سعيد يدين التطاول على العلم الوطني في إحدى المسابقات الرياضية

الرئيس التونسي يطالب بمحاسبة المتورطين في تغطية العلم الوطني بقرار من اللجنة العالمية لمكافحة المنشطات.
وزارة الرياضة تقيل عددا من المسؤولين الرياضيين بعد الحادثة

تونس - أدى الرئيس التونسي قيس سعيد زيارة الى المسبح الأولمبي برادس الجمعة بعد أن أثار قرار حجب العلم الوطني امتثالا لعقوبة أصدرتها الجمعية الدولية لمكافحة المنشطات جدلا واسعا مشددا على ادانته التامة لتغطية العلم الوطني بما يمثله من انتهاك للسيادة الوطنية واهانة لرمز الدولة.
وظهر الرئيس التونسي غاضبا ومتشنجا وهو يتحدث لوالي بن عروس عزالدين شلبي مطالبا بمحاسبة كل المسؤولين عما وصفها بالجريمة النكراء واهانة العلم الوطني فيما ظهر الوالي في حالة من الارتباك الشديد متعهدا بتنفيذ قرارات الرئيس.

وبعد زيارة سعيد قررت وزارة الشباب والرياضة التونسية حل مكتب الجامعة التونسية للسباحة وإقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات واعفاء المندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس.
واجتمع الرئيس التونسي بعد الزيارة المفاجئة برئيس الحكومة احمد الحشاني ووزير الشباب والرياضة كمال دقيش ووزيرة العدل ليلى جفال ووزير الداخلية كمال الفقي ومراد سعدان المدير العام للأمن الوطني وحسين الغربي المدير العام امر الحرس الوطني.
وأمر وفق بيان للرئاسة باتخاذ إجراءات فورية على المستويين الجزائي والإداري مؤكدا أن من قام بتغطية العلم التونسي بخرقة من القماش ارتكب جريمة نكراء في حق الشعب التونسي ولا مجال لأن يبقى دون جزاء.
واستهجن سعيد الحادثة قائلا "في بلدنا رايتنا لا ترفع لا بد من تحميل المسؤولية لكل من قام بذلك هذا يعتبر تطاولا على الوطن والشهداء بمن فيهم شهداء القصرين وشهداء الثورة والتحرير الوطني ضد الاستعمار".
وشدد على أن العلم مخضب بالدماء قائلا أن ذلك لا يمكن التساهل معه وتونس قبل اللجنة الأولمبية أو أي لجنة أخرى ولا مجال للتسامح مع أي كان ومن يجعل نفسه فوق القانون فلن نتسامح مع دماء الشهداء منذ الحقبة الاستعمارية".

وكانت اللجنة العالمية لمكافحة المنشطات قررت توقيع العديد من العقوبات على تونس بعد أن اتهمت السلطات بعدم الامتثال للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات.
وقالت اللجنة أن تونس لن تستضيف بطولات إقليمية أو قارية أو عالمية، ولن يسمح برفع العلم التونسي في الألعاب الأولمبية والبارالمبية، حتى تعود البلاد إلى كنف اللجنة وتلتزم بقراراتها.
واضافت انه "لن يكون الممثلون التونسيون مؤهلين أيضا للعمل في لجان أو مجالس إدارة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات".
والجمعة أصدرت السلطات التونسية يوم الجمعة التعديلات القانونية التي طالبت بها الوكالة لكن يبدو أن الأمور باتت تتطور نحو الأسوأ.
وتعتبر حادثة تغطية العلم الوطني الحادثة المهينة الثانية منذ الثورة حيث يتذكر التونسيون قيام أحد السلفيين المتشددين بمحاولة إنزال العلم الوطني في ساحة المركب الجامعي بمنوبة لكن طالبة تونسية تدعى خولة الرشيدي تصدت له.
ويشدد سعيد أنه لا مجال للهيمنة الخارجية على القرارات الوطنية المستقلة او التفريد في السيادة الوطنية تحت أي ذرائع متهما معارضيه باللجوء الى القوى الأجنبية.