زهرة إبراهيم: مسرحة القصيد حنين إلى جينيالوجيا الفعل الجمالي

دار الشعر"بمراكش، بتنسيق مع فرقة "دوز تمسرح"  تنظم ندوة بعنوان "مسرحة الشعر: من القصيدة الى المسرحية".
آراء المتدخلين توقفت عند أسئلة مركزية في مقاربتها لفعل التلقي
أسئلة الكتابة الدرامية في علاقتها بالشعر
قدرة المسرح على تمثل روح الشعر وعوالمه، للعبور الى "فعل مسرحي" بقوة بصرية

مراكش (المغرب) ـ نظمت "دار الشعر" بمراكش، بتنسيق مع فرقة "دوز تمسرح" بمراكش في إطار التوطين المسرحي لموسم 2018، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بالمكتبة الوسائطية المركز الثقافي الداوديات، وبحضور لفيف من الطلبة والباحثين والمبدعين، ندوة "مسرحة الشعر: من القصيدة الى المسرحية"، عرفت مشاركة فعلية لكل من الشاعر والاعلامي ياسين عدنان، والناقدة الدكتورة زهرة ابراهيم، والفنان والمخرج أيوب العياسي. وتوقفت المداخلات عند محاولات لاستقصاء هذا الحوار والعبور الجمالي والإبداعي للشعر الى عوالم فنية، وخصوصا المسرح.
كما انفتحت الندوة على أسئلة راهنية اليوم، في محاولة لتملس هذا العبور الإبداعي والجمالي، انتهاء بمحاولة قراءة "مسرحة الشعر" في جوانبها الدراماتورجية والنقدية. وتوقفت آراء المتدخلين عند أسئلة مركزية، في مقاربتها لفعل التلقي، وأسئلة الكتابة الدرامية في علاقتها بالشعر، انتهاء بالكتابة الثانية الركحية، والتي تسعى لفعل تحقق مسرحي لعوالم شعرية منفتحة على التجريب. هذا الأخير الذي يطرح، هو نفسه، سؤالا آخر يتمثل في قدرة المسرح على تمثل روح الشعر وعوالمه، للعبور الى "فعل مسرحي" بقوة بصرية.
وقدم الشاعر ياسين عدنان، من خلال شهادة عميقة، رؤية من الداخل من خلال العودة للحظتين أساسيتين، ولاشتغال نصي لقصائده ومسرحتها. الفنانة لطيفة أحرار في مسرحية "كفر ناعوم" والعرض المسرحي "العابر" للمخرج أيوب العياسي. وكلاهما انشغلا بالنص الشعري، ونقلاه إلى المسرح بحوافز ورؤية ذاتية مختلفة. وسرد الشاعر عدنان لحظة ميلاد مسرحية "كفر ناعوم"، والتي استجاب من خلالها النص الشعري لبعض من انشغالات الفنانة حينها. فيما اختار المخرج أيوب العياسي، مقاطع شعرية من العابر كي يحقق فعلا التمسرح، بوعي "سينمائي" ودراماتورجي خاص.

التلاقح بين جنسين
فاعلية إبداعية خصبة

تحدث المخرج أيوب العياسي، الشاعر والمسرحي والسينمائي، على لحظات اختياره لنص العابر، ومن زاوية تقنية، اتجه الى اعتباره نصا بأصوات متعددة، وهو ما استجاب لرؤيته المسرحية. ومن هذه الزاوية، عاد المخرج الى سرد تفاصيل انتقال النص الشعري الى التحقق المسرحي، منوها الى قدرة الشعر أحيانا على إعطاء ملمح نص درامي، حواري يمكن من الانتقال الى التحقق المسرحي. صاحب "مسرحية "شظايا" سبق له أن خلق تراكمات مسرحية، عبر اشتغاله على نصوص الشاعر إدريس الملياني، وشعراء أخرين، كما سبق له أن نقل نص صلاح الوديع العريس إلى المسرح. ويعتبر أن الرهان على النص الشعري، ومسرحته، جزء من رهان جمالي خاص.
الناقدة الدكتورة زهرة ابراهيم قدمت ورقة وسمتها بـ "مسرحة القصيد حنين إلى جينيالوجيا الفعل الجمالي"، متوقفة عند شروط الاستحالة وممكنات التفاعل، منطلقة من أسئلة منهجية من قبيل: عم يبحث المسرح المعاصر في القصيدة؟ وهل نضب معين الكتابة المسرحية النثرية لنبحث عن فرشات درامية أو ما بعد درامية في القصيدة؟ وكيف نحترز من مسرحة القصيدة لأنها غواية مسالك شائكة غير مأمونة العواقب؟ وهل كل قصيدة قابلة لتصير منجزا ركحيا؟ وتعتبر الباحثة أن تفكيك العالم الغنائي وإعادة صياغة العالم الدرامي يتطلب متدخلين ومخططات، من قبيل الشاعر والدراماتورج والمخرج والممثل. 
ولكي نحمي القصيدة الممسرحة، تشير الباحثة الى ضرورة تأسيس من الهوية الإبداعية للقصيدة الممسرحة قاعدة جمالية في شاعرية Poéticité  المسرح المعاصر.
حاولت الندوة الاقتراب من هذا التلاقح بين جنسين، ظلا مرتبطين منذ القدم. ورغم تباين سماتهما العامة وسياقات تداولهما، إلا أنهما قادران على التناغم في اتجاه خلق فاعلية إبداعية خصبة، وإعطاء المسرح تلك الشحنة البصرية والجمالية، والمؤثرة في فعل التلقي.