شرعية إسرائيل في حالة سقوط حرّ بسبب فشل سياستها الاتصالية

المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية يؤكد أن بلاده خسرت حرب العلاقات العامة، داعيا إلى تجنيد جيش من المتحدثين الرسميين المحترفين بجميع اللغات.

القدس - اعتبر المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي أن شرعية الدولة العبرية في حالة سقوط حر إلى قاع الهاوية، منتقدا ما وصفه بـ"الفشل المطلق" لحكومة بنيامين نتنياهو في إدارة العلاقات العامة.

وقال ليفي الذي شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب في غزة "لقد أعلنت دولة إسرائيل الفشل الذريع في حرب العلاقات العامة"، مضيفا "أنا لا أقول هذا من باب انتقاد الأشخاص الرائعين الموجودين في الخطوط الأمامية الذين يقومون بالعمل، أنا أتحدث على مستوى الدولة".

وتابع خلال مؤتمر "شعب الدولة" الذي عقدته "واينت" و"يديعوت أحرونوت" أن "العلاقات العامة هي حرب والدولة ببساطة لم تخطط لهذه الحرب بشكل إستراتيجي مع الذخيرة اللازمة ومعدات الحماية والقوى العاملة"، مردفا "نحن نرى النتائج".

 وكشف أنه "يعتقد أن الوقت لم ينفد بعد لإجراء التحسينات"، قائلا "الآن لا أريد الاستمرار في الإشارة إلى الأخطاء وما لم يتم القيام به بشكل صحيح. الجزء المحزن هو أنه كان بإمكاننا القيام بالأشياء بشكل مختلف والخبر السار هو أنه لا يزال من الممكن إنقاذ الوضع".

واقترح ثلاثة حلول لمعالجة الأزمة، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه يعرفون كيفية الرد الفوري خاصة فيما يتعلق بالأمور الشخصية".

وأوضح أن "أول شيء يجب على دولة إسرائيل أن تقوم به هو تجنيد جيش من المتحدثين الرسميين المحترفين والملتزمين الذين يتقاضون رواتبهم بعقود مناسبة بجميع اللغات"، لافتا إلى أن "هؤلاء المتحدثين يحتاجون إلى إحاطات مناسبة ودعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشخص ما ليقوم بالتحرير لهم ويساعد في إخراجهم"، 

وأشار إلى ضرورة إنشاء نظام علاقات عامة لإدارة الأزمات لا وكالة إعلانات، مضيفا أن "مكتب رئيس الوزراء يعرف ذلك جيدا لأنه لا يوجد تقرير ضده لم يردوا عليه على الفور"

وشدد على صرورة "تنشيط الشتات الإسرائيلي"، معتبرا أن "هناك صحوة مذهلة هناك للأشخاص الذين يريدون مساعدتنا، والذين يدركون أن ذلك أمر حيوي ليس فقط بالنسبة لنا ولكن أيضًا بالنسبة لهم".

وكشف ليفي أنه "خلال فترة عمله كمتحدث باسم الحكومة باللغة الإنكليزية، لم يتم إطلاعه من قبل أي جهة رسمية قبل أن يقوم هو نفسه بإبلاغ الصحفيين الأجانب".

وقال "لقد تم تعييني كمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمام وسائل الإعلام الأجنبية، أنا أصدر بيانات وأعقد مؤتمرات صحفية نيابة عن الحكومة، وهذا هو ما يُنظر إليه عندما يتم بثه على الهواء مباشرة، وقد ساعدني العديد من المتطوعين".

وأوضح "لم أطلع حقًا على معلومات من وراء الكواليس، وفي حال كنت بحاجة إلى التشاور بشأن قضايا محددة، كان هناك مستشارون أعرف أنهم يلجأون إليهم ويتحققون مما أردنا قوله بالضبط بشأن هذا الأمر".

بدوره قال الناشط الإسرائيلي يوسف الحداد "كان يُنظر إلى مسألة العلاقات العامة في إسرائيل برمتها على أنها شيء عرضي وشيء غير أساسي"، مضيفا "لقد قلنا لدينا أقوى جيش في العالم وأقوى دولة في الشرق الأوسط ولسنا في حاجة إلى علاقات عامة".

وتابع "بينما كنا نائمين دخل أعداؤنا إلى السياسة والأكاديميا والثقافة والرياضة وزرعوا فيروس الإرهاب في كل مكان"، مضيفا "للمرة الأولى هناك بعض الاعتراف بأهمية العلاقات العامة وهذا يشير إلى أكبر تغيير حدث في المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بهذا الأمر"، قائلا إنها "حرب إضافية أهملناها ببساطة".

بدورها أكدت ملكة الجمال السابقة نوا كوشفا التي تم تجنيدها في جبهة العلاقات العامة بعد أسابيع قليلة من خروجها من الاحتياط كمسعفة قتالية في غزة "كنت أتوق لفعل شيء ما، ثم سافرت للتو إلى الولايات المتحدة"، مضيفة "فجأة أدركت مدى حاجة يهود الشتات إلينا وأنهم بحاجة إلى الشعور بهذا الارتباط مع إسرائيل".

وقالت "لدينا دولة إسرائيل كمرساة وهم لا يملكون ذلك، إنهم يواجهون معاداة السامية في الشارع ويخفون مشاعرهم".

وأضافت "لقد أوقف الجميع حياتهم اعتبارًا من 7 أكتوبر/تشرين الأول لأنه لا يمكنك حقًا العودة إلى الروتين، وفي اللحظة التي خرجت فيها من المستشفى، شعرت أنه يتعين علي الاستمرار في النشاط وفعل كل ما بوسعي، واستخدام كل منصة أعرفها للحفاظ على نشاطي".

وقالت الناشطة الحقوقية إميلي شريدرفي المؤتمر "أعتقد أنه ليس سرا أن لدينا مشاكل مع وسائل الإعلام الدولية وجزء كبير من هذا هو بلا شك معاداة السامية ونحن نرى هذا حاليا مع السرد العالمي" بشأن الحرب، مضيفة "من المهم الآن، أكثر من أي وقت مضى، معالجة هذا الأمر، تمامًا كما نتعامل مع قناة الجزيرة، التي اعتبرها الكيان الأكثر خطورة في وسائل الإعلام الدولية".