سكوت غير متوقع بشأن القدس في لقاء نتانياهو و'ترامب الاستوائي'

رئيس وزراء اسرائيل والرئيس البرازيلي المنتخب يتحدثان عن 'أخوة' تجمعهما في عدة مجالات لكن دون اي اعلان حول القدس.

ريو دي جانيرو - أشاد الرئيس البرازيلي المنتخب جاير بولسونارو ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة بـ"الأخوة" التي ستعزز التعاون الإقتصادي والعسكري والتكنولوجي بين البلدين.
ورغم تعهد الزعيمين بتعزيز العلاقات إلا أنه لم يصدر إعلان برازيلي بنقل السفارة في إسرائيل إلى القدس كما توقع البعض.
وأدلى الاثنان بتصريحات ودية امام وسائل الإعلام بعد اجتماع في قلعة عسكرية عمرها نحو قرن من الزمن على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو في مستهل أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى البرازيل.
وقال نتنياهو إن بولسونارو وافق على زيارة إسرائيل دون تحديد موعد لذلك.
ومن المقرر أن يبقى حتى الثلاثاء للانضمام إلى شخصيات أجنبية أخرى خلال حفل تنصيب بولسونارو في برازيليا.
وفي وقت لاحق من بعد الظهر، قال بولسونارو خلال لقاء مع افراد من الطائفة اليهودية البرازيلية في كنيس في ريو دي جانيرو بحضور نتانياهو "لدينا مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة ذات الايديولوجيا المماثلة لبلدنا، كل شيء لمساعدة بعضنا البعض وتحقيق منافع لبلداننا".
وتم انتخاب بولسونارو اليميني المتطرف والضابط السابق بالجيش في تشرين الاول/أكتوبر الماضي بعد حملة تعهد خلالها بمكافحة الجريمة المستشرية والفساد.
وأشار بولسونارو الذي يطلق عليه أحيانا "ترامب المناطق الاستوائية" لتماثل اسلوبه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى العلاقات التي يريد أن يقيمها مع نتانياهو، الحليف القوي للولايات المتحدة.

لدينا مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة ذات الايديولوجيا المماثلة لبلدنا

وقال "نحن أكثر من شركاء، سنكون إخوة في المستقبل في الاقتصاد والتكنولوجيا وكل ما يمكن أن يعود بالفائدة على بلدينا". كما تحدث عن التعاون في المسائل العسكرية والزراعية.
من جهته، وصف نتانياهو زيارته بـ"التاريخية" مشيرا الى "الأخوة و التحالف، ما يمكن أن ينقلنا إلى آفاق عظيمة". وقال "من الصعب التصديق باننا لم يكن لدينا هذه العلاقات من قبل".
وقد اعلن نتانياهو أنه سيمارس ضغوطا على بولسونارو لينفذ ما أعلنه وتراجع عنه لاحقا بشأن نيّته نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس.
وقال للصحافيين على متن الطائرة قبل هبوطها في ريو دي جانيرو إن "الرئيس المنتخب (بولسونارو) أعلن أنه سينقل السفارة. تأكدوا بأنني سأناقش المسألة معه".
ولكن لم يشر أي منهما الى هذه المسألة في تصريحاته لوسائل الإعلام، كما لم يتم طرح أي أسئلة.
وعقب انتخابه، أعاد بولسونارو تأكيد وعده الانتخابي بنقل سفارة بلاده إلى القدس، في إعلان اعتبره نتانياهو آنذاك بأنه "تاريخي".
لكن بولسونارو تراجع لاحقا قائلا "لم يتم اتخاذ قرار بعد" في هذا الشأن. ويمكن أن يشكل نقل السفارة تهديدا لصادرات اللحوم البرازيلية "الحلال" إلى الدول العربية.
وقرابة 20 في المئة من صادرات البرازيل من لحوم البقر وقيمتها 5 مليارات دولار تذهب إلى 17 دولة عربية.
ويبلغ حجم التجارة بين البرازيل وإسرائيل حالياً 1.2 مليار دولار. وقال بولسونارو الثلاثاء انه يتطلع لاستيراد التكنولوجيا الاسرائيلية لانتاج المياه لشمال شرق البرازيل.
وقد اعتبر نتانياهو أن بولسونارو يمثل "تغييرا كبيرا" بالنسبة للبرازيل التي حكمتها على مدى عقود حكومات من يسار الوسط ويمين الوسط التزمت بالتوافق الدولي حيال المسائل المرتبطة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي ووضع مدينة القدس المتنازع عليها. واعترفت برازيليا العام 2010 بالدولة الفلسطينية.

أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي للبرازيل
أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي للبرازيل

وبينما تصر اسرائيل على القدس كاملة عاصمة لها، يرى الفلسطينيون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وبين كبار الشخصيات التي ستحضر الحفل الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى جانب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
واستثنى بولسونارو وفريقه قادة الدول التي يحكمها اليسار على غرار فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا من الدعوة الى حفل التنصيب.
ويزور نتانياهو البرازيل رغم الاضطرابات السياسية الداخلية التي تشهدها اسرائيل والتقلبات التي يشهدها الوضع العسكري في سوريا المجاورة.
وأكد مسؤول اسرائيلي ووزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو ونتانياهو سيناقشان الوضع في سوريا خلال لقائهما في برازيليا.
وفاجأ الرئيس الأميركي حلفاء بلاده عندما أعلن الأسبوع الماضي قراره سحب جنوده من سوريا، حيث عززت إيران تواجدها عسكريا وسياسيا. ونفذت اسرائيل عدة ضربات جوية في سوريا استهدفت مواقع تابعة لإيران وحزب الله اللبناني.
ولدى سفره للقاء بولسونارو ومناقشة قضية السفارة، أثنى نتانياهو على البرازيل قائلا إنها "دولة ضخمة لديها إمكانات هائلة بالنسبة لإسرائيل من وجهة نظر اقتصادية وأمنية ودبلوماسية".
وأضاف "نحن سعداء لتمكننا من إطلاق حقبة جديدة بين اسرائيل وقوة عظيمة اسمها البرازيل".
وأوضح مسؤول اسرائيلي أن نتانياهو سيعود إلى بلده في 2 كانون الثاني/يناير.
ويشغل نتانياهو كذلك منصب وزير الخارجية. وقام العام الماضي بزيارة الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك.