شركة طيران صينية تراهن على التوسع انطلاقا من السعودية
طوكيو/الرياض - تسعى شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) لتكون السعودية نقطة انطلاق لطموحها للتوسع دوليا مع تكثيف الشركة المملوكة للدولة جهودها لبيع طائرات في الخارج ودخول سوق طائرات الركاب التي تهيمن عليها شركات تصنيع غربية.
وزار دونغفينغ هي رئيس كوماك السعودية للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد أن رحب بوفد سعودي في منشآت للشركة في شنغهاي في فبراير/شباط في ظل تنامي العلاقات بين الدولتين.
وقال في مؤتمر للطيران في الرياض يوم الثلاثاء "لدى كوماك رؤية لتحسين التواصل العالمي والتنوع من خلال المساهمة في تطوير النقل الجوي في السعودية".
لكن مصادر في قطاع الطيران حذرت من أن كوماك لا تزال بعيدة عن التوسع دوليا خاصة دون الحصول على شهادات أساسية للجودة من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي ودون تصنيع طائرات أكثر كفاءة.
وتحلق طائرات كوماك بالأساس في الصين فقط تقريبا وضمن أسطول شركة طيران إندونيسية واحدة، في وقت تبحث فيه الشركة التي تأسست في 2008 عن عملاء دوليين.
وعرضت مؤخرا طائراتها في أنحاء جنوب شرق آسيا وتسعى الشركة كذلك إلى الحصول على شهادة جودة لطائرتها ضيقة البدن من طراز سي919 من الجهة الأوروبية المعنية بتنظيم قواعد الطيران.
وخلال زيارة رئيس الشركة للرياض، قالت المجموعة السعودية المالكة لشركة "فلاي أديل" للطيران منخفض التكلفة إنها دعت كوماك لإنشاء خط تجميع في جدة بما أكد تقريرا نشرته صحيفة "ذا ناشونال" ومقرها الإمارات.
وأضاف ذلك التقرير أن المجموعة السعودية، المالكة للخطوط الجوية السعودية، تتواصل أيضا مع كوماك للوصول إلى فهم أفضل لطائرتها سي919 لكن لم يتم اتخاذ قرارات في هذا الصدد بعد.
وتضخ المملكة مليارات الدولارات في الخطة الطموحة "رؤية 2030" التي تسعى لتنويع الأنشطة الاقتصادية للابتعاد عن الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري وتطوير القطاع الخاص.
وتتضمن الخطة توسعا ضخما في مجال الطيران وأسست المملكة في ذلك الإطار شركات طيران جديدة وطلبت طائرات ووضعت خططا لمطار دولي ضخم في وقت تسعى فيه للتنافس مع الإمارات التي تعد حاليا مركز السفر في منطقة الخليج.
وقال رئيس كوماك إن الطائرتين العاملتين من شركته وهما "سي 919" و"إيه.آر.جيه 21" يمكن أن تساهما في سوق الطيران المحلي والإقليمي الآخذ في التوسع في السعودية.
وأضاف "تعتزم كوماك تحسين مدى وصول طائراتها في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وتركيا وشمال أفريقيا وأبعد من ذلك".
كما أشار إلى أن الشركة تطمح لإطلاق طائرتها عريضة البدن للمسافات الطويلة "سي 929" والتي قال إنها قد تكون مناسبة لخطط السعودية لتكون مركزا دوليا، لكن ذلك البرنامج يعاني من تأخيرات ولم تحلق تلك الطائرة بعد.
وزار محمد الجدعان وزير المالية السعودي الصين هذا الأسبوع ومن المقرر أن يزور وفد يضم وزير الاستثمار بكين هذا الأسبوع أيضا.
وفي إطار سعي الشركة لكسر هيمنة شركتي بوينغ وإيرباص الغربيتين، دخلت طائرة كوماك إيه.آر.حيه21 الخدمة في 2016 في الصين ومع شركة طيران إندونيسية. وبدأت طائرة سي 919 نقل الركاب في مايو/أيار 2023 لكنها لم تحصل على شهادات بالطيران سوى داخل الصين.