الأقصر تسعى لاستعادة مجدها التشكيلي

المدينة المصرية العريقة تستضيف مؤتمرا يناقش 50 محوراً بحثيا حول الفنون التشكيلية وتفاعـلها مع تحولات العولمة.
المؤتمر يهدف إلى بحث التفاعلات بين الفن والتعليم والمسئولية المجتمعـية؛ بما يسهم في استخلاص نتائج وآليات تحقق الإبداع والابتكار
المؤتمر يجيء تماشيا مع التحولات العالمية، وبما يحقق تعزيز التعاون على مستوى البحث العلمي والتعليم العالي وخدمة المجتمع

ضمن مساعٍ لتحقيق حلم تحوُل مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، والغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد الفرعونية، إلى مدينة للفنون، واستعادة مجدها التشكيلي الضارب في أعماق التاريخ، وجهت كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، الدعوة للفنانين التشكيليين والأكاديميين، وشباب الباحثين، من المصريين والعرب والأجانب، للمشاركة بأبحاثهم ذات الصلة بالفنون التشكيلية وتفاعـلها مع التحولات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للعولمة، والتي سيجرى مناقشتها خلال جلسات المؤتمر الدولي للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع، في دورته السادسة، التي سيرأس جلساتها الفنان التشكيلي المصري، الدكتور محمد عرابي، والتي ستستضيفها المدينة الغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد المصرية القديمة، في الفترة من 21 وحتى 23 من شهر مارس/آذار المقبل، برعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي بمصر، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر.
وقال الدكتور بدوي شحات رئيس جامعة الأقصر، إن إقامة المؤتمر الدولي للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع، يأتي في إطار سعى الجامعة لاستعادة الوجه الثقافي والتشكيلي والحضاري لمدينة الأقصر التي كانت عاصمة لمصر القديمة على مدار آلاف السنين، عبر إقامة معارض ومؤتمرات ومنتديات في مختلف الفنون.
فيما قال الدكتور يوسف محمود إبراهيم، مقرر المؤتمر، وعميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، فإنه تم اليوم فتح باب المشاركة بالمؤتمر الذي سيتيح للمشاركين المصريين والعرب والأجانب، تقديم بحوثهم في خمسين محورا بحثيا، حول حاضر ومستقبل الفنون التشكيلية، وأن دعوات وجهت إلى جامعات ونقابات ومؤسسات أكاديمية وتشكيلية مصرية وعربية وأجنبية، للمشاركة في المؤتمر الذي يقام وسط المعالم الفرعونية بمدينة الأقصر للعام السادس على التوالي.
ومن جانبها قالت الدكتورة داليا صالح فرح، أمين عام المؤتمر إنه في ظل طفرة الاتصال والتكنولوجيا والتي أفرزت العديد من الممارسات الفـنية والثقافية والعلمية في تخصصات عـديدة متقاطعة، فإن هذا المؤتمر باعتباره ملتقى فني وعلمي ، يسعى إلى تحقيق التواصل بين الباحثين والفنانين، ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بتخصصات الفنون والدراسات الإنسانية والهندسة المعمارية والعلوم والصناعة، ودراسة مضامين العولمة وآثارها على مفاهيم التراث والهوية الثقافية، والعلاقة بين الفن والاقتصاد، وقطاعي السياحة والآثار، وكذلك دور الإعلام والوسائط الجديدة، في صياغة الممارسات الفنية والثقافية، وطرح استراتيجيات جديدة لتحقيق التنمية المستدامة.
كما يهدف المؤتمر إلى بحث التفاعلات بين الفن والتعليم والمسئولية المجتمعـية؛ بما يسهم في استخلاص نتائج وآليات تحقق الإبداع والابتكار، تماشيا مع التحولات العالمية، وبما يحقق تعزيز التعاون على مستوى البحث العلمي والتعليم العالي وخدمة المجتمع.  

luxor
عظمة الفن في مدن مصر القديمة

وبحسب الفنان الدكتور محمد عرابى، رئيس المؤتمر، فإن مدينة الأقصر، تعد من أعرق وأغنى مدن العالم، بالأعمال التشكيلية، التي يرجع تاريخها لأكثر من خمسة آلاف عام، ففي غرب المدينة، ترك الفراعنة عشرات المعابد، وقرابة 800 مقبرة للملوك والملكات والأشراف والنبلاء، وهى مليئة باللوحات الفنية، والتماثيل الضخمة، حينا والصغيرة حينا آخر، بجانب عشرات من قطع الأوستراكا، التي رسم عليها رسوم كاريكاتيرية ساخرة، رسمها قدماء المصريين، للسخرية من حكامهم، ومن الحياة بكل إشكالها وصورها.
ويقول المهتمون برصد تاريخ الحركة الفنية التشكيلية في العالم، بأنه لولا هؤلاء الفنانين التشكيليين، الذين كانوا ينتشرون في الأقصر، وغيرها من مدن مصر التاريخية، مثل أسوان وقنا وسوهاج والمنيا، والجيزة، وغيرها، لما عرفنا شيئا عن الحياة في مصر القديمة، ولما عرف العالم شيئا عن تاريخ الفراعنة، وفنونهم، وعلومهم، فمعظم المعلومات التي توفرت عن الحياة في مصر القديمة، وعن تاريخ ملوكها، أتت من تلك الأعمال التشكيلية، التي تكتسي بها جدران وأسقف معابد ومقابر الفراعنة، التي احتوت على أروع الفنون والنقوش والرسوم وأعمال نحت التماثيل واللوحات الجدارية، التي تجذب أنظار العالم، ومن هنا فإن العالم مدين في معرفة ما وصله من صور وقصص وروايات عن حياة الفراعنة، للفن التشكيلي، بكل ألوانه من نحت ونقش ورسم وحتى الكاريكاتير، لآثار الفراعنة، ولفناني مصر القديمة، الذين أبدعوا لوحات وتماثيل، تنطق بعظمة الفن في مدن مصر القديمة، بوجه عام، وفى مدينة الأقصر بوجه عام.