السوداني يزور تركيا لمناقشة ملفات حارقة

رئيس الوزراء العراقي سيبحث مع المسؤولين الأتراك في أنقرة التوغل الإسرائيلي في سوريا وملفات حزب العمال الكردستاني والمياه وتصدير النفط والتعاون الاقتصادي.
رئيس الوزراء العراقي سيحث مشروع طريق التنمية في أنقرة

بغداد - يؤدي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة إلى تركيا في الفترة المقبلة، حيث تندرج ضمن سياق تحولات سياسية وأمنية عميقة تشهدها المنطقة. الزيارة التي من المنتظر أن تكون محورية، تتناول العديد من القضايا الثنائية والإقليمية التي تهم كل من بغداد وأنقرة، وفي مقدمتها التصعيد الإسرائيلي في سوريا وملف المياه، والأمن على الحدود، وتصدير النفط والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي زيارة السوداني إلى تركيا في ظل تصعيد إسرائيلي ملحوظ في سوريا، حيث يستمر الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية، وهو ما يعكس التوترات الإقليمية المتزايدة. ويمثل هذا التصعيد تهديدًا للعديد من الدول المجاورة، خاصة العراق وتركيا، التي تتأثر بالأمن الإقليمي المضطرب. هذا الوضع يفتح المجال لمزيد من التعاون بين البلدين لمواجهة التهديدات الإسرائيلية عبر دعم دمشق.
ومن غير المستبعد ان يدعم السوداني الحضور العسكري التركي في سوريا لمواجهة التوغلات الإسرائيلية خاصة وان رئيس الوزراء العراقي اتصل في فترة سابقة بالرئيس السوري احمد الشرع وعبر له عن دعمه لاستقرار سوريا في مواجهة التحديات التي تواجهها بما فيها التصعيد الإسرائيلي.
ونددت الخارجية العراقية بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا فيما فهم انه دعم للحكومة السورية في مواجهة خطر التمدد الصهيوني. وكان السوداني طالب مرارا الشرع بالعمل على مواجهة التوغلات الإسرائيلية كشرط أساسي لدفع التعاون.
ومن أبرز القضايا التي سيتناولها السوداني خلال الزيارة كذلك، هو تعزيز التعاون الأمني. وبحسب مختار الموسوي، عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في تصريح لموقع " بغداد اليوم"، فإن "الزيارة تمثل فرصة لتفعيل التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، أهمها ضبط الحدود ومكافحة الأنشطة الإرهابية".

الزيارة تمثل فرصة لتفعيل التعاون بين البلدين في ضبط الحدود 

ويتمتع العراق وتركيا بتحديات أمنية مشتركة، حيث يشترك البلدان في مواجهة التهديدات الأمني التي مصدرها تنظيمات مسلحة مثل حزب العمال الكردستاني. هذا الملف، الذي يتطلب تنسيقًا أمنيًا عالي المستوى، سيكون أحد أهم محاور المناقشات بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكانت بغداد دعمت الاتفاق بين انقرة وزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان لإنهاء الصراع المسلح كونه سينعكس إيجابا على امنها داعية الجيش التركي والمتمردين الاكراد للانسحاب من الأراضي العراقية وفقا لذلك.
وفي الوقت الذي يعاني فيه العراق من أزمة جفاف تهدد موارده المائية، يصبح ملف المياه من الأولويات التي ستتم مناقشتها بين الجانبين العراقي والتركي. ويعاني العراق من انخفاض حاد في منسوب المياه بسبب سياسات تركيا في بناء السدود على نهري دجلة والفرات، ما يهدد الحياة في العديد من المناطق العراقية، خصوصًا في فصل الصيف. وتسعى الحكومة العراقية لضمان حصتها العادلة من المياه، وهو ما يعكس أهمية التفاهمات بين بغداد وأنقرة في هذا المجال.
وأكد الموسوي في تصريحاته على أن "العراق يسعى للحصول على حصته العادلة من المياه من تركيا، خاصة في ظل الأزمات المائية التي يواجهها البلد". ويعتبر التعاون المشترك بين العراق وتركيا في هذا المجال ضرورة لضمان استدامة الموارد المائية وحماية حياة المواطنين العراقيين من تأثيرات الجفاف المتفاقم.
وعلى الجانب الاقتصادي، من المتوقع أن تتناول الزيارة أيضًا ملفات هامة مثل استئناف تصدير نفط كردستان إلى تركيا، وهي خطوة قد تسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين في قطاع الطاقة. 
وتعتبر تركيا أحد أبرز الشركاء التجاريين للعراق، ولا سيما في مجال تصدير النفط، مما يجعل استئناف الصادرات النفطية من كردستان العراق إلى تركيا أمرًا ذا أهمية كبيرة. كما أن مشروع "طريق التنمية"، الذي يعد من المشاريع الكبرى التي يتطلع إليها العراق وتركيا، سيحظى باهتمام خاص خلال الزيارة. 
وسيعزز هذا المشروع الذي يهدف إلى ربط العراق بتركيا بشبكة من الطرق البرية والمواصلات التجارية، من التبادل التجاري بين البلدين ويسهم في تحسين البنية التحتية الاقتصادية.
ولا تقتصر الزيارة المرتقبة على القضايا الثنائية فقط، بل تشمل أيضًا ملفات إقليمية ودولية حساسة. في ظل الأوضاع المتقلبة في سوريا، والتوترات بين إيران والولايات المتحدة، يُتوقع أن يكون هناك تبادل للرؤى حول كيفية التعامل مع هذه التحديات. وقد تلعب العلاقة الاستراتيجية بين العراق وتركيا دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، كما أن التنسيق الأمني بين الجانبين سيكون له تأثير كبير في معالجة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.