سعد مهزرس يضيء على سحر الطبيعة البكر في معرضه
تونس - يبرز الفنان التشكيلي سعد مهزرس من خلال معرضه المنتظم في رواق الهادي التركي بحي المهرجان بالعاصمة التونسية والمتواصلة إلى غاية يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، موهبة عصامية مميزة في الإبداع.
واستمد الفنان عنوان معرضه وهو "du guerbisme au Galaxysme"، من "الڨربة" التي يستخدمها البدو في تخزين المياه وحفظها للشرب، أما المصطلح الثاني، فيشير به إلى المطلق أو الفضاء المفتوح اللامتناهي.
ويقدم الفنان في معرضه 44 لوحة تتميز بتقنيات ومواد فنية متنوعة، تتراوح بين الورق المقوى واللصق والأكريليك، مع توظيف الأعشاب الطبيعية مثل "الشيح" و"الإكليل" للحفاظ على الألوان الحية للطبيعة، وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء.
وينقل هذا الفنان الذي ينحدر من قرية شنني الجبلية بولاية تطاوين، عبر ريشته، عوالم تشكيلية غنية تتجسد فيها الواقعية والتجريب في آن واحد. وتعكس لوحاته تجربة فنية تتجاوز الأبعاد الكلاسيكية للفن التشكيلي لتحمله إلى عوالم لامتناهية فتحر ك فيه ملكة التفكير والتأمل بحثا عن المعنى الوجودي المنشود.
واستمدت لوحات سعد مهزرس جماليتها من سحر الطبيعة البكر العذراء التي لم يعبث بها الإنسان ولم يلوثها، فترجمت مشاعر صاحبها وأحاسيسه وتطلعه إلى عالم حر فسيح تحدوه قيم الإنسانية النبيلة التي تنتصر للطبيعة وللحب والجمال.
ويحول الفنان بعض أعماله بريشته إلى وجع يسكنه، فكأنه يصرخ عاليا للتعبير عن قضايا الأرض والوطن، إذ يجد زائر هذا المعرض نفسه أمام لوحات مشحونة بالطاقة التي جسدتها الألوان أو الخطوط الحادة والمنغلقة على الرسومات. لقد كانت أعماله استذكارا للماضي السعيد حيث للحياة البسيطة معنى ووجودا، لكنها تحولت مع الزمن إلى رحلة من التيه والضياع في عالم لامحدود ولا متناه من "العتمة".
ولم تخل لوحات سعد مهزرس من الأمل والتعبير عن الضوء وسط هذه العتمة، وهي تجسيد لآمال في مستقبل مشرق وحياة أفضل للإنسانية رغم الواقع التراجيدي.