سياح يتمسكون بالبقاء في الأقصر مع إغلاق المطارات المصرية

المئات من الزوار الأجانب يختارون الإقامة في المدينة السياحية الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة.

مع قرب سريان قرار الحكومة المصرية، بغلق كافة المطارات في البلاد، وذلك ضمن حزمة القرارات التي يجري تنفيذها ضمن خطط مواجهة فيروس كورونا المستجد، أعلن المئات من السياح تمسكهم بالبقاء في مدينة الأقصر، الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة في صعيد مصر.
 البعض قرر أن يمد فترة إجازته وان يبقى في المدينة مستمتعا بشمسها الساطعة، وخلوها من الرطوبة، وأجوائها الخلابة، والبعض قرر أن يقيم في المدينة على الدوام حتى الموت. 
وبالرغم من أن سياحا كُثُرا أقبلوا بالعشرات على مكاتب شركات الطيران والوكلاء السياحيين، لإتمام إجراءات المغادرة قبيل حول منتصف ليل الخميس، نظرا لارتباطهم – كما يقول أسامة عبدالغني، مدير أحد الشركات السياحية المصرية – بالعمل في بلادهم – حيث إن السياح الذين توافدوا على مكاتب شركات الطيران، هم السياح الذين قدموا في زيارات سياحية قصيرة، لافتا إلى وجود مئات من السياح المقيمين الذين يرفضون العودة لبلادهم، ويتمسكون بالبقاء في الأقصر.

المواطنة البريطانية هيذر ساتكليف
البريطانية هيذر ساتكليف: أشعر بالأمان هنا

وقال الأثري المصري، إبراهيم سليمان، إن بعثات أثرية كاملة، مثل البعثة الأثرية الألمانية العاملة في معبد الملك أمنحتب الثالث، بجانب عشرات من أصدقائه من السياح الذين يزدحم بهم البر الغربي لمدينة الأقصر، والذين ينتمون لجنسيات فرنسية وألمانية وبريطانية، وغيرها، ابلغوه بتمسكهم بالبقاء في المدينة، وأنهم يفضلون البقاء بمصر، لشعورهم بالأمان والطمأنينة، بجانب تدني معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بالمقارنة مع البلدان الأوروبية.
سليمان أشار إلى أن الأقصر تُعرف بين الأوربيين وسياح العالم، بأنها مدينة للتعايش السلمي بين مختلف الشعوب والثقافات، واختارها المئات من الأجانب سكنا لهم، فيما يوصى الكثيرون منهم بأن تدفن جثامينهم في الأقصر بعد وفاتهم، وقد جرى بالفعل دفن الكثيرين من السياح في الأقصر بناء على رغبتهم، حيث أقيمت لهم واجبات عزاء من قبل أصدقائهم وجيرانهم المصريين، على غرار ما يقام من سرادقات عزاء لأهل الأقصر.
وتقول المواطنة البريطانية مارينا هاتشين إن مصر والأقصر وطنها الثاني، ولن تغادرها لشعورها بالراحة بين أهلها، بجانب عدم وجود ما يدعوا للانزعاج أو المغادرة.
وقالت المواطنة الأسترالية جوي بارفست  أنها وعائلتها باقون في الأقصر، وسيمدون فترة اجازتهم بها، وغير مهتمين بأخبار غلق المطارات المصرية، أو غيرها من مطارات العالم.

المواطنة البريطانية بربارا كلارك وشقيقتها
البريطانية بربارا كلارك: خطر كورونا أقل هنا بالقياس مع بريطانيا

وقالت المواطنة البريطانية بربارا كلارك إنها باقية فى الأقصر برفقة شقيقتها، وأنهما يشعران بالراحة، وأن خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الأقصر قليلة جدا بالقياس للإصابات التي تشهدها بريطانيا.
وتقول المواطنة الأسبانية ماريا كارمن أنها وعائلتها مستمرون في استكمال برنامجهم السياحي بشكل طبيعي، وأنهم يشعرون بأمان تام بين المصريين.
 وتقول المواطنة البريطانية هيذر ساتكليف إنها تعيش في الأقصر مصر منذ 9 سنوات،  وإنها تشعر دائمًا بالأمان في تلك المدينة، وتعيش بين مواطني الأقصر، وهي تستمتع بثقافتهم خاصة جدًا وهو أمر مهم جدا بالنسبة لها، ومعجبة باهتمامهم بعائلاتهم وتمسكهم بعلاقات وثيقة مع الأقارب والأصدقاء.
وتضيف بأن الناس في الأقصر مضيافون جدا وودودون، ويحبون لقاء أناس جدد. وأنه على مر السنين كان من المثير لها الطريقة التي تعاملوا بها مع العديد من القضايا التي واجهوها مع تراجع السياحة "لقد حافظوا على نظرة كريمة وإيجابية في المناخ المتغير".

معبد الاقصر
مدينة ثرية بالكنوز التاريخية

ورأت بان الأمر كان صعبًا في كل الأزمات التي مر بها القطاع السياحي، وخاصة على سائقي سيارات الأجرة المحليين، والسائقين البارعين، وأفراد القوارب الذين يتعين عليهم التنافس مع الشركات.
والآن مع المشكلة الجماعية الأخيرة التي يجب أن نواجهها جميعًا وهي فيروس كورونا، وما نتج عنها من أزمة في القطاع السياحي، مرة أخرى يحافظ الشعب المصري على كرامته وهي تشعر بالراحة للبقاء بين الناس في الأقصر.
يذكر أن مدينة الأقصر تتفرد بوجود أكبر جالية من السياح الأجانب، الذين ينتمون للولايات المتحدة الأميركية، ولأستراليا وأفريقيا وجنسيات أوروبية متعددة، وينظر لهم على أنهم ظهير طبيعي مهم لقطاع السياحة بالمدينة، لما يبعثون به من رسائل إيجابية عن أمن وأمان مصر بوجه عام، ومدينة الأقصر بوجه خاص، وذلك عبر ما يكتبون ويدونون وينشرون على مواقع التواصل الإجتماعي، ومن خلال مشاركتهم في مختلف الفعاليات السياحية والثقافية والفنية.