سعد الله ونوس في "طقوس الإشارات والتحوّلات"

النصّ يمنح المرأة مساحة مهمّة في الأحداث، ويعالج قضيتها في كونها بشرًا من حيث العواطف والأحاسيس والأفكار، التي تتساوى فيها مع الرجل.
الموت واستحالة الحبّ مع الجنس الملطّخ بقهر الجّسد ونفيه وتطويعه
النصّ مؤسّس على قراءة الجّسد وتحولاته في ظلّ أعراف وقيم دينيّة ودنيويّة هشّة
كبح الرغبات وقمع الشهوات الدنيوية يحيل بسلوك صاحبها إلى ممارسة الموبقات بالخفاء

بقلم: د. أدهم مسعود القاق
كتبها في 1994، وتتحدّث عن عاصفة تحوّلات شهدتها شخصيات أرستقراطية دمشقيّة في مجتمع القرن التاسع عشر.
النصّ مؤسّس على قراءة الجّسد وتحولاته في ظلّ أعراف وقيم دينيّة ودنيويّة هشّة؛ تسود الحياة الاجتماعية لمدينة دمشق، وقد ذُكر في مقدّمة المسرحيّة عن أبطالها: "أنّهم ذوات فرديّة تعصف بها الأهواء والنوازع وترهقها الخيارات، وسيكون سوء فهم كبير، إذا لم تُقرَأ هذه الشخصيّات من خلال تفرّدها وكثافة عوالمها الداخلية..." كما ركّز على ضرورة قراءة هذه الشخصيّات عن طريق كثافة عوالمها الداخليّة ونزوعها تجاه فردانيتها.
قُسّم النصّ إلى فصلين: الأول بعنوان: المكائد، والثاني: المصائر، أراد في الفصل الأول أن يظهر شهوات النفس المكبوتة في ساحة اللاوعيّ عند الإنسان، فصاغ من سياق أحداثها حبكة انفتحت على خيارات تعلن عن نفسها في سياق أحداث تدفع الشخصيات بالتوجّه إلى مصائرها، نحو استعادة أمجاد الجسد وتحرير الرغبات المكبوتة، نحو الانفلات من بيئة مجتمعية صاغت علاقات أبنائها وَفق قيمٍ راسخة بنمطيّة تنتصر للكتمان والسرّ على حساب صدق المشاعر والأحاسيس، ومن ثّمّ استحالت إلى عيوب نسقيّة تنهب حياة البشر السويّة.
يقدّم النصّ نقيب الأشراف في بستانه في غوطة دمشق مع الغانية وردة، وهما يمارسان الجنس بكلّ ما يمتلكانه من طاقة على الحياة، ولكنهما لم يبقيا في دائرة الظلّ والكتمان، لأنّ الآخرين يمتلكون أعينًا ومناظير؛ يراقبون غيرهم بصفتهم حراسًا على الفضيلة الزائفة؛ لا سيما إذا كان المراقب من المتخاصمين.
علم المفتي بهذه العلاقة، وكتم معرفته المسبقة عن الواقعة، ثمّ اتفق مع رئيس الدرك، فداهم مزرعته، ومسك بهما متلبّسين بفعل الدعارة، وتمادى كثيرًا في فضح نقيب الأشراف وتجريسه بالمدينة، فأبدى المفتي غضبه من تصرّف رئيس الدرك، لأنّه يريد فضيحة وجُرسة للنقيب؛ تقيله من عمله من دون أن يمسّ نقابة الإشراف أو يهتزّ مقام منصبه لدى الناس، لأنّه بذلك يصيب هيبة الدولة ويهين المناصب، فاستدعى زوجته مؤمنة وطلب منها إنقاذ زوجها، بأن تحلّ محلّ الغانيّة وردة، ليكون الفسق شرعيًّا على سنّة الله ورسوله؛ ولأنّ مؤمنة تعرف عن أبيها الشيخ الشهير وأخيها الكبير سلوكًا مفعمًا بالفسق والفجور، وملوّنًا بشهوات النفس؛ التي لم يُعَرَف لها حدّ، وتذكرت كيف كان أبوها يعلّم خادماته أساليب الفسق ودرجاته، ثم يتبعه ابنه بمضاجعتهن، فهي توّاقة لتتجاوز ذاتها بالابتعاد مع جسدها بعيدًا عن زيف بيئتها، تاقت نفسها: "لتصبح ظاهرة تقلقل وتخلخل علاقات المدينة وبنيتها الدينية الساكنة، إنها تهزّ نوسان المجتمع وتحطّم خرافاته وأشكال تخلّف بنيته الاجتماعية". 
عاشت مؤمنة في بيت توطّنت فيه روائح الشهوات الإيروسيّة التي ملأت أعطاف أبيها الشيخ الجليل وأخيها، وكانت وردة إحداهن التي أخبرت مؤمنة أن أباها الشيخ الجليل اشتراها من أهلها، لأنهم كانوا محتاجين إلى الأكل، وكان يلحظها بعنايته، وأكملت قصتها:
- "... وقبل أن أحيض كان قد كشف لي الطريق، وسار معي فيه، كان يفسق بي، وهو يعلّمني طبقات الفسق ومراتبه". ثمّ ذكرت لها كيف كان يتناوب عليّها الأب والابن، اللذان ألقوا بها في الشارع فيما بعد. 
وكانت مؤمنة قد تزوجت من نقيب الأشراف قبل ذلك، فلم يتغيّر عليها شيء، كانت تَلْحظ انشغال زوجها بغانياته وبفسقه مبتعدًا عنها، حتى تمكّن من إبقائها حبيسة أمام همّها في المحافظة على شرف عائلتها، فتديّنت وتبعت أصول دينها، والتزمت بطقوسه، ولكنّها لم تستطعْ نسيان ذاتها وفرديتها المفعمة بطاقات الهوى المتغلغل في جسدها الفائر برغباته نحو المجهول، لم يكن ميسّرًا لها نسيان أعضائها المتفتّحة على حميمية جموح الأجساد لحظة عناق التأوّهات المنبثقة من أعماق الروح المتّحدة مع الموت. 
جاءها المفتي وطلب منها أن تنقذ زوجها من الفضيحة باستبدال عشيقته وردة التي قبض عليها متلبسة معه في مزرعته، وذلك بتنكّر مؤمنة وإحلالها في السجن مكان العشيقة لإدانة رئيس الدرك بدلًا من إدانة نقيب الأشراف، زوجها، وبعد تردّد قبلت إنقاذ زوجها، واشترطت أن تطلّق منه عند انتهاء مهمتها؛ لأنّها تريد أن تُعتق جسدها، وتجعله مستقرًا في مداره الذي خلق له، بعد أن نفّذت المهمةَ وبدخولها السجن مدّعية اعتداء رئيس الدرك على حرمة حياتها الزوجية، أُطلِق سراح زوجها، وأُدينَ قائد الدرك، وحصلت على طلاقها من زوجها نقيب الأشراف، وبدأت طقوس التحوّلات، فمؤمنة بدأت حياة جديدة مستبدلة اسم الماسة بمؤمنة، وتعلّمت فنون الهوى والفسق من وردة، وتحوّلت إلى غانيّة محترفة، واشتهرت بالمدينة، وعرفت بأساليب ممارستها أشكالًا من الجنس غير معهودة، حتّى سمّيت كثير من المنتجات والبضائع باسمها.
 أما زوجها نقيب الأشراف، وبعد إنقاذه من محنته فقد ندم على فعلته وتصوّف تكفيرًا عن سلوكه الشائن متحوّلًا إلى درويش من دراويش أهل الصوفيّة، مهملًا جسده مقنعًا نفسه بترفّعها عن الدنيا طمعًا للفوز بالآخرة، ثمّ تقيم الماسة علاقة مع المفتي الذي ينتصر لجسده بتجريبه اللذة مع الماسة عبر الكثير من فنون العشق والهوى.
في الجزء الثاني، صار اسمها الماسة، وبعد انكشاف هوية الشيخ الجليل أبيها في المشهد الخامس من الجزء الثاني، جاءها لينهيها عن فسقها كرامة له، واجهته: 
- "... أتحدثني أيها الرجل التقي عن التربيّة؟ هل تعرف ما هي النّار التي وشمت جسدي، وأنضجته قبل أوانه؟ إنّها نار الحرقة في دموع أمي، وصمتها الموجوع، إنّها نارُ عينيك اللتين، كانت تلحقان بي في الدار وبيت الخلاء ومحل النوم...". 
ترفض الماسة طلب أبيها الفاسق مبيحة له بما عرفته عن فسقه، ومظهرة كلّ ما يعتلج صدرها من الهوى للجنس والرغبة في الفحش الذي ورثته عنه، كان أبوها يفسق مع الخادمات بأساليب الدعارة كافّة، إلى أن انبرى أخوها الذي كان يشارك في فسق أبيه مع الغانيّات لمواجهتها، وعندما هدّدها بالقتل حماية لشرف العائلة، قالت له:
-"أنا يا صفوان حكاية، والحكاية لا تقتل، أنا وسواس وشوق وغواية. والخناجر لا تستطيع أن تقتل الشوق والوسواس والغواية"، أمّا أخوها صفوان فكان معنيًّا بقتلها غسلًا للعار المزعوم، الذي أصاب العائلة، فتمّ له ما أراده. 
كانت الماسة المفعمة بالأنوثة الخلّاقة ضحيّة مجتمع ذكوريّ لا يعترف إلّا بتسيّد الرجل وغضّ الطرف عن معايبه مع إدانة المرأة، وجاء طقس الموت تعبيرًا عن موت أعزّ ما امتلكته، موت جسدها.
إنّ هذا النصّ يمنح المرأة مساحة مهمّة في الأحداث، ويعالج قضيتها في كونها بشرًا من حيث العواطف والأحاسيس والأفكار، التي تتساوى فيها مع الرجل، ويدينُ عن طريق قصّة مؤمنة – الماسة مجتمعًا أبويًّا ذكوريًّا ظالمًا، يحرم المرأة من ممارسة رغباتها في الحبّ، ويبيح للرجل أشكال الموبقات كلّها. 
أيضًا، يُبرِز هذا النصّ العلاقة الجدليّة الخفيّة بين السلطتين الدينيّة والدنيويّة المنتجة صنوف الشرور كافتها؛ نزولًا لإرضاء الرغبات الدفينة في أعماق النفس البشرية، وتحقيقًا للاحتياجات والشهوات المرتبطة بالحياة القائمة على الظلم والقهر والفساد. 
هكذا أراد ونوس أن يقول: إنّ كبح الرغبات وقمع الشهوات الدنيوية يحيل بسلوك صاحبها إلى ممارسة الموبقات بالخفاء وَفق الإمكانات التي يمتلكها؛ حتّى لو كانت موتًا.
أوصلت تلك النزعات الشهوانيّة التي اتسمت بها شخصيات المسرحية إلى البوح؛ بما يعتلج نفوسها مهدّدة النظام المجتمعيّ وقيمه وقوانينه، فأوصلت أصحابها إلى فعل الجريمة، لا سيّما حينما يتمادى أصحابها بالتوجّه إلى إخضاع بعضهم بعضًا على أرضية النفوذ والسلطة والفحش، مما يفضي إلى مجتمعٍ مفكّكٍ تسوده حالة من الفوضى. 
المسرحية انتهت بقتل الماسة، كما انتهى الملك لير وهاملت عند شكسبير؛ نتيجة نوازع الغيرة والشكّ لدى النفوس الهائجة على دروب اللا وعيّ المتأصّل في سلوك شخوصها منذ سني طفولتها، وباقتدار المبدع تمكّن ونوس من إبراز النوازع النفسيّة لشخصيّات قلقة عاشت في بيئة دمشق المجتمعيّة في القرن التاسع عشر التي تفسّر الانحراف عن قيم المجتمع وأخلاقياته.
بعد أن سيّر ونّوس شخصيات نصّه القلقة على درب تحولات الجسد تعالقًا مع ما يعتريها من تغيّرات نفسيّة واجتماعية، قدّم سردية عن عفصة، وبنى لها حبكة ثانوية معالجًا أحداثًا وقعت مع صديقه عبّاس الذي يلوطه، إذ أوضح أنّ فيزيولوجيا جسده وتكوين شخصية عفصة النفسيّ يتناسب مع المثليّة؛ لتحقيق اللذة الجنسيّة، وبعد أن كان متماهيًّا مع معشوقه عباس بإظهار نفسه فحلًا ذكوريًّا بين أقرانه، تصالح مع جسده، فحلق شاربه وأزال أشعار جسده كلّها؛ إرضاء لميوله الجنسية المثليّة السلبيّة وانتصارًا لضرورة تحوّلات جسده؛ توافقًا مع تركيب جيناته الطبيعيّة، أمّا عبّاس المثليّ الإيجابي؛ فيرفضه لأنّه كان يستمتع جسديًّا معه بشكله الرجوليّ، وأمام نظرات أفراد محيطه الاجتماعيّ المحافظ على الأخلاق، وَفق ما تمليه قواعد الدين الاجتماعيّة عليه المنكرة فعل الجنس المثلي إنكارًا شديدًا، يقول عفصة: 
- "... ولكن ما جدوى الكلام إذا لم يكن هناك من يصغي؟ فقدت مكاني في عيون الناس. والذي كشفت سرّي؛ من أجله رماني وسمّاني عرّة، فماذا بقي أمامي؟ هي خطوة محتومة، وعليّ ان أخطوها، ما أغرب هذه الدنيا...، إنْ كتمتَ وأخفيتَ، عشتَ وتكرّمتَ، وإن صدقتَ وكشفتَ نبذوك وأخرجوك منهم..."، ثم دفعه ونوس للانتحار، كما انتحرت أوفيليا، أمام ضغط المجتمع، وتمامًا كما قُتلت الماسة، أراد ونوس من هذه السردية أن تكون الداعمة لما أدلى به في أحداث نصّه الرئيسة التي حمّلها موضوعًا خطيرًا. 
لقد أولى ونوس في مسرحيته هذه اهتمامًا بالفردانيّة وبالشخصيّة الكونية الشديدة التعقيد، وبهذا المعنى فقد اقترب في معالجته أحداثها المستمدة من  وقائع مسجّلة في تاريخ مدينة دمشق من أن تكون: "الكتابة تضفي الموضوعية على الأنا، وتدرجها في سياق التاريخ، وتقدّم لنا التاريخ مُذَوَتًا والذات مُوَضَّعة"، فقد تمكّن من إبراز كيفية تنظيم الحياة المجتمعية التي ترتكز على إخضاع الجسد تسهيلًا للفعل السياسي المتطلب قدرًا من اندماج الفرد وإذعانه للقيم والعادات والتقاليد، ولكنه أراد - في الوقت نفسه - أن يمجّد الجسد، ويحرّر الرغبة سبيلًا للحرية، ومن هنا، قدّم رجل الدين، المفتي، خارجًا على أعراف مؤسسته الاجتماعية ومعاييرها وفتاواها حينما انتصر لجسده مع الماسة، التي منحته اكتشاف ذاته في المضي إلى نهاية فسقه برغبة جامحة وأشواق محمومة نحو المطلق، وبوصفها نتيجة: تدور أحداث هذه المسرحية حول استحالة الجنس في مجتمع ذكوريّ، ولا تتحدث عن مآزقه الخفيّة وأوهامه، وترفض أيّة صلة للجنس بالعناية الإلهية وبالنصوص الدينيّة.
إنّ هذه المسرحيّة الشفّافة استحقت أن تكون نصًّا إبداعيًّا عالميًّا؛ إذ تُرجِمَتْ للفرنسية وعرضت في ريبرتوار الكوميديّ فرانسيز الفرنسيّة في باريس، وقد قال عنها المخرج الكويتيّ سليمان البسام: "إنّها معاصرتنا، تدخل إلى فرنسا على أنّها تمثّل حالة سوريّة حاضرة أبدًا يتألّق عرضها على خلفية الانتفاضة السورية المسروقة"، وإن كانت هذه المسرحيّة قد صورت حياة الدمشقيين من أبناء الطبقة الأرستقراطيّة في القرن التاسع عشر، فهي عالجت موضوع الجسد بصفته الأكثر أهميّة في قضايا الحياة المعاصرة على المستوى الكونيّ، وعالج ونوس موضوع الجسد بصفته طاقة عاتية جائرة، حينما تعبّر عنه شخصيات تعاني من أزمات نفسيّة شخصيّة، وهذه الشخصيات لا تمثّل مؤسسات مجتمعية إلاّ بالمقدار الذي تتحقّق مصالحها الذاتيّة عن طريقها، وبناء على ذلك فلم يهتمّ ونوس بتوصيف سمات الشخصيّات، فشخصية المفتي عالجها عن طريق فعل صاحبها، كما لم يهتم بسلوكه اليوميّ والحياتيّ، بل قدّمه شخصًا مؤذيًا؛ همّه هو الإيقاع بشخص نقيب الأشراف الماجن نتيجة نزعاته العدوانيّة منه، وتمكّن من تحويله إلى درويش يتسكع أمام الجوامع، حينما استجاب لتحوّلات جسده، وأخضعه في غياهب اللذة الجسديّة وزوابعها الحسّيّة منتقلًا إلى القطب الآخر للذات الإنسانية، وهو الدخول في تجربة الصوفيّة.
ثم قدّمه رجلَ الدين المتواطئ مع زوجة نقيب الأشراف مؤمنة، والمُسهِم في تحويلها إلى الماسة بائعة الهوى، التي قتلها ابنها؛ دفاعًا عن شرف العائلة المزعوم، بعد أن كشف عن زيف ذاك الشرف ووضاعته بإبراز فحش أبيها وأخيها الأكبر وفسقهما في منزل، تفوح منه رائحة النزوات الشهوانية، ثمّ قدّم ونوس عفصة المتماهي مع عبّاس؛ ليثبت أنّ النفس البشرية حينما تتصالح مع جسدها ورغباته وسط مجتمع يحتقر الأجساد ومتعها تتحول إلى حالة من إعصار مدمّر لا يقود إلّا إلى الجنون أو الموت.
إن الوقائع التي ضمّنها ونوس في نصّه المسرحيّ واردة في يوميّات دمشق التي تتسم بالثراء الاجتماعيّ والماديّ، وقد تمكّن من بناء نصّه استلهامًا لعلاقات مدينة عريقة وغنيّة بعلاقات أهلها المدينية التي أضفت على حياة الدمشقيين الخاصّة نكهة مدنيّة فيها ما يميّزها عن المدن المتحضّرة الأخرى.
من عروضها:
عرضت في بيروت، والقاهرة 1997 إخراج: نضال الأشقر. وعلى مسرح الهناجر بالقاهرة 1997م إخراج حسن الوزير. وفي دمشق عرضت 2009 إخراج وسام عربش. وفي باريس، في الكوميدي فرانسيز، عرضت 2013 إخراج سليمان البسام.