شروط روسية تؤجل تزويد تركيا بدفعة إضافية من "إس-400"

روسيا تؤكد أن تزويد تركيا بمنظومات جديدة من "إس-400" للدفاع الجوي يتطلب مشاركة معينة من قبلها في عملية الانتاج.

موسكو - أكدت روسيا أنها تتوقع التوصل إلى اتفاق مع تركيا حول تزويدها بدفعة جديدة من منظومات "إس-400" للدفاع الجوي قريبا، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتطلب مشاركة تركية معينة في عملية الإنتاج.

وقال مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني دميتري شوجاييف، في حديث لوكالة "إنترفاكس"، نشر الاثنين، إن "مسألة الدفعة الإضافية من منظومات إس400- لتركيا موجودة في الأجندة، وهي لم ترحل، ونعمل حاليا على التنسيق بشأن محتويات المنظومات وموعد التوريد والشروط الأخرى".

وأضاف شوجاييف "اليوم تستمر العملية التفاوضية، ونأمل في أن نتوصل إلى نقاط مشتركة في المستقبل المنظور".

وأشار إلى أن تزويد تركيا بمنظومات جديدة يتطلب مشاركة معينة من قبلها في عملية إنتاج المنظومات، لكنه امتنع عن كشف أي تفاصيل.

وأوضح المسؤول الروسي أن "النقطة الوحيدة التي أستطيع تأكيدها تتمثل في أن هذا التعاون لن يأتي بأي ضرر بالنسبة إلى أمننا الوطني ... كل الجوانب مدروسة".

كما ذكر أن المفاوضات مع تركيا حول شرائها المحتمل لمقاتلات روسية من طراز "سو-35" مستمرة، لكنها لا تجري بشكل نشط وتتمحور حول تدقيق بعض الجوانب التقنية، مشيرا إلى أنه لا يتوقع توقيع أي صفقة خاصة بهذه الطائرات قريبا.

وتسلمت تركيا منظومات صواريخ من طراز "إس-400" خلال عام 2019، وجرى تنفيذ هذه الصفقة وسط معارضة شديدة من قبل الولايات المتحدة، التي ردت على ذلك بتعليق مشاركة أنقرة في برنامج مقاتلات "إف-35"، معتبرة أن موقف تركيا سيضر بالتعاون بين البلدين.

كما هددت واشنطن بفرض عقوبات ضد أنقرة بسبب تلك الصفقة، بالإضافة إلى الخلافات حول الدعم الأميركي لأكراد سوريا.

hg

واستثمرت موسكو في السابق أزمة العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لاستقطاب تركيا من خلال عقود وصفقات عسكرية أهمها صفقة صواريخ اس 400 واقتصادية يتصدرها مشروع خط أنابيب 'تركش ستريم' لنقل الغاز لأوروبا.

ورغم تلك  الخلافات بين العضوان في حلف شمال الأطلسي بسبب منظومة الدفاع الصاروخية الروسية، استنجدت أنقرة بواشنطن منذ أيام وطلبت منها نشر بطاريات باتريوت على الحدود الجنوبية مع سوريا بعد أن تعرضت لأسوأ ضربة جوية قتل فيها دفعة واحدة 33 جنديا تركيا قبل أن ترتفع الحصيلة إلى نحو 39 وهي أرقام معلنة شككت فيها مصادر محلية، مشيرة إلى أن الخسائر أعلى بكثير مما هو معلن رسميا.

وتقول واشنطن إنها غير متوافقة مع النظم الدفاعية للحلف وستلحق الضرر بطائرات الشبح المقاتلة الأميركية التي كانت تركيا تساعد في تصنيعها كما كان مقررا أن تحصل على عدد منها.

وقالت الولايات المتحدة إن تركيا لا يمكنها الجمع بين نظام الدفاع الروسي إس-400 ونظام باتريوت.

وطالب جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريا الأسبوع الماضي تركيا بتوضيح موقفها من شراء منظومة الدفاع الروسية التي قال إن شراشها من قبل تركيا يمثل "أمرا خطيرا جدا".

وعلى ضوء هشاشة تحالف المصلحة الروسي التركي، حاولت واشنطن التدخل والضغط أكثر على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمساعدته في الخروج من مستنقع إدلب شرط التخلي عن منظومة الدفاع الروسية.

وقال جيفري إن واشنطن مستعدة لتقديم ذخيرة لتركيا لاستخدامها في عملياتها العسكرية في إدلب وإنها تجري تقييما لطلب أنقرة نشر نظام باتريوت "في سياق منظومة الدفاع الروسية إس-400.