روما تعود من باب "الدبلوماسية" لكسب ود حفتر

لقاء بين رئيس الحكومة الايطالي وقائد قائد قوات الجيش الوطني الليبي في روما، يعكس توافق أوروبي وتبني إيطالي للرؤية الفرنسية لحل الأزمة في ليبيا سياسيا.
توافق أوروبي حول الأزمة الليبية يعيد ترتيب أوراق روما
باريس ستكون وجهة حفتر بعد روما
كونتي اجتمع مع السفير الأميركي لدى إيطاليا قبل لقائه حفتر

روما - التقى رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي ، بعيدا عن الأضواء، صباح الخميس في روما، قائد قوات الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الذي يسعى إلى استعادة السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.

وقال كونتي في تصريحات صحافية "كان لقاء مطولا وتبادلا مطولا للمعلومات. وعبرت له عن موقف الحكومة. نريد وقفا لإطلاق النار ونعتبر أن الحل السياسي هو الحل الوحيد".

ولم يكن قد تسربت أي معلومات قبل ذلك عن مرور المشير حفتر بروما وهي أول زيارة أوروبية له منذ بداية عملية طرابلس.
وقالت وكالة آكي الإيطالية للأنباء إن كونتي اجتمع قبل لقائه حفتر مع السفير الأميركي لدى إيطاليا، لويس إيزنبرغ.

يشار إلى أن مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع حفتر، اعتبرت دعما له. وأعلن البيت الأبيض حينها أن ترامب اعترف بـ"الدور المهم" للمشير حفتر في “مكافحة الإرهاب وضمان أمن موارد ليبيا النفطية".

وتبدو حكومة الوفاق والميليشيات التي تقاتل معها في طرابلس في مأزق، بعد أكثر من شهر من حملة الجيش الليبي بقيادة حفتر للسيطرة على العاصمة التي قال إنها بيد "الإرهابيين والمرتزقة" في إشارة إلى الميليشيات التي تقاتل مع حكومة السراج.

ويستمر القتال عنيفا أحيانا ومتقطعا أحيانا أخرى جنوب طرابلس.

ووصفت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية تصريحات كونتي بـ"الدبلوماسية جدا" وهو ما يعكس سعى روما نحو كسب رهانها على حفتر باعتباره الرقم المهم في المعادلة الليبية.

وكانت إيطاليا على عكس فرنسا تدعم بوضوح حكومة الوفاق في بداية عملية طرابلس التي شنها الجيش الليبي ضد حكومة الوفاق وذلك نظرا لمصالحها الاقتصادية في طرابلس.

وقال وزير الخارجية الإيطالي، إنزو ميلانيزي، في أبريل الماضي إنه "يتعين على حفتر الاستماع إلى تحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس وإلا فإن المجتمع الدولي سيرى ما يمكن عمله".

لكن فرنسا عرقلت آنذاك بيانا للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر إلى وقف الهجوم على طرابلس، وهو ما كشف اختلافا واضحا بين باريس وروما بشأن كيفية معالجة الأزمة الليبية.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان اليوم الخميس، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيلتقي الأسبوع المقبل في باريس المشير خليفة حفتر"، مشيرة إلى أن اللقاء "يهدف إلى البحث في الوضع في ليبيا وشروط استئناف الحوار السياسي".

وتتهم باريس مجموعات إسلامية متطرفة بدعم حكومة الوفاق، واقترحت الأربعاء الماضي إجراء "تقييم لسلوك المجموعات المسلحة في ليبيا بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة".

كما اتهم الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري في وقت سابق روما بدعم ميليشيات مصراتة قائلا إن "طائرات تقلع من قاعدة مصراتة العسكرية تقصف قواتنا وتتسبب في سقوط ضحايا من بينهم مدنيون ونعتقد أن للإيطاليين دور في تدريب الميليشيات إنه ليس بالأمر الجيد عليهم المغادرة".

ومع تغير الوضع ميدانيا ومحاصرة قوات الوفاق في طرابلس من قبل الجيش، تواترت الدعوات الأوروبية على حفتر للعودة إلى طاولة الحوار، خصوصا بعد وضوح التوافق الأوروبي والدولي على ضرورة وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

الوضع اختلف ميدانيا في طرابلس
الوضع اختلف ميدانيا في طرابلس

وفشل السراج خلال زيارة قام بها إلى كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في الحصول على تأييد أوروبي يدعم موقف ميليشيات طرابلس التي ترفض وقف إطلاق النار قبل عودة الجيش إلى مواقعه في الشرق.

وكان السراج قد استحضر فزاعة الهجرة في محاولة لاستدعاء تدخل أوروبي أقوى لوقف عملية طرابلس، حيث حذر في وقت سابق خلال مقابلتين مع صحيفتين إيطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية.

وبعد جولة السراج ندد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بالتصعيد العسكري في طرابلس ووصفه بأنه تهديد للأمن الدولي، داعيا الأطراف المتحاربة في ليبيا الالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى جهود الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.

كما طالبت الخارجية الفرنسية أمس الأربعاء الأطراف الليبية بتحمل مسؤولياتهم وتنفيذ التزاماتهم التي قطعوها في مؤتمرات باریس وبالیرمو وأبوظبي.

يذكر أن خليفة حفتر التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس الماضي في القاهرة، وهي ثاني زيارة له إلى مصر منذ إطلاق عملية طرابلس مطلع أبريل/نيسان الماضي.
وأكد السيسي خلال الزيارة على دعم بلاده "جهود مكافحة الإرهاب، لتحقيق الأمن والاستقرار، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية في استعادة مقومات الشرعية".