شاشة على مقلة عينيك!
واشنطن – ماذا لو كنت قادرا على رؤية كل المعطيات التي تحتاجها بمجرد مرور شخص تراه لأول مرة من خلال شاشة مثبتة مباشرة فوق مقلة عينك؟ هذا تحديدا ما تعد العدسات اللاصقة الذكية به من خلال عرض بالواقع المعزّز وهو ما تطوره شركات تقنية.
وتستعد العدسات الذكية لإحداث ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى جانب الرعاية الصحية، مع تطبيقات مختلفة تتراوح من اكتشاف الأمراض من خلال تحليل العلامات الحيوية في سوائل العين إلى خواص الرؤيا الليلة وتكبير الصور أو تقريبها.
ويقوم النموذج التجريبي الذي استعرضته شركة "موجو فيجن" لعدساتها اللاصقة المدعومة بتقنية الواقع المعزّز على هذا المفهوم المستقبلي.
وإذا نجحت هذه العدسات في تحقيق ادعاءات الشركة، عندها ستتحوّل معظم أكسسوارات الرأس المدعومة بالواقع المعزّز، حتّى تلك التي لم تصدر بعد، إلى أجهزة بالية.
وتعمل الشركة تعمل على فكرة العدسات اللاصقة الذكية منذ عام 2015. ويبدو أنّ أحدث نماذجها التجريبية شهد تحسينات كبيرة أبرزها شريحة عرض "ميكروليد" خضراء أحادية اللون، بقطر 0.5 ملم، ودقّة عرض 14 ألف بيكسل في البوصة الواحدة.
تعتمد عدسات "موجو فيجن" المبتكرة الجديدة على معالج "ARM Core M"، وإرسال بتردّد 5 غيغا هرتز سريع الاتصال والاستجابة. تتضمّن العدسات أيضاً عدداً كبيراً من عداّدات التسارع، والمِدوارات، والمقاييس المغناطيسية، التي تتيح للعدسة تعقّب حركة العين بدقّة عالية، وتساعد في ضمان ثبات الصورة خلال الاستخدام، الأمر الذي يشكّل تحدياً كبيراً في مجال العدسات اللاصقة الذكية.
وإذا بدت لكم هذه الأشياء كثيرة لتُحشر في عدسة دائرية صغيرة ستلتصق على العين، هي كذلك فعلاً. ولكن "موجو فيجن" نجحت بشكلٍ ما بتحقيق هذا الأمر.
وعن تجربته مع العدسة، قال مدير الشركة دريو بيركنز في مدوّنة إنّه استطاع التفاعل بسهولة مع بوصلة لتحديد الاتجاهات، بالإضافة إلى مشاهدة الصور وتشغيل شاشة للقراءة على العدسة. والآن، يخطّط الفريق للبدء باختبار العدسات مع مستخدمين آخرين.
وما أخّر ظهور بعض التقنيات، ومنها هذه العدسات هو البطاريات، فهي العمود الفقري لأي جهاز. وطالما الكلام عن تقنية يرتديها البشر وعلى مكان شديد الحساسية وهي العيون، لذا فإنّ تصميم البطاريات تكون على درجة عالية من الدقة والحذر، والخيارات أمام المطورين تكون محدودة للغاية.
تعتمد البطاريات القابلة لإعادة الشحن المعمول بها حاليا في الأجهزة الذكية على أسلاك أو ملفات حثية تحتوي على معدن، وهي غير صالحة للاستخدام في العين البشرية، لأنها غير مريحة وتشكل خطرا على المستخدم.
موذج آخر من البطاريات طرحته شركة "موجو فيجن"، وهي بطاريات تُشحن بشكل خارجي، أي عند نزعها يضعها المستخدم على الشحن، وتطمح الشركة أن تكفي كل شحنة استخدام يوم كامل.
وقالت الشركة: "إن هدف موجو عندما تشحن المنتج هو أن يضع مرتديها العدسة في عينه طوال اليوم وأن يكون قادرا على الوصول إلى المعلومات بانتظام ثم إعادة شحنها طوال الليل".
لذا طوّر علماء من جامعة "نانيانغ التكنولوجية" في سنغافورة بطارية مرنة رقيقة تشبه مثل قرنية الإنسان، يمكنها تخزين الكهرباء عندما تكون مغمورة في محلول ملحي، ويمكنها تشغيل العدسات اللاصقة الذكية.
هذه البطارية مصنوعة من مواد متوافقة حيويا مع الجسم البشري؛ إذ تحتوي على طلاء مصنوع من الغلوكوز يتفاعل مع أيونات الصوديوم والكلوريد الموجودة في المحلول الملحي المحيط بها، في حين أن الماء الذي تحتويه البطارية يعمل بمثابة "السلك" أو "الدائرة" لتوليد الكهرباء.