رياح التغيير تهب على يوبيسوفت بفضل حركة أنا ايضا

المجموعة العملاقة في مجال تطوير ألعاب الفيديو تعلن رحيل مسؤولين كبار فيها بعد اتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسي وتتعهد بتغييرات جذرية في طريقة عمل فرق الابتكار.

باريس – أعلنت شركة "يوبيسوفت" لإنتاج ألعاب الفيديو التي يواجه بعض كوادرها اتهامات بالاعتداء والتحرش الجنسيين، رحيل مسؤولين كبار عدة من صفوفها من بينهم المسؤول الثاني فيها ومديرة الموارد البشرية.
ويرى خبراء ان حركة #مي تو (انا ايضا) التي تناهض العنف والاعتداء الجنسي على النساء نجحت في احداث التغيير في الشركة العملاقة في مجال الترفيه.
وأوضحت الشركة وهي من أكبر المجموعات المنتجة لألعاب الفيديو، في بيان نشر ليل السبت الأحد أن الاجراءات التي تشمل أيضا رئيس استوديوهات يوبيسوفت في كندا "أتت بعد فحص دقيق أجرته الشركة ردا على ادعاءات واتهامات في الفترة الأخيرة بإساءة السلوك وتصرفات غير لائقة". وأكدت تصميمها "على تطبيق تغييرات كبيرة في ثقافة عملها".
وفي التفاصيل اختار المسؤول الثاني في الشركة العملاقة "سيرج هاسكويه الاستقالة من منصبه كرئيس لدائرة الابتكار مع مفعول فوري وسيتولى المنصب بالإنابة إيف غيمو رئيس مجلس إدارة يوبيسوفت" على ما أوضحت الشركة التي أعلنت في 26 حزيران/يونيو أنها تحقق في ادعاءات عنف وتحرش جنسيين طالت كوادر في دول عدة.
وقال غيمو في البيان "عجزت يوبيسوفت عن ضمان بيئة عمل آمنة لموظفيها. هذا غير مقبول. فكل تصرف مضر يتعارض تماما مع القيم التي لم أساوم ولن أساوم يومها عليها".
وسيشرف غيمو "شخصيا على تغيير جذري في طريقة عمل فرق الابتكار” على ما أكدت الشركة التي تقف وراء ألعاب ناجحة جدا مثل “أساسنز كريد” و”فار كراي” ورايمان” و”ذي كرو".
وتضم الشركة الفرنسية 18 ألف موظف عبر العالم.
تسببت حركة #مي تو التي تشكلت إثر الاتهامات الموجهة ضد المنتج الكبير هارفي واينستين بسقوط الكثير من النافذين في هوليوود، إلا أن أطرافا كثيرة ترى أن أوساط الترفيه يجب أن تضاعف الجهود لتغيير ثقافتها وممارساتها في هذا المجال.
أدانت محكمة في نيويورك المنتج والمخرج السينمائي الأميركي السابق هارفي واينستين بالاعتداء الجنسي والاغتصاب واقتيد إلى السجن مقيد اليدين، في خطوة تمثل انتصارا لحركة #مي تو التي شجعت النساء على فضح سوء سلوك رجال من ذوي النفوذ.
وسمحت فضيحة واينستين أيضا بتشكيل جمعيات مثل "تايمز آب" التي تكافح ضد العنف الجنسي في أوساط الترفيه وتدعم الضحايا نفسيا وماديا في مساعيهن.
ويرى خبراء ان "#مي تو أعطت دفعا لكن تغيير الذهنيات يحتاج إلى وقت بالخصوص داخل الشركات العملاقة".
وتقول الصحافية كيم ماسترز في مجلة "هوليوود ريبورتر"، "ثمة الكثير من الحالات تقول فيها الشركة نحن لا نسمح بأمور كهذه+ لكن يتبين أنها سمحت بها في الواقع".
وتكتب ماسترز منذ عقود عن قضايا تحرش في أوساط الترفيه وتؤكد أنها لم تلاحظ أي تغيير كبير.
وتوضح الصحافية متنهدة "أحيانا يهددونا بالمحاكمة ويحاولون ثنينا عن النشر (…) وفي النهاية يقولون "نأخذ ذلك على محمل الجد".
أما زميلتها جودي كانتور، فرأت أن أوساط الترفيه أدركت أن محاولة طمر قضية تلحق ضررا على صعيد السمعة أكبر مما يلحقه إيجاد حل لها، إلا أن أي اجراءات لم تتخذ "على الصعيدين القانوني والبنوي".
وتؤكد "الأمر يثير الاضطراب لأن كل شيء تغير ولم يتغير شيء".