سياسة بايدن تُحفّز الحوثيين على تصعيد العدوان

المتمردون في اليمن المدعومون من إيران يهددون بتوسيع عملياتهم الإرهابية ضد السعودية، في تطور يأتي بعد قرار الرئيس الأميركي رفعهم من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.
إدارة بايدن لم تبد موقفا صارما من انتهاكات الحوثيين في اليمن وخارجه
التراخي الأميركي يفتح منافذ للحوثيين لتوسيع نطاق سيطرتهم في اليمن
رغبة واشنطن في إنهاء الحرب اليمنية لا تواكب التصعيد الحوثي

صنعاء - يواصل المتمردون في اليمن اعتداءاتهم الإرهابية ضد أهداف مدنية واقتصادية في السعودية كان آخرها اعتداء أحبطته قوات التحالف العربي حين دمرت صاروخا باليستيا إيرانية الصنع أطلق من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في تصعيد لافت حفّزته السياسة الخارجية الأميركية لإدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن التي ألغت تصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا.

ويبدو بالكاشف أن المتمردين استمرؤوا التراخي الأميركي والذعر غير المبرر الذي أبدته الأمم المتحدة ودول أوروبية حيال تعثر محتمل لتدفق المساعدات الإنسانية لليمن في حال لم لم يتم رفع الحوثيين من القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.

وإلى حدّ الآن لم تبد إدارة بايدن الحزم اللازم لكبح الاعتداءات على المملكة بينما شكلت غلى وقت طويل صمام الأمان في وجه إرهاب الحوثيين في المضائق المائية بالمنطقة التي تعتبر الشريان الحيوي للتجارة البحرية ولإمدادات الطاقة للعالم ومن ضمنها مضيق باب المندب.

وغياب محاسبة الحوثيين على جرائمهم سواء بحق اليمنيين او بحق الرياض يعتبر سابقة تؤسس لتمادي وتمدد الإرهاب الحوثي في البحر الأحمر وفي المنطقة عموما.

وفي مؤشر على تجرأ المتمردين وتماديهم، مستثمرين التراخي الدولي، تبنى الحوثيون في الأحد هجمات بصاروخ بالستي وطائرات مسيّرة ضد العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في المملكة، متوعدين بعمليات "أوسع"، كما أفاد المتحدث العسكري باسمهم.

وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أعلن السبت اعتراض صاروخ فوق الرياض وست طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون على مناطق أخرى في المملكة.

وقال الدفاع المدني السعودي إنّ "الشظايا تناثرت على عدة أحياء سكنية في مواقع متفرقة" في الرياض، موضحا أنه "نتجت عن سقوط إحدى الشظايا أضرار مادية بأحد المنازل دون وقوع إصابات بشرية أو وفيات".

وفي بيان نقلته قناة "المسيرة" المقرّبة من المتمردين المدعومين من إيران، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع الأحد "سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية ينفذان عملية هجومية كبيرة ومشتركة باتجاه العمق السعودي".

وتحدّث عن استخدام "صاروخ بالستي و15 طائرة مسيرة منها تسع طائرات استهدفت مواقع حساسة في عاصمة العدو الرياض"، فيما استهدفت الست الأخرى "مواقعَ عسكرية في مناطق أبها وخميس مشيط" في جنوب المملكة المجاورة.

وقال سريع إنّ العملية استمرت "من مساء أمس السبت وحتى صباح اليوم (الأحد)"، محذّرا من أنّ "عملياتنا مستمرة وستتوسع أكثر فأكثر طالما استمر العدوان والحصار على بلدنا".

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014 بقوة السلاح.

وتتعرّض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

وصعّد المتمردون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة قامت بها إدارة دونالد ترامب وحذرت منها المنظمات الإنسانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.

وكانت إدارة بايدن أعلنت إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، بينما أكد الرئيس الجديد أن الحرب "تسبّبت بكارثة إنسانية وإستراتيجية"، مشدّدا على أنه "يجب أن تنتهي".

وتأتي الهجمات ضد السعودية في وقت تتواصل فيه المعارك الضارية في مأرب في شمال اليمن بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الساعين للسيطرة على آخر معاقل السلطة في شمال أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

ومع ذلك تقف إدارة بايدن التي تعللت في قراراتها حيال الأزمة اليمنية بما تسبب من اضرار وأزمة إنسانية، مكتوفة الأيدي ولم تخرج قراراتها منذ توليه السلطة عن بيانات باهتة فيما تكابد لإعادة إيران للاتفاق النووي

وقتل في هذه المعارك مئات من الطرفين بينما تشن طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات متواصلة لمنع تقدم الحوثيين نحو المدينة.

كما تشهد محافظة الحديدة معارك متقطعة منذ أسابيع مع محاولة الحوثيين التقدم نحو المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة في المحافظة المطلة على البحر الأحمر.

والسبت قُتل خمسة مدنيين يمنيين بينهم امرأة وطفلة في سقوط قذيفة هاون على منزل قريب من خطوط التماس بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين جنوبي مدينة الحديدة مركز المحافظة، في هجوم تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه.

وقال مسؤول في القوات الحكومية إنّ المدنيين الخمسة قتلوا "أثناء محاولتهم (الحوثيون) استهداف قواتنا بقذيفة هاون سقطت على منزل تابع لمدنيين" في منطقة متاخمة لمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر من جهتها الجنوبية.

من جهتهم، اتهم الحوثيون في بيان نشرته وكالة الأنباء المتحدثة باسمهم "سبأ" التحالف العسكري بقيادة السعودية بالوقوف خلف الهجوم، مشيرين إلى أن المدنيين قتلوا "بغارتين لطيران العدوان".

وسبق وأن نفّذ الحوثيون هجمات كبرى ضد المملكة وقد تبنوا عملية غير مسبوقة ضد منشآت تابعة لشركة أرامكو في سبتمبر/أيلول 2019 لكن المملكة قالت إن إيران تقف خلفها.

وقال سريع في تحذيره الأحد "ننوهُ مجددا لكل سكان تلك المناطق (في السعودية) الابتعاد عن كافة المواقع والمطارات العسكرية أو التي قد تستخدم لأغراض عسكرية".

وأودت الحرب الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشردت الملايين، ما تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.

وتنظم الأمم المتحدة الاثنين بالشراكة مع حكومتي سويسرا والسويد مؤتمرا افتراضيا للمانحين للاستجابة الإنسانية في اليمن، في مسعى لجمع 3.85 مليارات دولار لمنع المجاعة عن ملايين الأشخاص.