السوري مبررا لشن حملة عسكرية من المرجح أن تتوسع.

وتؤكد روسيا التزامها بوقف إطلاق النار وتقول إن العمليات العسكرية تستهدف حصرا "إرهابيين".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) التي تعتبرها الأمم المتحدة منظمة إرهابية على غالبية مناطق محافظة إدلب.

وتخشى الدول الغربية أن يؤدي إطلاق هجوم واسع النطاق على إدلب إلى معركة ستكون الأكثر دموية في النزاع الذي تشهده سوريا منذ ثمانية أعوام.