سعيد يرفض الانخراط في تكتل جزائري يستهدف المغرب

الرئيس التونسي يؤكد بانه مستمر في دعم اتحاد المغرب العربي ليطمئن من خلال تصريحه المغرب بأن التقارب مع الجزائر لا يعني بالضرورة الوقوف ضد الرباط.
الجزائر تريد فك عزلتها الاقليمية من خلال البوابة التونسية
قيس سعيد يرفض ان تقابل المساعدة الاقتصادية الجزائرية بموقف ضد المغرب

الجزائر - سعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من خلال زيارته الأخيرة إلى تونس لمحاولة الضغط على الرئيس قيس سعيد من اجل الاصطفاف إلى جانب بلاده في الخلاف القائم مع المغرب.
لكن يبدو ان هذه الجهود فشلت فشلا ذريعا رغم الحوافز الاقتصادية التي قدمتها الجزائر للسلطات التونسية من خلال توقيع 27 اتفاقية في مختلف المجالات إضافة الى منح 300 مليون دولار كقروض لتونس التي تعيش على وقع ازمة اقتصادية ومالية.
واجاب الرئيس التونسي على تلك التوقعات بالقول بانه مستمر في دعم اتحاد المغرب العربي ليطمئن من خلاله المغرب بأن التقارب مع الجزائر لا يعني بالضرورة الوقوف ضد الرباط.
وقال قيس سعيد "سنعمل على تجسيد المغرب العربي بمثل هذه اللقاءات"، في إشارة إلى الزيارة التي أداها الرئيس الجزائري إلى تونس.
ويرى مراقبون ان تصريح الرئيس التونسي هو رد على التقارير التي تؤكد بان الجزائر تسعى لتشكيل تكتل مغاربي جديد يستثني المغرب حيث تشير تقارير بان تبون يسعى لاقناع الجانب التونسي بتأييد المواقف الجزائرية في العديد من الملفات من بينها ملف الصحراء المغربية.
وتشعر الجزائر بعزلة في المنطقة خاصة وان علاقتها كذلك بفرنسا متوترة لذلك فهي تريد ان تستغل البوابة التونسية للخروج من تلك العزلة التي فرضها النظام على نفسه وفي اطار محاولات تصدير ازماته الداخلية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد ذويب "من المؤكد أن زيارة الرئيس الجزائري إلى تونس مهمة جدا في سياق وطني ودولي وإقليمي مضطرب جاء في إطار أزمة كورونا التي مست كل البلدان بلا استثناء، والأكيد أن الاتفاقات السبع والعشرين التي تشمل جميع المجالات بين البلدين مهمة جدا وستكون لها انعكاساتها الإيجابية على البلدين الشقيقين وشعبيهما، ولكنّ هناك أيضا مغزى سياسيا بخصوص هذه الزيارة، فالجزائر مثلا علاقاتها الخارجية عامة متوترة خاصة مع المغرب ومع فرنسا، أيضا مع ليبيا التي ما زال وضعها غامضا”.
وتابع في تصريح لصحيفة العرب "الجزائر الآن تبحث عن تحالفات سياسية جديدة وتريد ضم تونس إلى محورها بنية استعمالها كورقة ضغط ضد المغرب، وقد تكون بنية إحداث مغرب عربي دون المغرب بعد مساعدة ليبيا على الخروج من أزمتها، ولكن أرى أن هذا الأمر غير ممكن من جميع النواحي، كما أن الرئيس التونسي أكد خلال الاجتماع أن الموقف الرسمي لتونس هي من تحدده وفق مصالحها وبعيدا عن منطق الاصطفاف وثقافة المحاور، التي ترسخت في تونس منذ 2011 وتسببت للبلاد في مشكلات عديدة مع بعض الأقطار منها خاصة سوريا والجزائر نفسها في فترة الترويكا".
وتبحث الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس/اب الماضي عن تكتل جديد لتجاوز حالة العزلة.
وسعى رئيس حركة مجتمع السلم في الجزائر عبدالرزاق مقري استغلال تصريحات سابقة لرئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي وذلك في محاولة محاصرة المغرب التي تمكنت من تحقيق نجاحات دبلوماسية خاصة في ملف الصحراء.
وكان الغنوشي دعا في فترة سابقة فتح الحدود بين بلاده والجزائر وليبيا وتبني عملة واحدة وهو ما التقطته وسائل الإعلام الجزائرية قائلة بانها تضيف موريتانيا للتكتل الجديد دون ذكر للمغرب.