تحالف بعيد المنال بين النهضة والقروي في التشريعية
تونس - تتصاعد المخاوف في تونس من طبيعة تركيبة البرلمان المقبل قبل اقل من أسبوعين من الانتخابات التشريعية يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويتخوف عديد المراقبين من التشتت الذي يمكن ان تنتجه الانتخابات في البرلمان والذي سيمنع تشكيل حكومة مستقرة تملك حزاما نيابيا قادرا على حماية العمل الحكومي من الهزات السياسية.
ويقول الباحث روري ماكارتي في مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء ان الصراع في الانتخابات التشريعية سينحصر بين حركة النهضة الاسلامية وحزب قلب تونس لقطب الإعلام نبيل القروي.
وألقت السلطات التونسية القبض على القروي في يوليو/تموز واودعته السجن في تهم تتعلق بتبييض الأموال والتهرب الضريبي لكن القروي ينفي كل تلك التهم ويؤكد انها سياسية لمنعه من خوض الاستحقاق الانتخابي.
وتمكن المرشح القروي من الحصول على المرتبة الثانية في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية التي أجريت قبل أسبوعين وسيواجه في الدور الثاني المرشح الرئاسي المستقل قيس سعيد.
واستبعد روري ماكارتي امكانية التحالف بين النهضة وقلب تونس ما سيجعلهما يواجهان تحدي التحالف مع قوى سياسية يبدو انها معقدة مع المشهد السياسي المشتت.
وتتوجه حركة النهضة الى دعم قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية في حين تخير العائلة الوسطية البقاء على الحياد حيث لم تعلن ايا من أحزابها دعم القروي او سعيد صراحة.
لكن أحزاب التيار الثوري تجمع على دعم قيس سعيد نظرا للتوافق بين تلك التيارات والمرشح سعيد حول المشروع السياسي والفكري.
ويرفض عدد من المنتمين للتيار الثوري سعي النهضة دعم سعيد حيث قال امين عام حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي ان النهضة خانت أهداف ومبادئ الثورة لذلك فان دعم سعيد لا معنى له.
وقال المرايحي في مداخلة على قناة الحوار التونسي الاربعاء ان "النهضة تريد ان تستغل صعود سعيد وذلك لتجنب انهيارها شعبيا بعد تراجعها الواضح في الاستحقاقات الانتخابية الفارطة متابعا ان "النهضة مقبلة على التلاشي شيئا فشيئا لان طرحها بني طيلة سنوات على استغلال سوء فهم التونسيين".
وحلل الباحث روري ماكارتي اسباب انتخاب التونسيين للقروي وسعيد في الدول الأول مشيرا بان الناخبين منحوا ثقتهم لشخصين من خارج المنظومة او ما يطلق عليه في تونس " السيستام".
ونوه روري ماكارتي ان التجربة التونسية في التوافق البراغماتي بين النهضة ونداء تونس والذي جنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى كما حصل في دول عربية على غرار ليبيا واليمن وسوريا يواجه مؤشرات تحذيرية عبر الاحتجاجات الشعبية المتتالية وتراجع ثقة المواطن التونسي في أجهزة الدولة.
وقال الباحث ان الناخب التونسي اختار المرشحين المنتمين الى التيارات الشعبوية نكاية في منظومة الحكم مستطردا ان القروي وسعيد يحتاجان الى كتلة نيابية في حال فوز احد منهما بالرئاسة وذلك نظرا للصلاحيات المحدودة والتي تقتصر على الدفاع والامن والعلاقات الخارجية.
وحذر روري ماكارتي من إمكانية الانزلاق نحو الاستبداد او حدوث القطيعة بين الرئيس والبرلمان.