سوريا وفنزويلا في قلب سجال حاد بين ترامب وموسكو

الخارجية الروسية تطالب الرئيس الأميركي بسحب قوات بلاده من الساحة السورية قبل أن يطالب روسيا بسحب عدد من قواتها من فنزويلا.

فنزويلا تتحول إلى جبهة مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكو
تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو بعد إرسال روسيا وفدا عسكريا إلى كاراكاس

موسكو/واشنطن - دعت موسكو اليوم الأربعاء الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا قبل دعوة روسيا لاخراج قواتها من فنزويلا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث للقناة الأولى الروسية "إنه تم الإعلان بأن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا ومر شهر كامل على هذا الوعد.. فهل خرجت أم لا؟"

وأضافت "أود أن أنصح ترامب بالوفاء بوعوده التي قدمها للمجتمع الدولي بالمثل.. قبل أن يحاول تقرير مصير الدول الأخرى".

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الرئيس الأميركي إن "جميع الخيارات تبقى مفتوحة لإخراج روسيا من فنزويلا".

وجاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها دونالد ترامب عقب لقاء جمعه بفابيانا روساليس زوجة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو بواشنطن.

والتصريحات تأتي تعليقا على تقارير إعلامية تحدثت عن وصول دفعة من العسكريين الروس مؤخرا إلى الأراضي الفنزويلية.  وقال ترامب "يتعين على روسيا الخروج".

وردا عن سؤال حول سبل تحقيق ذلك، أضاف "سنرى.. جميع الخيارات مطروحة".

واعتبر زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو الذي يحظى بدعم حوالى خمسين دولة، الثلاثاء أن وجود عسكريين روس في فنزويلا ينتهك الدستور.

وقال أمام البرلمان وهو الهيئة الرسمية الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة "يبدو أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو ليس لديها ثقة في عسكرييها، لأنها تستقدم عسكريين من الخارج. إنهم ينتهكون الدستور من جديد".

وقبل أسبوع، تحدثت وسائل إعلام فنزويلية عن وصول طائرتي شحن روسيتين وعلى متنها نحو 100 ضابط روسي و35 طنا من المعدات الطبية.

ووفق قناة روسيا اليوم، فإن وصول الضباط الروس يأتي في إطار التعاون العسكري التقني بين البلدين، مشيرة إلى أن ذلك كان مقررا منذ وقت طويل بموجب عقود تدريب على الأسلحة والعتاد الذي تشتريه فنزويلا من روسيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء، إن وجود متخصصين روس في فنزويلا تحكمه اتفاقية للتعاون الفني العسكري بين البلدين، لكنها لم تذكر تفاصيل في بيانها بشأن المتخصصين.

وذكرت تقارير إعلامية أن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الروسي هبطتا في المطار الرئيسي بفنزويلا يوم السبت الماضي وكانتا تقلان مسؤولا عسكريا روسيا ونحو مئة جندي.

وجاءت التقارير بعد ثلاثة أشهر من تدريبات عسكرية بين البلدين في فنزويلا وصفها الرئيس نيكولاس مادورو بأنها مؤشر على العلاقات القوية، لكن واشنطن انتقدتها باعتبارها تدخلا روسيا في المنطقة.

وقال مسؤول أميركي يوم الثلاثاء، إنه من المعتقد أن العسكريين الروس الذين وصلوا إلى فنزويلا في مطلع الأسبوع قوات خاصة تضم "أفراد أمن إلكتروني".

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الولايات المتحدة ستقيم الانتشار الروسي الذي وصفته واشنطن بأنه "تصعيد متهور" للوضع في فنزويلا.

ومنذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا أزمة سياسية حادة، إثر إعلان رئيس البرلمان غوايدو "أحقيته" بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسرعان ما اعترف ترامب بغوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا وتبعته كندا ودول من أميركا اللاتينية وأوروبا، مقابل رفض روسيا والصين وتركيا وعدد من الدول لذلك.