سنابتشات يوجه ضربة لمعسكر ترامب في المعركة الإنتخابية

تطبيق التواصل الاجتماعي يقرر وقف الترويج لمنا ينشره الرئيس الأميركي مشيرا إلى أنه يحرّض على 'العنف العنصري'، ويحرمه من مساحة دعاية حيوية في مواجهة خصمه نائب الرئيس السابق جو بايدن.
نصف الأميركيين من 'الجيل زد' (بين 18 و23 عاما ) يستقون الأخبار من منصة 'ديسكافر' التابعة لسناب

سان فرانسيسكو (كاليفونيا) - توقف تطبيق "سنابتشات" للتواصل الاجتماعي الأربعاء عن دعم ما ينشره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه يحرّض على "العنف العنصري"، في خطوة تشكل عثرة أمام المتسابق الرئاسي الطامح للبقاء في البيت الأبيض.

وأفاد التطبيق "لا نروّج حاليا للمضمون الصادر عن الرئيس على منصة ديسكافر" التابعة لسنابتشات" والموجهة للشباب. وأضاف "لن ندعم الأصوات التي تحرّض على العنف العنصري واللامساواة عبر الترويج لها مجانا على +ديسكافر+".

وتأتي الخطوة بعدما اتّخذ تويتر موقفا غير مسبوق عبر إخفاء منشور لترامب اعتبر أنه يروّج للعنف، في حين رفض فيسبوك القيام بأي خطوات عقابية بحق منشورات الرئيس التي اعتُبرت غير صحيحة أو تحريضية.

واتُّخذ القرار في عطلة نهاية الأسبوع عندما كتب الرئيس التنفيذي لشركة "سناب" (المسؤولة عن "سناب تشات") إيفان شبيغل مذكرة طويلة للموظفين دان فيها ما اعتبره إرث اللامساواة والعنف على أساس عنصري في الولايات المتحدة.

وكتب شبيغل في إشارة إلى الغضب الذي أثاره مصرع أميركي من أصول إفريقية في مينيسوتا بيد شرطي ابيض "كل دقيقة نصمت فيها في وجه الشر والأخطاء تصب أفعالنا في مصلحة مرتكبي الشرور".

وأضاف "قلبي منفطر وأشعر بالغضب حيال طريقة التعامل مع السود والمتحدرين من عرقيات مختلفة في أميركا".

وأكد شبيغل أن "سنابتشات" سيمتنع عن الترويج للحسابات في الولايات المتحدة المرتبطة بأشخاص يحرّضون على العنف العنصري سواء عبر المنصة أو خارجها.

وتحدد الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا المضمون الذي توصي المستخدمين بالاطلاع عليه عبر منصة "ديسكافر".

وبينما لا يزال حساب ترامب في التطبيق مفتوحا، إلا أن "سنابتشات" أكد أنه لن يوصي المستخدمين بمتابعته.

وقال شبيغل "قد نواصل السماح للأشخاص المثيرين للانقسامات بالمحافظة على حساباتهم في سناب تشات ما دام المضمون المنشور منسجما مع إرشاداتنا، لكننا لن نروّج لهذا الحساب أو المضمون بأي طريقة".

وتابع "سنوضح عبر أفعالنا أن لا منطقة رمادية عندما يتعلق الأمر بالعنصرية والعنف واللامساواة، ولن نروج لهذه الأعمال أو من يدعمها على منصتنا".

سناب تشات
'كل دقيقة نصمت فيها في وجه الشر والأخطاء تصب أفعالنا في مصلحة مرتكبي الشرور'

وبحرمان ترامب من الدعاية على سناب تشات يكون المرشح للرئاسة الأميركية قد فقد أداة هامة كان يعول عليها للوصول لجيل الشباب من الناخبين.

وضع وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة حدا للتجمعات الصاخبة وتوزيع المنشورات في حرم الجامعات بهدف استقطاب الناخبين الشباب، ما اضطر المرشحين للانتخابات الرئاسية للتوجه إلى سنابتشات.

وتحول التطبيق الذي يجمع 229 مليون مستخدم والمعروف بوسائل تمويه الصور أكثر من مسائل الالتزام السياسي، إلى ساحة كبيرة للمواجهة التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر بين رجلين سبعينيين هما الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن.

والرهان كبير لأن دراسات عديدة تشير إلى أن الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و23 عاما أو ما يعرف باسم "جينيريشن زد" (الجيل زد أي المولودون بين منتصف تسعينات القرن الماضي وبداية العقد الثاني من الألفية الجديدة) و"الألفيين" (بين 24 و39 عاما) يشكلون أكثر من 35 بالمئة من الناخبين الأميركيين.

وفي نظر هؤلاء أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل فيسبوك وتويتر قديمة.

ويستقي نحو نصف سكان الولايات المتحدة من "الجيل زد" الأخبار من منصة "ديسكافر" التابعة له.