زياد غرسة شيخ المالوف التونسي يبكي حال بلاده

زياد غرسة المعروف بمحافظته على هوية فنية تونسية متفردة يسلط الضوء في أغنيته الجديدة على الفقر والتهميش والبطالة والهجرة غير الشرعية.

تونس – نجح الفنان التونسي زياد غرسة المعروف بمحافظته طوال مسيرته المهنية على هوية فنية تونسية متفردة مطبوعة بإتقان المألوف وعزف العود بمهارة في تغيير جلده الفني والتحول الى الأغاني التي تعبر عن قضايا مجتمعية هادفة.
وقد أصدر زياد غرسة أغنية جديدة تحمل اسم "حال بلادي" وكانت من الممكن ان تمر مرور الكرام لو قام فنان اخر بغنائها الا انها مثلت مفاجأة للشعب التونسي لأنها حملت إمضاء واحد من أعمدة الموسيقى الأصيلة في تونس والملقب بـ"شيخ المالوف".
 وكلمات الأغنية الجديدة التي طرحها زياد غرسة على قناته على يوتيوب ثورية وشبابية وقريبة من عالم الراب وهي تبرز معاناة التونسيين في ظل الفقر والتهميش وارتفاع الأسعار كما انها تتطرق الى الطبقة السياسية الحاكمة واضطرار الشباب الى الهجرة غير الشرعية وركوب قوارب الموت في ظل انتشار البطالة والتهميش.
وتساهم الأغنية الجديدة التي يرثي ويبكي فيها الفنان التونسي وضعية بلاده في تحقيق نقلة فنية في مسيرة فنان اشتهر بالمالوف.
ومن بين كلماتها
حَالْ بْلاَدِي رَاهُو يْحَيَّرْ  عْلاَشْ هَكَّة بِاللّهِ عْلاَشْ
مَا فْهِمْتِشْ آشْ اللّي تْغَيّرْ  هَالغُمَّة زَعْمَة لْوَقْتَا
المُوَاطِنْ وَلّى مَسْجُونْ  هَايِمْ حَايِرْ كِي المَجْنُونْ
زِيدْ غَلّيتُوا عْلِيهْ السُّومْ صَبْرُو نْفِذْ وَفَاضْ الكَاسْ
التُّونْسِي وَلَّى مَهْمُومْ  يُشُوفْ الدُّنْيَا بْكُلّهَا غْيُومْ
نْهَارْ وْلِيلْ عَايْشْ مَحْرُومْ  قُوتْ صْغَارُو مَا ثَمَّاشْ
فِينِكْ يَا تُونِسْنَا الزّينَة  تْوَحَشْتِكْ يَا عْزِيزَة عْلِينَا
مَا ثَمَّة كَانْ المَاكِينَة  تِرْحِي فِينَا بِالمِهْرَاسْ
الزَوَّالِي عْبَثْتُوا بِيهْ  خُبْزْ أَوْلاَدُو ضَاعْ عْلِيهْ
البَطَّالْ مْشَاتْ عْلِيهْ  عَايِشْ فِي الحُڤْرَة يِزّيهْ
هْجَرْ عَايِلْتَه وَمَّالِيهْ  فِلْمبَادُوزَة تْمَرْمِدْ وِنْدَاسْ
ويعتبر زياد غرسة من بين أحد أهم حرّاس معبد الفن الأندلسي التونسي المعروف بالمالوف، وهو ابن الفنان الشهير الطاهر غرسة الذي تعلّم بدوره على يد الشيخ خميّس ترنان أحد أهم قامات الفن التونسي.
وزياد يعتبر من الفنانين القلائل المختصين والمحافظين على التراث التونسي والمغاربي الأندلسي حيث قدم العديد من الإنتاجات الموسيقية المستوحاة من المالوف.
وطلما ربطت حفلات زياد غرسة جسور التواصل مع الموروث الطربي النابع من نبضات المالوف والألحان التونسية القديمة.
وتغنى الفنان التونسي الذي يعتبر سفيرا للفن التونسي الاصيل في حفلاته بموشحات المالوف وتحول بالغناء والموسيقى من وصف المرأة وجمالها وسحرها الفتان إلى مدح الذات الإلهية في نفس صوفي.
ولطالما ضرب زياد غرسه موعدا مع عشاق الفن الاصيل في  حفلات فنية تونسية وعربية فاحت منها أجواء أندلسية وطغى عليها عبق الأصالة والتاريخ وقدّم خلالها "شيخ الموسيقى التونسية" موشحات غنائية ووصلات من المالوف الأندلسي.
وتخللت عروضه موشحات "قاضي العشق" مرورا بـ"ما كنت أدري" إلى "يا ناس جراتلي غرائب" وصولا إلى "شوشانة".
ولم يكتف زياد غرسة بوصلات من موشحات المالوف بل حاول تقديم أغان من انتاجاته الخاصة على النمط الأندلسي مثل "يا ميمة"من كلمات على الورتاني و"وقفو البنات في البراكن" من كلمات علي اللواتي.