زخم دبلوماسي أوروبي لكبح التدخل العسكري التركي في ليبيا

قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون برئيس حكومة الوفاق في بروكسل على وقع التدخل التركي في الأزمة الليبية ووسط مخاوف من إنعاش تركيا للجماعات المتشددة في الساحة الليبية.
السراج في بروكسل وسط مساع أوروبية للتهدئة
رئيس الوزراء الايطالي يجتمع مع حفتر ويستعد لاجتماع آخر مع السراج
التدخل العسكري التركي في ليبيا يستنفر أوروبا القلقة من الهجرة والإرهاب

بروكسل - اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء برئيس سلطة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في بروكسل، فيما أعلن مصدر من الحكومة الايطالية أن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذي التقى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في روما، سيلتقي في وقت لاحق من مساء الأربعاء بالسراج.

ويأتي الزخم الدبلوماسي الأوروبي على وقع التدخل العسكري التركي في الأزمة الليبية، فيما تخشى بروكسل من أن تدفع الانتهاكات التركية للمواثيق والقرارات الدولية من اتساع نطاق الصراع الليبي وأيضا من حدوث موجات هجرة من ليبيا إلى أوروبا.

ويسعى الأوروبيون لاحتواء الأزمة المتصاعدة جنوب القارة الأوروبية في ظل المخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

والتقى السرّاج الذي تواجه حكومته هجوما تشنّه قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي حذّر في وقت سابق من أن ليبيا أمام "مرحلة فاصة".

وجاء تحذير بوريل بعد ما حررت قوات حفتر مدينة سرت الساحلية من ميليشيات إرهابية تابعة لحكومة الوفاق.

وإلى جانب بوريل، التقى السرّاج برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي شارك قبل يوم بمحادثات عاجلة تتعلق بالشأن الليبي مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والإيطالي.

أوروبا تخشى من صراع اقليمي بسبب التدخل التركي العسكري في ليبيا
أوروبا تخشى من صراع اقليمي بسبب التدخل التركي العسكري في ليبيا

وحذّر بوريل من أن "الوضع غاية في الخطورة"، بعدما أدان الثلاثاء التدخل التركي في النزاع الليبي. ومن المقرر أن يصل شارل ميشال إلى تركيا نهاية الأسبوع لعقد محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأفادت أنقرة بأنها أرسلت 35 جنديا تركيا كانوا يجرون عمليات تدريب وتنسيق لدعم حكومة الوفاق الوطني، مصرّة على أنهم لن ينخرطوا في أي عمليات قتالية.

وتعيش ليبيا منذ إطاحة نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية بينما انقسمت السلطة فيها بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وحكومة مؤقتة في شرق البلاد رفضت الاعتراف بحكومة السراج لأنها لم تحصل على ثقة البرلمان.

وتصاعدت حدة التوتر العام الماضي عندما شنّ الجيش الوطني الليبي هجوما لتحرير العاصمة طرابلس.

ويسعى الاتحاد الأوروبي لمنع خروج النزاع عن السيطرة خشية استغلال مجموعات إرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية الوضع لشن هجمات ووسط قلق من أن الاضطرابات قد تدفع مزيدا من المهاجرين لعبور المتوسط باتّجاه القارة.

حفتر بحث مع رئيس الحكومة الايطالية تطورات الوضع في ليبيا
حفتر بحث مع رئيس الحكومة الايطالية تطورات الوضع في ليبيا

وقال مصدر بالحكومة الإيطالية إن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر سيجتمع اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في روما، وسط نداءات لوقف إطلاق النار بين قوات حفتر وقوات السراج.

ويأتي اللقاء بين حفتر وكونتي بينما قال مصدر بالحكومة الإيطالية إن السراج سيجتمع مع رئيس الوزراء الإيطالي في وقت لاحق من مساء الأربعاء.

وخلال اليوم اجتمع كونتي مع حفتر في الوقت الذي دعت فيه روسيا وتركيا إلى وقف إطلاق النار في ليبيا.

ودعت موسكو وأنقرة جميع الأطراف في ليبيا لوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليلة 12 يناير/كانون الثاني وذلك بعد محادثات بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين.

وفي بيان مشترك دعا أردوغان وبوتين جميع الأطراف في ليبيا إلى "إعلان وقف دائم لإطلاق النار مدعوما بالإجراءات اللازمة التي يتعين اتخاذها من أجل استقرار الوضع على الأرض وعودة حياة الناس اليومية في طرابلس وغيرها من المدن إلى طبيعتها".

وتأتي هذه الدعوة بينما تواجه تركيا انتقادات دولية حادة على خلفية تدخلها العسكري في ليبيا دعما لحكومة الوفاق التي تعتبرها قيادة الجيش الليبي واجهة سياسية لجماعة الاخوان المسلمين.