سعوديون يستنجدون بالشاليهات لإتقاء الحر وكورونا

عائلات سعودية تبحث عن وسائل مبتكرة لتخفيف حرارة الصيف في الرياض وتستأجر شاليهات بأسعار معقولة فيها أحواض السباحة ومرافق ترفيهية.
السعودية رفعت حظر التجول بشكل كامل
رؤية 2030 تراهن على النهوض بالسياحة والترفيه

الرياض - في حوض سباحة بشاليه مُستأجر في الرياض، كان أطفال يضحكون بسعادة ويرشون الماء البارد على آبائهم.
فمع استمرار فرض القيود ذات الصلة بفيروس كورونا المستجد وإغلاق كثير من منشآت الترفيه تبحث الأُسر عن وسائل مبتكرة لتخفيف حرارة الصيف القائظ في العاصمة السعودية.
كما يمكن ان تكون الشاليهات من الأماكن التي تقي من الاصابة بكورونا لانها تجمع في الغالب أسرة واحدة وتكون غير مكتظة على خلاف البحر والنزل.
وبينما تتجه الأُسر الأكثر ثراء نحو المناطق الغربية الأكثر برودة بالمملكة تستأجر أُسر أخرى شاليهات بأسعار معقولة وبها أحواض سباحة وغيرها من المرافق الترفيهية لأفرادها.
وقال المهندس رامي عليا، المقيم في السعودية "اليوم كان يوم مميز وغير تقليدي فعلا، خاصة الأربع شهور اللي فيها حجر انحرموا الأطفال من الخروج من المنزل واحنا كمان انحرمنا معاهم من هذا الشي. اليوم جينا وغيرنا جو وانبسطوا الأطفال على غير عادتهم من أربع شهور خاصة مر علينا عيد كمان وكنا في الحجر، اليوم انبسطوا وكانوا سعداء جدا وطبعا سعادتهم من سعادتنا".
وتبلغ قيمة إيجار الشاليه في أي مكان بين 400 ريال وألف ريال سعودي (110-266 دولار) في الليلة الواحدة.
ويشكّل قطاع السياحة والترفيه أحد أهمّ أسس رؤية 2030، وهي خطّة طموحة تهدف لإعداد أكبر اقتصاد عربي لمرحلة ما بعد النفط.
وشهدت السعودية في السنوات الأخيرة سلسلة من الفعاليات الموسيقية والترفيهية غير المسبوقة، وبينها اقامة حفلات لفرق ومغنين غربيين.

وفي 2017، نظمت هيئة الترفيه في المملكة "أكثر من 2000 فعالية شارك فيها أكثر من 100 ألف متطوع". وتزامنت هذه الفعاليات مع خطوات تعبر عن انفتاح اجتماعي متسارع في المملكة المحافظة، وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة، واعادة فتح دور السينما.
وقالت الطفلة لانا سعد الدين "من أول ما بلشت كورونا من أربع شهور ما طلعنا واليوم انبسطت ولعبت ولعبنا مع أصحابنا، كان اليوم يوم حلو".
وقال منذر سعد الدين "اليوم في قمة المرح والانبساط خروجهم للشاليه (الأطفال) المتنفس الوحيد في الرياض لا فيه بحر ولا أي مكان آخر يطلعوا له".
وبينما يستمتع بمنشآت الشاليه مع أفراد أسرته وبعض أصدقائه قال الطفل محمود ضاهر "طبعا اليوم بعد مرور أربع شهور تحررنا، يعني طلعنا، رحنا جينا، كُنا محبوسين بالبيت، لا نروح مدرسة ولا نروح اللي هو حدائق واستراحات، مولات، واليوم عاد خلاص لازم نواجه الفيروس ونطلع وخلاص والحياة مستمرة".
وتجاوز عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في السعودية 200 ألف حالة بينهم 1858 حالة وفاة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة في الأسبوعين الأخيرين.
وقال حسام الدريويش، وهو مدير مركز للشاليهات "مع وجود كورونا الآن ما فيه سفر، الناس مش قادرة تسافر بره فصاير الإقبال على الشاليهات عالي ما شاء الله، الناس صايرة تدور متنفس لها ولأولادها كعوائل يروحون مكان يستأنسوا، المسبح الألعاب المائية المسطحات الخضراء بتكون متنفس جميل ورائع للعائلات والأطفال بالخصوص".
وفرضت المملكة إجراءات صارمة في شهر مارس/آذار لوقف تفشي فيروس كورونا بما في ذلك حظر تجول على مدار الساعة في معظم البلدات والمدن مع عدم السماح لغالبية الناس بالخروج إلا للتسوق الضروري أو لأسباب طبية عاجلة.
لكن الدولة بدأت في تخفيف القيود على الحركة والنشاط التجاري بشكل تدريجي في أيار/مايو ورفعت حظر التجول بشكل كامل الشهر الماضي.
ولا تزال هناك قيود على عمل القاعات الخاصة بحفلات الزفاف وغيرها من المرافق الترفيهية. وقررت الدولة كذلك تحديد عدد الحجاج المحليين الذين يؤدون الفريضة هذا العام بنحو ألف حاج فقط بعد منع المسلمين في الخارج من أداء الفريضة لأول مرة في العصر الحديث.