سلامة يبحث مع السبسي تطورات الأوضاع في ليبيا

بعد الجهود الإماراتية لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار دول الجوار الثلاث تساهم من جديد في دفع عملية البحث عن حل للأزمة السياسية في ليبيا تحت أشراف رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
سلامة يؤكد على ضرورة إعادة بناء وزارة الداخلية الليبية

تونس - التقى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة، اليوم الجمعة، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بقصر قرطاج، ضمن جولة جديدة للبحث عن حل للأزمة السياسية في ليبيا.

وقال بيان للرئاسة التونسية أن السبسي وسلامة تطرقا "إلى مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية والجهود الأممية والإقليمية المبذولة من أجل دفع العملية السياسية في ليبيا وأهمية دور دول الجوار المباشر، تونس والجزائر ومصر، في إنجاح ومعاضدة جهود الأمم المتحدة من أجل التقدّم بالعملية السياسية في ليبيا ودفع مختلف الأطراف نحو الحوار والتفاهم".

وقال سلامة إثر لقائه السبسي "قدمت له عرضا عما أسعى للقيام به في مختلف مجالات العملية السياسية، في المجال الاقتصادي أولا والنقدي أيضا والنصائح التي نود أن نعطيها للحكومة الليبية".

وشدد المبعوث الأممي خلال اللقاء الذي حضره أيضا وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي "على ضرورة إعادة بناء وزارة الداخلية ونشر قوى نظامية من أجل استعادة الأمن في ليبيا، إلى جانب تعزيز الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس ومنها إلى مدن أخرى في البلاد".

وأفاد سلامة إن من واجبه البقاء على تواصل مع الرئيس السبسي لإبلاغه بكل التطورات في ليبيا.

وأضاف "تطرقنا إلى الاجتماعات الأخيرة التي حصلت بين الفرقاء في ليبيا، ولا سيما الاجتماع بين السراج وحفتر بحضورنا في أبو ظبي".

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، فائز السراج وقائد الجيش الليبي المعين من جانب مجلس النواب المنتخب خليفة حفتر، تعهدا في 27 فبراير/ شباط الماضي، خلال اجتماع في أبوظبي، بإجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري.

واتفق الطرفان، حسب بيان البعثة الأممية، "على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وسبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها".
ويعد هذا اللقاء الثاني للرجلين بالإمارات، في محاولة لإيجاد حل للأزمة الليبية الممتدة لسنوات.

وتشمل خطة المبعوث الأممي إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات حرة في ليبيا، وتوحيد مؤسسات الدولة.

كما تقود دول الجوار الثلاث، تونس والجزائر ومصر جهودا سياسية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء ودعم خطط سلامة.

وشدد وزراء خارجية الدول الثلاث خلال اجتماع في القاهرة عقد الثلاثاء، على "أهمية مواصلة التعاون والتنسيق الأمني في ما بينهم في إطار جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه واستئصاله".

كما اجتمع سلامة، أمس الخميس في العاصمة الليبية طرابلس، برئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح لمناقشة مدى جاهزية المفوضية لتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المُزمع تنفيذها خلال العام. 
وتطرق الاجتماع إلى التفاصيل الفنية الدقيقة الخاصة بما هو مطروح من استحقاقات انتخابية على الأطراف السياسية، وذات العلاقة بخطة الأمم المتحدة للخروج بليبيا من أزمتها السياسية.
وقال السائح إن المفوضية وحدها من يُقرر مدى ملائمة البيئة الانتخابية لتنفيذ أية استحقاقات انتخابية يطالب بها الليبيون.
وتابع "لكن في الوقت نفسه، فهي (المفوضية) ملتزمة بمبدأ الحياد والوقوف على مسافة واحدة بين كافة الأطراف السياسية".
وأضاف أن "هذا الالتزام لا يعني عدم انحيازها لإرادة الشعب الليبي الذي اختار الديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة ونزيهة، كقاعدة ينطلق منها في ممارسة حقوقه السياسية، وأساس لبناء دولة ليبيا الجديدة".
وأعرب السائح عن امتنانه البالغ للدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي للمفوضية، من خلال بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وتشهد ليبيا صراعات مسلحة وانفلاتا أمنيا منذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011، وتتنازع ثلاث حكومات على إدارتها وهي الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب وحكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا وحكومة الانقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.