شركتا شحن بحري تستأنفان على مضض الإبحار عبر البحر الأحمر

تفادي المرور عبر البحر الأحمر يفرض تكاليف ووقت شحن إضافيين على شركات النقل البحري التي تضطر سفنها للدوران حول قارة إفريقيا للانتقال من آسيا إلى أوروبا.
هاباج لويد الألمانية لا تزال تعتبر الوضع خطيرا للغاية في البحر الأحمر
الابحار عبر الرجاء الصالح مكلف ماليا وأطول مسارا بالنسبة لشركات الشحن البحري

باريس/أوسلو - أعلنت "سي أم آ سي جي أم" الفرنسية أن بعض سفنها عاودت عبور البحر الأحمر، بينما تعتزم "ميرسك" الدنماركية القيام بالخطوة ذاتها، وفق ما أعلنت شركتا الشحن الأربعاء، بعد تعليق ذلك بسبب هجمات الحوثيين في اليمن على خلفية الحرب في غزة.

وقالت الشركة الفرنسية في رسالة إلى زبائنها إن "بعض السفن عبرت البحر الأحمر"، وإنها تعتزم زيادة عدد السفن بشكل تدريجي للعبور عبر قناة السويس".

وأكدت "ميرسك" من جهتها أنها تعتزم "استئناف الملاحة في البحر الأحمر في اتجاه الشرق كما الغرب"، مشيرة إلى أن السفن ستعاود استخدام هذا الممر البحري "في أسرع وقت ممكن".

وكانت شركات نقل عالمية كبرى منها "ميرسك" و"سي أم آ سي جي أم" أعلنت اعتبارا من منتصف ديسمبر/كانون الأول، تعليق المرور عبر البحر الأحمر بعد عمليات شنّها الحوثيون في اليمن استهدفت سفنا قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو تبحر من موانئها وإليها.

وأكد المتمردون اليمنيون أن عملياتهم هذه تأتي "نصرة لغزة" في ظل الحرب المندلعة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدين أنها ستتواصل ما لم يتم السماح بإدخال مواد غذائية وأدوية إلى القطاع المحاصر.

ودفعت هذه الهجمات الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدا لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

ورأت شركة "ميرسك" أن تشكيل هذا التحالف هو "نبأ جيد لكامل قطاع" النقل البحري يتيح استئناف حركة الملاحة، إلا أنها شددت على أن "الخطر الإجمالي في هذه المنطقة لم يلغ بعد".

أعلنت شركة ميرسك الدنمركية اليوم الأربعاء أنها حددت مواعيد لمرور عشرات من سفن الحاويات عبر قناة السويس والبحر الأحمر في الأسابيع القليلة القادمة في إشارة إلى أن شركات الشحن العالمية تعود تدريجيا إلى استخدام هذا المسار.

وتوقفت كبرى شركات الشحن في العالم، من بينها شركتا الحاويات العملاقتان ميرسك وهاباج لويد، عن استخدام طرق البحر الأحمر بعد أن بدأت جماعة الحوثي المسلحة في اليمن استهداف السفن في وقت سابق من هذا الشهر مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية.

وانخفض سعر سهم ميرسك خمسة بالمئة بحلول الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء، في انتكاسة جزئية عن مكاسب الأسبوع الماضي، في الوقت الذي قد تؤدي فيه العودة إلى المسارات الأقصر عبر قناة السويس بدلا من الرحلات حول أفريقيا إلى تصحيح أسعار الشحن.

وتراجعت أيضا أسهم شركات الشحن الأخرى بما في ذلك سهم هاباج لويد الذي انخفض ستة بالمئة ومجموعة ناقلات النفط فرونت لاين التي هبطت 5.3 بالمئة وخدمة شحن السيارات هوج أوتو لاينرز التي هبطت ثلاثة بالمئة.

وقالت ميرسك في 24 ديسمبر/كانون الأول إنها تستعد للعودة إلى البحر الأحمر للقيام برحلات شرقا وغربا وعزت ذلك إلى إطلاق عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى حماية السفن من هجمات الحوثيين، لكنها لم تخض في تفاصيل.

وبالمثل أعلنت شركة سي.إم.أيه سي.جي.إم الفرنسية أمس الثلاثاء أنها ستزيد عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس. وأكدت الأربعاء أنها "تتابع الوضع بشكل دائم ونبقى على استعداد لإعادة تقييم خططنا إذا تطلب الأمر".

ومن بين السفن المدرجة في إشعار ميرسك للعملاء اليوم الأربعاء السفينة مارين ميرسك التي غادرت طنجة في 24 ديسمبر/كانون الأول و"ستستمر في عبور قناة السويس" ومن المتوقع وصولها إلى سنغافورة في 14 يناير/كانون الثاني، لكن وفقا للإشعار، فإن العديد من سفنها لا يزال من المقرر أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح.

وغيرت شركة ميرسك منذ 19 ديسمبر/كانون الأول مسار سفن لتدور حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب الهجمات، مما أدى لفرض رسوم إضافية على العملاء وإضافة أسابيع إلى الوقت اللازم لنقل البضائع من آسيا إلى أوروبا وإلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.

وقال متحدث باسم شركة هاباج لويد الألمانية المنافسة اليوم الأربعاء إن الشركة لا تزال تعتبر الوضع خطيرا للغاية بحيث لا يمكن المرور عبر قناة السويس مضيفا أنها ستواصل تغيير مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مضيفا "نقيّم الوضع باستمرار ونخطط لإجراء مراجعة جديدة يوم الجمعة".

وكان الجيش الأميركي أعلن الثلاثاء أنّه أسقط أكثر من 10 طائرات مسيّرة هجومية وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر من دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.

وشدد الحوثيون الثلاثاء على "استمرار دعم وإسناد الشعب الفلسطيني"، مجددين موقفهم "بشأن منع مرور كافة السُّفُن الإسرائيلية".

ويعد البحر الأحمر الرابط بين قناة السويس ومضيق باب المندب، ممرا أساسيا للملاحة الدولية وتمرّ عبره زهاء 20 ألف سفينة تجارية سنويا.

ويفرض تفادي المرور عبر البحر الأحمر تكاليف ووقت شحن إضافيين على شركات النقل، إذ تضطر سفنها للدوران حول قارة إفريقيا للانتقال من آسيا إلى أوروبا، عوضا عن عبور البحر الأحمر وقناة السويس وصولا إلى المتوسط.