شخصيات مرشحة للرئاسة تثير جدلا في تونس

مراقبون يشككون في السلامة العقلية والنفسية لبعض المرشحين المستقلين ويطالبون بضرورة تقديم ملفاتهم الطبية بعد تصريحاتهم غير المتوازنة.

تونس - أثار عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية خاصة من المستقلين جدلا واسعا وذلك بسبب تصريحاتهم التي رافقت تقديم ملفات ترشحهم للهيئة العليا المستقلة للانتخابات بعد فتح باب الترشحات الجمعة.

وقدمت 10 شخصيات حزبية ومستقلة ترشحاتها نصفها مستقلون فيما أعلنت القناة الرسمية إجراء مناظرات تلفزية بين المرشحين عنوانها "الطريق إلى قرطاج"، ستبث خلال الفترة بين 2 و7 سبتمبر/أيلول المقبل.

ومن الشخصيات المستقلة منير الجميعي وهو ناشط في المجتمع المدني ونضال كريم وهو مختص في القانون إضافة إلى المرشح حمدي علية وفتحي كريمي وهو رجل أمن ونزار الشوك وهو من قطاع القضاء.

وابرز الشخصيات التي أثارت الجدل هي شخصية المرشح المستقل علية حمدي الذي قال في أول مقابلة مع وسائل الإعلام انه رجل قانون وله خبرة في المجال السياسي العالمي دون تحديد القصد من ذلك.

لكن التصريح الأكثر إثارة هو قوله لإذاعة موزاييك الخاصة بأنه كان وراء فوز الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولند والرئيس الأميركي السابق باراك اوباما بمنصب الرئاسة.

وأمام تلك التصريحات شكك مراقبون في السلامة النفسية والعقلية لبعض المترشحين وطالبوا بعرض ملفاتهم الطبية والنفسية باعتبار أهمية المنصب.

وأشارت بعض المصادر ان المرشح المستقل علية حمدي مقرب من دوائر معينة من حركة النهضة لكن تلك المعلومات لم تتأكد بعد فللحركة تاريخ في دعم المرشحين المستقلين سواء في الانتخابات التشريعية والبلدية لكنها لم تعلن بعد عن مرشحها للرئاسية.

وتلاحق تهم الشعبوية عددا من المرشحين مع غياب البرامج الاقتصادية والسياسية اضافة الى غياب رؤية واضحة لمستقبل البلاد في حال تمكنهم من الوصول الى كرسي قرطاج.

ويرى متابعون للشأن التونسي ان غاية بعض المرشحين المستقلين هو فقط الحصول على صفة "مرشح سابق للانتخابات الرئاسية" لادراجها في سيرهم الذاتية وبالتالي استغلالها مع المنظمات والهيئات الدولية.

ومن الشخصيات التي أثارت تصريحاتها جدلا واسعا اثر تقديم ترشحها تصريح قطب الإعلام نبيل القروي الذي أكد بانه سيهتم بتوفير الماء الصالح للشراب وذلك في اطار قربه من المواطنين.

ويرأس نبيل القروي حزب "قلب تونس"؛ الاسم الجديد لحزب "السلم الاجتماعي" الذي أُعلن تأسيسه مؤخرا دون أن يعرف له توجه حتى الآن.

وكانت النيابة العامة أعلنت في يوليو/تموز تجميد أموال القروي وشقيقه، ومنعهما من السفر، في إجراء احترازي بعد توجيه اتهامات لهما بـ"غسيل أموال" ما يثير جدلا حول ظروف تقديم ترشحه.
وأكد القروي أنه مثل أمام قاضي التحقيق، وقدم أدلة رد بها على من وصفهم (بالواشين) الذين قاموا بتشويه سمعته، وفق تعبيره، مشيرا إلى ثقته الكبيرة بالقضاء.

ويحظى نبيل القروي بشعبية في أوساط الطبقات الفقيرة وفي المناطق الداخلية وفق استطلاعات الراي.

المرشح للرئاسة نبيل القروي
متهم في قضايا غسيل اموال

وأمام عدد من المرشحين الذين يعتبرهم البعض غير جديين هنالك ترشيحات اخرى اكثر جدية على غرار المنجي الرحوي، النائب بالبرلمان وعضو المكتب السياسي لحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" ومحمد عبو الأمين العام للتيار الديمقراطي (وسطي)، وعبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر (ليبرالي).

ولم يعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد ترشحه بعد فيما رشحه حزبه تحيا تونس فيما يظل وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي من ابرز الشخصيات المنافسة على الرئاسية رغم عدم إعلانه الترشح.

وتوفي الأسبوع الماضي الرئيس التونسي الراحل السبسي، وهو أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وحر في تونس بعد انتفاضة 2011، ووضعت البلاد جدولا زمنيا لاختيار خلفه في انتخابات بعد أن أدى محمد الناصر رئيس البرلمان القسم رئيسا مؤقتا للبلاد حتى موعد إجراء انتخابات.

والثلاثاء، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس نبيل بفون، رزنامة (جدول زمني) انتخابات الرئاسة المبكرة المقررة في 15 سبتمبر/أيلول، مشيرا أن تقديم طلبات الترشح سيكون من 2 إلى 9 أغسطس/آب.