زلزال يضرب إسطنبول يعيد إلى الأذهان كارثة 2023

إصابة 151 شخصا بسبب حالات القفز من المنازل نتيجة الهلع من الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجة.

أنقرة - أصيب أكثر من 150 شخصا عندما قفزوا من المباني بعد أن هز زلزال قوته 6.2 درجة إسطنبول اليوم الأربعاء وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها المدينة في السنوات القليلة الماضية، فيما أعاد إلى الأذهان الزلزال الذي هز تركيا وسوريا في العام 2023 وكشف عن تفشي الفساد في قطاع البناء التركي، بينما لا يزال المتضررون من الكارثة ينتظرون الوفاء بالوعود التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتجمع كثيرون في متنزهات وجلس آخرون خارج البنايات والمنازل في وسط إسطنبول مع توالي الهزات الارتدادية.

وقال مكتب رئيس بلدية إسطنبول إن 151 شخصا أصيبوا وتلقوا العلاج في المستشفيات بعد أن قفزوا من المباني ذعرا خلال الزلزال لكن أيا منهم لا يعاني من حالة حرجة.

وأفاد المكتب بأن مبنى خاليا في وسط إسطنبول انهار دون إصابة أي أشخاص بأذى في محيطه، ولم تلحق أي أضرار بالبنية التحتية للطاقة أو المياه في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليونا والواقعة على الضفتين الأوروبية والآسيوية لمضيق البوسفور. وأغلقت بعض المتاجر أبوابها.

وأعلنت تركيا تعليق الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية والوقفية بإسطنبول الخميس والجمعة، بسبب تبعات الزلزال الذي شهدته المدينة الأربعاء.

وأوضح وزير التعليم التركي يوسف تكين في منشور على منصة "إكس" الأربعاء أن المدارس لم تشهد أي حوادث أو آثار سلبية نتيجة الزلزال، موضحا "تماشيا مع الحاجة إلى مساحات آمنة، فإن حدائق مدارسنا مفتوحة لجميع المواطنين".

وشهدت تركيا في فبراير/شباط 2023 أعنف زلزال في تاريخها الحديث، إذ كانت قوته 7.8 درجة مما تسبب في دمار واسع وأودى بحياة أكثر من 55 ألفا وإصابة أكثر من 107 آلاف في جنوب تركيا وشمال سوريا.

وسعت أنقرة حينها إلى احتواء غضب شعبي في المناطق المنكوبة والتغطية على الإخفاق في التعامل مع الكارثة بعد بطء في التدخل وفوضى عارمة أربكت الأجهزة المختصة وتأخر نشر الجيش.

وقدمت السلطات التركية أكباش فداء للتغطية على فشلها في إدارة الأزمة وصدرت أحكام بالسجن على 189 شخصا، أدين العديد منهم بتهمة "الإهمال" في تشييد المباني، فيما تجري حاليا 1342 محاكمة تشمل 1850 متهما.

ولا يزال مئات الآلاف من المتضررين من ذلك الزلزال مشردين ويعيش الكثير منهم في إيواء مؤقت. وأعاد الزلزال الجديد إلى الذاكرة زلزالا وقع قرب إسطنبول في 1999 وأودى بحياة نحو 17 ألفا.

ووقع الزلزال الساعة 1249 بالتوقيت المحلي (09:49 بتوقيت غرينتش) ومركزه في منطقة سيليفري على بعد 80 كيلومترا إلى الغرب من إسطنبول. وذكرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن مركز الزلزال كان على عمق 6.92 كيلومتر.

وقال عبدالقادر أورال أوغلو وزير النقل والبنى التحتية إن عمليات المسح والتفقد الأولية لم تكشف حتى الآن عن أي أضرار لحقت بالطرق السريعة والمطارات والقطارات وقطارات الأنفاق.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر منصة "إكس" إنه يتابع الموقف وأصدر مكتبه إرشادات للسكان في حالة وقوع المزيد من الزلازل.

وتقع تركيا فوق صدعين تسببا في العديد من المآسي في الماضي. وتعيش إسطنبول خصوصا في خوف من "الزلزال الكبير" كونها تقع على مسافة 20 كيلومترا من صدع شمال الأناضول، ويتوقع الخبراء الأكثر تشاؤما وقوع زلزال قوي بحلول عام 2030، قد يتسبب في انهيار جزئي أو كلي لمئات الآلاف من المباني.

وكتب البروفيسور ناجي غورور، أحد أبرز علماء الزلازل في البلاد، على إكس أن زلزال اليوم الأربعاء ليس ذاك الزلزال الذي يتوجسون منه، بقوله "هذه الهزات ليست الزلازل الكبرى التي نتوقعها في مرمرة. الزلزال الحقيقي هنا سيكون أقوى وأعلى من 7 درجات"، داعيا "السكان والحكومة إلى اتخاذ الاحتياطات حتى في حالة عدم وجود زلزال... لإعداد المدينة" لكارثة مماثلة.

وتضم منطقة سيليفري أحد أكبر سجون البلاد، وفيه يُحتجز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، ورجل الأعمال راعي المؤسسات الخيرية عثمان كافالا. وإلى هذا السجن نُقل العديد من المتظاهرين الذين أوقفوا خلال موجة الاحتجاجات التي أعقبت اعتقال إمام أوغلو في 19 مارس/آذار.

وذكرت شبكة التضامن بين أهالي الطلاب الموقوفين على "إكس" أن السجن لم يتعرض لأي ضرر.